الامارات واسرائيل وابي احمد وبنك سد النهضة .. تحليل سياسي

profile
  • clock 10 مايو 2021, 4:03:02 ص
  • eye 937
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كتب الباحث السياسي علاء عوض على صفحته علي فيس بوك هذا التحليل عن دور الأمارات وأثيوبيا و

 علاقتهم المشتركة التي تتطور بشكل كبير خلال هذا الأيام  وعلاقة ذلك بأسرائيل ةمستقبل المنطقة جاء في التحليل :

 في مارس عام 1991 

صرح اسحاق شامير رئيس الوزراء الاسرائيلي

 بأنه على استعداد لتوقيع معاهدة حظر أسلحة الدمار الشامل وقبول التفتيش على المنشآت النووية الإسرائيلية مقابل اشتراك إسرائيل في اتفاقيات لإعادة توزيع المياه في المنطقة 

ومنذ ذلك الوقت تعمل اسرائيل بكل جهد  علي ملف اعادة توزيع  المياه في الشرق علي محورين الاول تركي والاخر اثيوبي والهدف احكام قبضتها علي نهر النيل والفرات حسب الخطة المعلنة من ستينات القرن الماضي 

في اغسطس  2002 

اعلنت تركيا  إنها توصلت إلى اتفاق تبيع بموجبه خمسين مليون متر مكعب من المياه سنويا إلى إسرائيل لمدة عشرين عاما وبذلك وضعت مبدأ بيع المياه قيد التنفيذ

حتي ان اسرائيل احتذت بها واصبحت هي الاخري تبيع المياه للاردن بل وصل الامر الي  استخدامها  كسلاح في الضغط علي النظام السياسي هناك 

اما المحور الاهم لاسرائيل وهو نهر النيل فعبر ادركها المبكر لاهمية اثيوبيا في تنفيذ المخطط الاستراتيجي الاخطر  

 تعاملت بسخاء اقتصادي وسياسي  منذ منتصف القرن الماضي مع اثيوبيا و جعلت من سفارتها في اديس ابابا ثاني اكبر سفارة لها في العالم من حيث حجم التمثيل الدبلوماسي والمصالح  ليعكس ذلك حجم الاهداف الكبيرة التي تسعي الي تحقيقها من وراء تلك العلاقات .

خاصة الهدف الذهبي مياه نهر النيل 

فنصف مليار متر مكعب من مياه النيل لاسرائيل تعني زراعة صحراء النقب التي تعادل  60%  من مساحة اسرائيل  بما يؤدي الي زيادة المساحة المزروعة بما يزيد عن   20 ضعف المساحة المزروعة الان 

 ويترتب علي ذلك  اقامة مستوطنات اسرائيلية علي حدود سيناء واستيراد مزيد من اليهود من مختلف دول العالم خاصة بعد الاعلان عن قانون يهودية الدولة الاسرائيلية 

وتضييق الخناق علي بدو النقب وتهجيرهم 

وفي ذلك تهديد شديد للامن القومي المصري والعربي 

  وفي نفس الوقت يضمن سد النهضة الاثيوبي 

 لاسرائيل ان تخلق عدو جديد لمصر هو اثيوبيا ينشغل به المصريين لقرن من الزمان علي الاقل 

   وتظن بذلك اسرائيل انها حيدت مشاعر عداء المصريين تجاها الي الابد 

وحتي تمعن في تنفيذ المخطط بكل مكر جعلت من الامارات راعي ظاهر له تحركه من وراء الكواليس.

 قبل ٢٠١٥ وقبل انكشاف حجم التطبيع الاماراتي الاسرائيلي دفعت ابوظبي ودحلان القاهرة لتوقيع اتفاق المبادئ

الذي وفر للسد شرعية البناء وعبر  المفاوضات العبثية  اصبح امر واقع 

 وبعد التطبيع اصبحت الامارات هي من تعمل علي تحقيق الاهداف الاسرائيلية في المنطقة بكل بجاحة سياسية لا اتحدث هنا عن خط نقل النفط من الخليج الي اسرائيل ثم اعادة تصديره الي اوروبا  عبر انبوب اماراتي التمويل 

بما يضر ضرر بالغ بقناة السويس ويجعل اسرائيل مركز اقليمي للطاقة بدلا من مصر 

بل اقصد حديث الساعة الان نهر النيل والسد الاثيوبي الذي اعلنت اثيوبيا ان احد اهدافه ان يكون بنك حبشي يبيع المياه لمن يدفع وعندما سئلت  عن اسرائيل كمشتري رفضت التعليق ....

ان وصول مياه النيل لاسرائيل يعني ميلاد جديد لها وتحركات الامارات علي مدار الاعوام الماضية وتشجيعها للنظام الاثيوبي عبر سياسة الشيكات علي بياض وراعية نظام مجرم الحرب الاثيوبي ابي احمد قاتل شعبه 

في ذلك التوقيت الحرج ومحاولة ايصاله للبحر الاحمر حتي لا يكون بحرا عربيا خالصا .

 لا اجد له مبرر الا ان ابوظبي اصبحت مخلب قط تحقق به اسرائيل اهدافها عبر كل الوسائل التي تضر بأمن مصر 

وفي هذا السياق تأتي زيارة رئيس مجلس السيادة  السوداني الفريق البرهان الي ابوظبي اليوم .

فتوقيت الزيارة المتزامن مع المبادرات الاثيوبية الافريقية التي تهدف لابعاد الخرطوم عن القاهرة يؤكد ان ابوظبي ستكتب شيك علي بياض للخرطوم وتقدم اغراءات سياسية

 تضمن استمرار البرهان في صدارة المشهد السوداني وربما توعده بنوبل للسلام  ان وقع علي الاملاءات الحبشية التي في واقع الامر كتبت في تل ابيب كاهداف اسرائيلية.

تماما كما فعلت ابوظبي  مع ابي احمد ولعبت دور 

بالاشتراك مع نتنياهو وترامب وكوشنر في منح قاتل شعبه نوبل للسلام  مقابل تنفيذ الاجندة الاسرائيلية.. 

علي القاهرة ان تتحرك ولتفتح ابواب الجحيم علي الجميع قبل ان تخرج مصر من ابواب التاريخ وتصبح مجرد ظل جغرافي لاثيوبيا وممر مائي لميلاد اسرائيل الكبري 

وعلي الاخوة في الخرطوم مقاومة هذا السحر الاسود فلا مستقبل للسودان ان اصبحت تحت رحمة السد الاثيوبي  فبكل سهولة ستستخدمه كسلاح ليس لاسترداد الفشقة فقط بل ان احتلال الخرطوم احد اهم اهداف الحبشة من بناء سد النهضة ..

اقولها بكل وضوح للقاهرة والخرطوم ان رضختم فهي نهايتكم  وميلاد امبراطورية الحبشة المسيطرة علي كامل الشرق الافريقي والبحر الاحمر

التعليقات (0)