الاهتمام الدولي تراجع.. ليبيا ضحية لمأساة دولة عربية أخرى

profile
  • clock 22 أغسطس 2023, 12:39:14 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لا يزال الصراع في ليبيا يهدد جهود الاستقرار والتنمية في بقية دول منطقة شمال أفريقيا، لكن اهتمام المجتمع الدولي بالأزمة الليبية تراجع في الآونة الأخيرة لأسباب منها الاقتتال المتواصل في السودان المجاور (جنوب شرق)، بحسب إيفان بوشاروف، في تحليل موقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy).

وتعاني ليبيا، منذ مطلع العام الماضي، من صراع على السلطة بين حكومتين إحداهما موازية كلفها مجلس النواب (الشرق) ويترأسها أسامة حماد، والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس (غرب)، وهي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

بوشاروف تابع أن "آفاق التسوية السياسية لا تزال غير واضحة ولم يتم القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة المستمرة منذ اثني عشر عاما (منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي في 2011)، إذ يوجد مستوى عالٍ من التشرذم السياسي والاقتصادي داخل المجتمع الليبي".

وأردف: كما "تؤدي التأثيرات المتأخرة لجائحة كورونا، وأزمة الغذاء العالمية، والركود العالمي إلى تفاقم هذه المشاكل، ويوجد عامل إضافي يؤثر سلبا على الوضع في ليبيا، وهو الصراع في السودان الذي اندلع في أبريل/ نيسان 2023"، في إشارة قتال متواصل بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".

أنشطة إرهابية

و"في المستقبل القريب، ستظل ليبيا معقلا لعدم الاستقرار في شمال أفريقيا. لقد ثبُت أن الإرهاب هو أحد أهم المشاكل المترتبة على عدم الاستقرار هذا، ولا يوجد في ليبيا حاليا جيش موحد ولا قوات أمنية موحدة، ما يهيئ المناخ الأكثر جاذبية للأنشطة الإرهابية الجديدة، وتؤدي المواجهات العرضية بين طرابلس وطبرق إلى تعقيد الحرب ضد الإرهاب بشكل كبير"، كما رجح بوشاروف.

وأضاف أردف: "لا تزال الجماعات الإرهابية والمتطرفة تجتاح ليبيا، ويشكل الإرهابيون من داعش والقاعدة وأنصار الشريعة وغيرها من المنظمات المتمركزة في ليبيا تهديدا للمنطقة بأكملها".

"كما استغل الإرهابيون، الذين كانوا في ليبيا، حالة عدم الاستقرار في مالي وبوركينا فاسو، ونفذوا هجمات مزعزعة للاستقرار في البلدين، كما واجهت (جارتا ليبيا) تونس (شمل غرب) ومصر (شرق) مشكلة تسلل مسلحين أجانب إليهما وجلب أسلحة معهم"، بحسب بوشاروف.

وتابع: "هناك مشكلة أخرى تتعلق بالمقاتلين الليبيين في البلدان المجاورة، إذ قاتلت مليشيات ليبية في اشتباكات بتشاد عام 2019، فيما قاتل مرتزقة سودانيون إلى جانب الجيش الوطني الليبي (قوات الشرق) بقيادة (اللواء السابق) خليفة حفتر، وفي 2021 كان يوجد 11 ألف مرتزق من السودان في ليبيا. وهذا يعني أن هناك احتمالية لعودة هؤلاء المرتزقة السودانيين إلى بلادهم للمشاركة في الأعمال العدائية".

تأثيرات اقتصادية

وبحسب بوشاروف، "أثر تهريب الأسلحة والاتجار بالمخدرات عبر الحدود والاتجار بالبشر سلبا على البلدان المجاورة لليبيا، فبعد اندلاع الحرب الأهلية في ليبيا عام 2011، انتشرت الأسلحة من ليبيا إلى مصر وتونس والسودان ودول أفريقية أخرى، وأفادت تقارير في 2023 بأن قوات مرتبطة بحفتر باعت وقودا وأسلحة وذخيرة وأدوية لقوات الدعم السريع السودانية شبه العسكرية".

وحذر من أن "تأثير الوضع في ليبيا على المنطقة لا يقتصر على القضايا الأمنية فقط، إذ يقوض الصراع الليبي ديناميكيات اقتصادات شمال أفريقيا".

وأضاف أنه "في 2021، أصدرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا تقريرا قالت فيه إن الأزمة الليبية تثير صراعات في بلدان أخرى في القارة، مما يؤثر على التنمية الشاملة لاقتصاداتها".

كما أفادت اللجنة بأن هذا "الصراع يعيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على التكامل الاقتصادي الإقليمي. ومن الناحية الاقتصادية، كان للصراع الليبي التأثير الأكبر على تونس ومصر والسودان، فقد كانت ليبيا تتمتع بعلاقات تجارية واقتصادية واستثمارية قوية مع تلك الدول قبل الحرب. كما تأثر اقتصاد الجزائر (الجار الغربي لليبيا) سلبا بالأزمة".

التعليقات (0)