الجارديان تفجر مفاجأة: الخلافات تتصاعد بين إسرائيل وأمريكا والغرب

profile
  • clock 18 نوفمبر 2023, 1:25:24 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تتصاعد التوترات خلف الكواليس بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي على خلفية طول أمد الحرب في قطاع غزة، وعدم تحقيق جيش الاحتلال انتصارا حاسما على حركة "حماس"، بالتزامن مع ضغوط دبلوماسية غربية على تل أبيب، على وقع تغير الرأي العام الغربي مما يحدث، وهناك أيضا الاختلاف حول مصير غزة بعد الحرب.

ما سبق كان خلاصة تحليل نشرته صحيفة "الجارديان"  قال إن بايدن، رغم أنه لا يزال يعطي – ظاهريا – الضوء الأخضر لإسرائيل في كل ما تفعله، بما فيه اقتحام مجمع الشفاء الطبي، إلا أن خلف الكواليس يحمل تصاعدا للتوترات مع تل أبيب، بسبب استراتيجية الأخيرة في غزة، وتصورها لمرحلة ما بعد الحرب.

ضغوط متسارعة

ويضيف التحليل الذي كتبه المحرر الدبلوماسي بالصحيفة باتريك وينتور: "الواقع أن الاعتراف الصريح من جانب إيلي كوهين، وزير الخارجية الإسرائيلي، يوم الاثنين بأن إسرائيل أمامها أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع قبل أن تواجه ضغوطاً دبلوماسية كبيرة لوقف إطلاق النار قد يكون متفائلاً.

ويقال إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعد خطط حملة قصيرة وطويلة المدى، تعتمد على البيئة السياسية التي يعمل فيها.

ويرى التحليل أن دلائل بدأت تظهر على السطح تشير إلى أن إسرائيل بدأت بالفعل تتعرض لضغوط كبيرة.

وقال أحد الدبلوماسيين البريطانيين: "إن فكرة المناطق الآمنة [للمدنيين في غزة] تجعلنا قلقين للغاية. عليك أن تتأكد من عدم تعريض الأشخاص للخطر عن طريق وضعهم في مكان ما.

ولا تزال الأمم المتحدة تنظر بعين الريبة والحذر لفكرة المناطق الآمنة التي تروج لها تل أبيب، وهم على حق بنسبة 100% لأنهم جميعًا يتذكرون ما حدث في سربرينيتسا وشمال العراق ورواندا.

اقتحام "الشفاء"

ويقول التحليل إن اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي في شمالي غزة كان أمرا عالي المخاطر لكن كان ينطوي على مكافأة كبيرة محتملة لإسرائيل، التي ما فتأت تؤكد وجود مقر قيادة "حماس" الرئيسي تحت المستشفى، لكن الجميع شاهد تبخر أكثر من 2000 من مقاتلي وقيادات "حماس" من المكان، وفقا للمزاعم الإسرائيلية.

ولا تزال إسرائيل تجادل بحاجتها إلى المزيد من الوقت  للبحث في مجمع ضخم والحفر عميقاً تحت المبنى، لكن الأمر بدا شبيها بما فعله مفتشي الأسلحة الأمميين في العراق عام 2003، ولم يتوصلوا إلى نتيجة، لكن الغزو الأمريكي حدث، رغم ذلك.

 

خطط ما بعد الحرب

كما تبدو الولايات المتحدة غير راضية عما تسمعه عن خطط إسرائيل لمرحلة ما بعد الحرب، كما يقول الكاتب.

وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، أصر الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج، على أن إسرائيل لا تستطيع ترك فراغ في غزة وأن ذلك سيتطلب وجودًا إسرائيليًا قويًا للغاية.

وبينما كان يقول هذا، كان بايدن يكرر أن إعادة احتلال إسرائيل لغزة سيكون خطأً كبيراً جداً.

وفي نيويورك، قالت مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إن السلام المستدام يجب أن يضع "أصوات الشعب الفلسطيني وتطلعاته في قلب الحكم بعد الأزمة في غزة".

وأضافت: "يجب أن يشمل الحكم بقيادة فلسطينية، وتوحيد غزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية، ويجب أن تتضمن آلية مستدامة لإعادة إعمار غزة، ويجب عليها أن تضمن عدم استخدام غزة كمنصة للإرهاب أو الهجمات العنيفة. ويجب أن يتضمن مسارًا لحل الدولتين".

وهذا يترك الولايات المتحدة وإسرائيل متباعدتين إلى حد ما.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب إنه من الممكن أن نرى أهمية قرار الولايات المتحدة بالامتناع عن التصويت بدلاً من استخدام حق النقض على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف إنساني طويل الأمد يوم الأربعاء.

وكانت هذه المحاولة الخامسة للأمم المتحدة للتوصل إلى موقف مشترك.

 

القلق على أوكرانيا

هناك قلق من نوع آخر يرصده التحليل، حيث بدأت العواصم الغربية تقلق من تراجع دعم دول الجنوب العالمي للعقوبات ضد روسيا بسبب غزو أوكرانيا، على خلفية ازدواجية الغرب مما يحدث في غزة وتكلفته الإنسانية الضخمة.

ويقول أحد كبار الدبلوماسيين البريطانيين: "القلق يتزايد، لذلك كلما أسرعنا في الانتهاء من غزة كلما كان ذلك أفضل، ولكنني سأفاجأ إذا لم تكن هناك ندوب كبيرة".

وفي الختام، يقول الكاتب إن بايدن، صديق حميم لإسرائيل ولديه "أسبابه الخاصة لاستمرار دعم تل أبيب"، لكنه يؤثر على قوة الولايات المتحدة في المنطقة، وجعل إيران تمارس لعبة دبلوماسية ماكرة وتوسع من صداقاتها في الشرق الأوسط، ودفع قادة غير موالين لـ"حماس"، مثل السعودية والإمارات الأردن ومصر إلى إبداء غضبهم من عدم إنهاء الحرب.

والأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لجو بايدن هو الشعب الأمريكي أيضًا، حيث أظهر استطلاع أجرته "رويترز-إبسوس" أن 68% من الأمريكيين يؤيدون وقف إطلاق النار.

 

 

 

المصادر

المصدر : 
باتريك وينتور - الجارديان -  الخصوصية

التعليقات (0)