السفير معصوم مرزوق يكتب : هوة الحضارة وفكرة الإصلاح

profile
السفير معصوم مرزوق دبلوماسي وسياسي مصري
  • clock 4 مايو 2021, 1:34:51 م
  • eye 570
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 أي أن المسألة تثير ثلاثة أسئلة : كيف يمكن أن نتناول موضوع التاريخ ( والحضارة ) ؟

، وهو سؤال يتعلق بالمنهج ، أما السؤال الثاني فيتعلق بالمضمون ،

أو مشتملاته العلمية التي تطرح علي الأقل ثلاثة موضوعات : جذور الأمة الفكرية ،

 تحديد الهوية ، أبرز مشكلات الشخصية سواء في حركتها الفردية أو الجماعية ، وذلك كله ينبغي أن يقود إلي إجابة واضحة للسؤال الثالث والأخير المتعلق بصيرورة هذا الإدراك التاريخي ، 

أو بمعني آخر كيفية توظيف الإجابات السابقة لوضع خطة دقيقة من أجل مستقبل أفضل .
ولعل ما تقدم لا يضيف جديداً في ذاته ، لأنه من المؤكد إستقراره في عقول وضمائر العديدين منذ أن بدأت الأمة في الإنزلاق من قمتها الحضارية ،

ومن أشهرهم كان العلامة عبد الرحمن بن خلدون ، حيث كان التساؤل الصريح أو الضمني هو كيف تدهورت الحضارة العربية / الإسلامية ، وكيف يمكن إستعادتها ؟ ، 

وقد تفاقمت الأزمة عندما اصطدمت تلك الأمة في ميدان القتال مع أوروبا وأتضح الفارق الشاسع بين قدرات الطرفين ،

 وأستمرت الهوة الحضارية في التزايد لصالح الغرب لدرجة أربكت فكر الأمة ومفكريها .
فلقد ذهب إتجاه إلي رفض رؤية الواقع ، وإستمرار التعلق بالماضي / التاريخ أو محاولة العودة العكسية ( والمستحيلة ) إليه من خلال منهج يتخذ من أدوات ذلك الماضي

أو ما يتوهم أنها أدواته وسيلة لتحقيق هذا الهدف المستحيل ، وهو في هذه المحاولة يضع أغلب أسباب التدهور علي أكتاف " الآخر " ، حيث تسيطر نظرية المؤامرة ، 

وتقتصر مسؤلية الأمة في إبتعادها عن " النموذج المثالي " للأوائل ، دون أي جهد نقدي حقيقي لذلك النموذج حيث أنه يكتسب هالة من القداسة لدي معتنقي هذه التوجه .
ويقترب من هذا الفريق فريق آخر يتخذ موقفاً عدائياً رافضاً للحضارة الحديثة بكل مشتملاتها ، دون تمييز بين ما يمكن الإستفادة به من منجزاتها ،

 وما يمكن إستبعاده من أيديولوجيتها وفلسفتها ، فهو رفض مطلق للآخر ، ولا يقدم في نفس الوقت البديل الموضوعي الممكن لتحقيق التقدم .
الفكر الأصولي :
يري الإتجاه الأصولي أن من يطلق عليه " الإصلاحيين " كانوا علي درجة من التبسيط المخل حني حاولوا أن يجسروا الهوة بين واقع الأمة المتخلف وبين الغرب من خلال النظر إلي محاولة البحث عما يوجد " لديهم "

ولا يوجد " لدينا " ثم إستيراد ما لديهم كي يصبح لدينا وبالتالي يمكن حل مشكلة التخلف . ويري الأصوليون أن مشكلة هؤلاء الإصلاحيين أنهم لم يضعوا في إعتبارهم عنصر " الإسلام " بوصفه المميز الأول للأمة ،

 بل أنهم أعتبروا – ولو ضمنياً – أن هذا الإسلام هو سبب التخلف وبالتالي يتطلب إعادة النظر في نظامه .
ولا بد هنا من التحفظ في إستخدام مصطلح " الأصوليون " ، فلدينا في تحت هذه المظلة إتجاهات مختلفة منها مثلاً الإتجاه المتشدد أو المحافظ الذي تبنته الحركة الوهابية في القرن الثامن عشر الميلادي ،

وتمثل في محاولة العودة إلي أمجاد الماضي بالتخلص من " البدع " التي استحدثت ، فهو تيار ضد الحداثة ، نشأ وترعرع في بيئة إسلامية/ عربية ولا يمكن الزعم بأنه إستيراد من الخارج ، 

ولكنه كان رد فعل لإرهاصات التيار الإصلاحي الديني والسياسي ، ومشكلة هذا التيار ( مرة أخري ) أنه يقطع علاقته بالتاريخ ،

 فهو يقفز قفزة هائلة كي يعود إلي فترة النبوة والخلافة ولا يتجاوزها مختصراً القرون التالية عليها بكل ما أشتملت عليه تفاعلات فكرية وإجتماعية وسياسية وثقافية أصبحت بلا شك جزء من نسيج الهوية .
ومن تحت عباءة التيار السابق خرجت فكرة " جاهلية المجتمع " ، فإذا كان التيار السلفي يريد العودة إلي فترة النبوة والخلافة ، فأن الإستطراد المنطقي لذلك هو أن المجتمع الحالي هو مجتمع الجاهلية ،

ونبتت فكرة التكفير والعنف التي أصبحت خياراً يحتاج إلي مراجعة ، فمن ناحية هو خيار لوسيلة لا يمتلك المجتمع أدواتها ، بل هي أضعف نقاط النسيج العربي / الإسلامي ،

 ومن ناحية أخري فأنها هدر لطاقات يمكن توظيفها بذكاء لبناء عناصر القوة الشاملة الحقيقية التي قد يصبح مجرد إمتلاكها إعفاء من إستخدام هذا الخيار ، ثم ثالثاً – وهو الأهم –

 أن هذا الخيار دون قواعد تنظيمية وحركية يؤدي إلي أن يصبح العنف غاية في ذاته وليس وسيلة ، وتترتب علي ذلك نتائج سلبية عديدة لعل أخطرها إنفجار ثقافة العنف في المجتمع نفسه ، وهو ما حدث ويحدث للأسف الشديد ..
وهنا لا بد من التحفظ علي أن هذا الخيار قد يكون مطلوباً ومرغوباً في حالات الدفاع عن النفس والوجود مثل النضال العسكري الذي تمارسه الفصائل الفلسطينية ضد الإحتلال الإسرائيلي مع فصل ذلك عن المقاومة الحضارية بمفهومها الأشمل .
الإصلاح التوفيقي :
أما الفريق الثالث وهو الذي يهمنا في مبحثنا ، فيمثل إتجاهاً توفيقياً يمكن رصد بدايته الحقيقية مع الحملة الفرنسية التي قادها نابليون في مصر ،

 ولا أعني هنا الأثر الذي تركه العلماء الذين جاءوا مع تلك الحملة كما يقول البعض ، وإنما أثر الصدمة الحضارية نفسها علي عقل وسلوك الأمة ،

 حيث أتضحت وبشكل مفاجئ الهوة الشاسعة التي أصبحت تفصل وتباعد بين الطرفين ، فقد أحدثت هذه الصدمة أثرها من خلال عدة مستويات ،

 فمن ناحية تسربت مشاعر وأفكار العجز والإحباط التي أدت إلي نوع من الإستسلام الجماعي كرسته أفكار تراكمت عبر سنين الضعف حول القدرية والشعور السلبي بالذنب ( الشعور الإيجابي هو إعتراف بالذنب ومحاولة تجاوزه ) ، ومن ناحية أخري تسربت مشاعر وأفكار الإنبهار بالغرب التي رأت أن التقدم الحقيقي هو قطع الطريق مع الماضي/ التاريخ ، ومحاولة اللحاق بالتقدم الغربي من خلال التشبه به أو تقليده ،

 وهو ما نري إنتشاره في أدبيات القرن التاسع عشر مثل كتابات رفاعة رافع الطهطاوي (1801- 1873 ) الذي ربط بين التقدم في الغرب وبين النظام السياسي المحكم ، 

ففي كتابه الشهير ( تخليص الإبريز في تلخيص باريز ) يستعرض مواد الدستور الفرنسي ويظهر إعجابه بفكرة الحرية التي يري أنها تتعلق بالإنسان نفسه ، وسلوكه وعقيدته وإدارة أموره ، 

وقد أعتنق نفس الإتجاه الكاتب التونسي خير الدين التونسي الذي كان معاصراً لرفاعة الطهطاوي في كتابه ( أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك ) ، 

وقد أخذ هذا الإتجاه منحي الإصلاح السياسي كوسيلة لتعديل أحوال الأمة ، ومن ناحية أخري ، وفي نفس الطائفة ، كان هنا إتجاه آخر أخذ منحي الإصلاح الديني والسياسي معاً ومن أبرز ممثلي هذا الإتجاه يمكن الإشارة إلي جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي وأحمد فارس الشدياق وغيرهم .
وهذا الإتجاه التوفيقي وإن لم يهمل تماماً فكرة التاريخ ، إلا أنه لم يأخذ – كما سنوضح لاحقاً – من التاريخ تلك الملامح الخاصة للأمة ، فقد أقتصر الأمر في أغلبه علي مجرد إستيراد نصوص من التجربة الغربية ( الأسلوب النقلي ) فيما يتعلق بفكرة الإصلاح السياسي ، أو جرح وتعديل نصوص فيما يتعلق بالإصلاح الديني ، وأياً ما كان الأمر فأنه يمكن القول في هذه العجالة ودون القراءة النقدية لبعض نجوم هذا الإتجاه ،أن الفشل الذي صادف تلك المحاولات تسبب فيه – ضمن أسباب أخري – المنهج التاريخي القاصر أو الإستبعاد الكامل للتاريخ سواء بسبب صدمة اللقاء بالحاضر أو بسبب الشك في هذا المنهج وجدواه في سبيل تحقيق التقدم والرقي .
فقد كانت الفكرة المركزية في الإتجاه الإصلاحي هي رؤية أنفسنا من خلال الآخر ، وذلك في حد ذاته ليس أمراً معيباً ، ولكن من المهم أن نعرف كيف يرانا الآخر ،

 أو بمعني آخر ما هي أدواته المتاحة في الرصد والتحليل ، ثم – وهو الأهم – لماذا يرانا بهذا الشكل أو بغيره ، أما أن نأخذ رؤية الآخر بإعتبارها مسلمات أو صورة فوتوغرافية لنا بدون تمحيص وإختبار ،

 فأن ذلك يوقعنا – وقد أوقعنا – في مشاكل عديدة أدت – وستؤدي – إلي إستمرار هذه الحالة البائسة من التخبط والحيرة والتصادم مع أنفسنا ومع الآخر ...
ومن ناحية أخري لا ينبغي أن ننظر إلي الآخر من خلال ذواتنا فقط ، بل يجب أن ننتقل إليه ، ولا أعني هنا الإنتقال المادي فقط علي أهميته ، وإنما الإنتقال الموضوعي ،

 بدراسة متعمقة لبنائه النظري الإجتماعي والسياسي والإقتصادي منظوراً إليه من خلال تطوره التاريخي ، ومن المتصور أن هاتين العمليتين مترابطتان للتوصل إلي أقرب النتائج دقة في مجال بحثنا دون إفراط أو تفريط .
وذلك يعني في جزء منه أن نعيد قراءة عناصر عصر النهضة الأوروبية ، وهي ليست قاصرة كما ذهب البعض – للأسف – علي فكرة " العلمانية " وحدها ، بل أن هذه الفكرة هي نتاج تيارات فكرية متوازية ومتعارضة استمرت لفترة طويلة في التاريخ الأوروبي ،

كذلك لا يمكن النظر فقط إلي الإصلاح السياسي الذي جسدته مبادئ الثورة الفرنسية مثلاًً ، فالمسألة لا يمكن عزلها عن مجمل الأوضاع المادية والفكرية التي اختمرت وتفاعلت في أرجاء أوروبا خلال فترة طويلة من الزمن ،

 ومن ناحية أخري فأن الإصلاح الديني ( إذا صح إستخدام هذا المصطلح ) لم يقتصر علي الموقف من الكنيسة الكاثوليكية وإنما امتد إلي الموقف من فكرة " الدين " نفسها وعلاقتها بالفرد والمجتمع أو بالحضارة في مفهومها الواسع .
إسلام أوروبا ولا إسلام الشرق :
بإختصار ، نحن في حاجة لإعادة تأصيل " الذات الآنية " من خلال تمحيص مكوناتها البنائية التي هي محصلة لتضافر مجموعة من العوامل بعضها ميراثية وبعضها الآخر مكتسبة ،

وهذا الجزء المكتسب نشأ من رؤيتنا التاريخية للذات من خلال الآخر وتلك حقيقة لانملك منها فكاكاً ، فحين قال الشيخ محمد عبده – أنه رأي في أوروبا إسلاماً ولم ير مسلمين ،

وأنه حين عاد رأي في العالم الإسلامي مسلمين ولم ير إسلام ، فأن هذا القول يلخص في إيجاز ما أردت قوله برؤية الآخر من خلال ذواتنا ، فمن المؤكد أن الشيخ رحمه الله لم يقصد " الإسلام " الدين حين وصف ما رآه في أوروبا ،

 وإنما تكونت لديه صورة ذهنية عن المجتمع الأوروبي وجدها متطابقة مع ما يتمناه لمجتمعه الإسلامي ، فقد جعل من " دلالة " التقدم والنظام الأوروبي " مدلولاً " علي إقترابه من النظام الإسلامي كما يتخيله ، فاستعار هذا المدلول وأسقطه علي أوروبا ،

 رغم أنه من المعلوم أن فترة حياته في أوروبا لا يمكن أن تعد كافية لحكم صائب شامل ، مهما كانت قدراته الفائقة علي الملاحظة والتحليل ، 

ثم أن حكمه علي إنعدام " الإسلام " في وطن المسلمين هو بدوره مجرد صورة ذهنية أقتضتها المقابلة بين " تقدم الغرب " و " تخلف الشرق " ،

 وهي صورة إعتسافية لا تبرر علي الأقل إعتبار " الإسلام " عنصراً للتقدم ، فمن البديهي أن أوروبا مثلاً لم تتقدم لهذا السبب ..
إذا فقد رأي الشيخ ما رأي ، وأستقر في حكمه بشكل متعجل ، فهو لم يستفد من رؤيته للآخر ، ولم يستدل من صورة الذات المشوهة علي الأسباب الحقيقية لهذا التشوه .
الإغترابية الوقوعية :
ومن ناحية أخري وجدنا البعض الآخر مثل سلامة موسي ، وعلي نهجه يمكن أن نضع عشرات الأسماء من " الوقوعيين الحداثيين " ، يقول مثلاً في كتابه ( اليوم والغد ) :

" ينبغي أن لا يغرس في أذهان المصري أنه شرقي ، فأنه لا يلبث أن ينشأ علي إحترام الشرق وكراهة الغرب ، وينمو في كبرياء شرقي ، ويحس بكرامة لا يطيق أن يجرحها أحد الغربيين بكلمة " ،

 وهذا التوجه نجده يتسلل بأشكال متعددة حالياً ، ولكأن البعض – سواء بشكل واع أو غير واع – يشعر بأنه في حاجة إلي ما يشبه " شهادة منشأ غربية " لأفكاره ،

 وهكذا فليس من الصعب إكتشاف بصمات هذا المنشأ في أعمال الفكر العربي خلال القرنين الماضيين ، 

وأسارع بالقول أن ذلك ليس منتقداً في ذاته ، وإنما تتمثل المعضلة وتنتج آثارها الضارة عندما لا تقتصر المسألة علي مجرد " شهادة منشأ " ، 

وإنما محاولة زرع المنشأ نفسه في تربة المجتمع دون إنتباه لإختلاف الظروف الموضوعية .
وهكذا فأن علاقتنا بالآخر ترواحت ما بين التأمل في الذات أو التأمل في الآخر ، أو التأمل في الذات من خلال الآخر ، أو تأمل الآخر من خلال الذات ،

وكانت النتيجة في الأولي إنغلاق وتقوقع ، وفي الثانية إنبهار وتبعية ، وفي الثالثة إحتقار وإنهزام ، وفي الرابعة تعصب وتطرف .
ويمكن القول أن " الإصلاح " قد تراوح ما بين ضرب وتحطيم الرأس ( تعديل سياسي ) ، أو الإصلاح بالعمل الدؤوب لعلاج المرض ( التعديل الإجتماعي ) ،

 وكلاهما يدور في فلك إصلاح فكري يمتد من الثقافة السياسية إلي فقه المعاملات في الدين . ومن الواضح أن لدينا رصيدأً فكرياً تراكمياً لا بأس به ،

 وإن كنت أري – كما رأي الكثيرون- أن هذا الرصيد قد اقتصر علي التبارز العقلي والمحاورات النظرية بل والجدل العقيم في أحيان كثيرة ، ولم يقدم هذا الفكر حلولاً عملية لإشكاليات المجتمع العربي / الإسلامي ،

 وبالطبع هناك أسباب كثيرة لذلك القصور منها بنيوي في صلب عملية الفكر نفسها ، وبعضها الآخر نتاج التطور التاريخي للفكر الإسلامي نفسه ، وبعضها يتلخص في التأثيرات السلبية للواقع المحيط سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً .
يمكن القول أيضاً أن أغلب – إن لم يكن كل – هذه الأفكار ، قد تميزت بقدر كبير من التجريد ولا تتصل بواقعها إلا من حيث أنها ردة فعل فكرية للإنحطاط ،

 ولكنها فيما وراء ذلك تنفصل عن هذا الواقع من حيث أنه كتلة إجتماعية لها تاريخ وثقافة متراكمة وعادات وتقاليد ،

 فهذه الأفكار كانت بالفعل " متصلة منفصلة " بشكل أفقدها الأثر الوحيد الذي ادعته لنفسها والمطلوب منها وهو " إصلاح المجتمع " ، وإن كانت قد نجحت من حين لآخر في تحريك السطح الفكري الخامد ،

 ودفع الجدل العقلي الذي نحن اليوم إمتداد له تعليقاً وإختباراً وتصحيحاً إذا جاز لنا أن نقول ذلك .
ولقد كان من مثالب الفكر العربي / الإسلامي الإصلاحي أيضاً مسألة " شخصنة الأفكار بل والأفعال أيضاً ، وضآلة المقصد لدي المفكرين ،

والمحصلة النهائية هي المراوحة بين قطبي " عبادة الفرد " بما يعنبه من سيادة " الإستبداد " وقطب " التعصب الأعمي " بما يعنيه من التطرف ومعاداة الآخر ،

 فعلي سبيل المثال لم تري جماهير مصر في العشرينات من القرن الماضي غضاضة في الإستمرار تحت الإحتلال تحت قيادة سعد زغلول علي الإستقلال تحت قيادة عدلي يكن ،

 وذلك كله يرتبط أيضاً بإعتقاد جاهلي بإحتكار الحقيقة التي أكتوي بها الفكر في أزمنة الإنحطاط .
وأخيراً ، فأن العلماء في معاملهم والفقهاء في صوامعهم يقومون بعمل عظيم ، أنهم قد يجتهدون في دراسة تفاصيل الظاهرة وتحليل خواصها وإستنباط جواهرها ،

 إلا أن هذا العمل أياً ما كانت قيمته النظرية يبقي جهداً محدوداً إذا لم يقترن بجهد آخر مواز ينقل العمل من إطاره النظري إلي حيز الإختبار والتطبيق .

التعليقات (0)