- ℃ 11 تركيا
- 1 مايو 2024
لعبة التاريخ أم لعبة القدر
لعبة التاريخ أم لعبة القدر
- 4 مايو 2021, 1:18:45 م
- 863
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نحن أمام والدتين لحاكمين شكلا كل منهما ، أو بالأحرى كان شاهدتين على منعطفا خطيرا ونقطة فارقة ، و إلى الأبد في مصير البلد الذي كان يحكمه كل من نجليهما .
ونجليهما يتشابهان ، وإلى حد كبير ، في وضع خاتمة غير سارة للبد الذي كان يحكمه كل منهما .
ولكن أم الحاكم الأول قد خلدها التاريخ ، لأن التاريخ أخذ منها مباشرة ما تلفظت به وخاطبت به أبنها ، وليس العكس .
لذا فقد احترمها وقدرها كما خلدها وحفظ أقوالها التاريخ بينما أخرج وخصص مذبلته!لابنها ..
أما الحاكم الثاني فقد ذكر أقوال أو نصائح نصحتها به أمه . لكننا نجهل في الحقيقة ، أو بالأحرى لم نتثبت من حقيقة وصحة تلك الأقوال ،
كما لم نر يوما أو نسمع أي حديث مسجل وموثق عن أمه ، كما لن نر أو نسمع يوما شيئا عن أمه أصلا ؛ سواء قبل أن يكون حاكما ، أو بعد أن صار حاكما ، اللهم إلا ما ذكره هو عن أمه وليس العكس ..! نفسه
الحاكم الأول يمكن أن يقال فيه كل شيء ، وقد اختصرت ولخصت كما اختزلت أمه حقيقته في بضع كلمات - قد خلدها ، وكما أسلفنا التاريخ ..!
لكنه مع ذلك ، وعلى الرغم من تخاذله وخيانته ، وتحالفه مع أعداءه من أجل أن يحكم ، إلا إنه لم يعرف عنه ولم يذكر التاريخ إنه كذب يوما على أحد ، سواء كان من حاشيته أو خاصته ، أو حتى من العامة ممن كان يحكمهم .
إذن فعلى الرغم من ضعفه وهوانه وتخاذله فإنه لم يكن كذوبا أو كاذبا حتى بعد سقوط الأندلس قطعة قطعة ولم يبق سوى غرناطة ،
والتى كان أخر ملوكها ؛ والتي كانت أخر قطعة أرض باقية كان يحكمها أخر الطوائف من الأندلس ..! ملوك
بينما الحاكم الثاني سنكتفى فقط بأنه قال عن نفسه : " صادق قوي إن شاء الله ..." ،
وربما صدق وطابق ذلك ما وعد به بشأن قناة السويس الجديدة بأنها سوف تدر علينا عشرات المليارات من الدولارات ، وإذ به يخرج علينا بعدها ،
وقبل مرور عام واحد من إنشائها ، أو شقها ، ليعلن لنا ، و بنفسه فشلها ..! - وبقية القصة معروفة ؛ والتي كانت على سبيل المثال لا الحصر طبعا ..!
إذن فكانت عائشة الحرة هي أم أخر ملوك غرناطة ، والمكنى بأبى عبد الله الصغير ،
والذي صار يبكي ملكه بعد أن سلمها للملك فرناندو والملكة إيزابيلا ؛ فقالت له أمه عندئذ : " أبك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال " ..!
أما الحاكم الثاني فقد بدأ مسلسل التفريط في التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير ،
ثم إعادة ترسيم الحدود البحرية لتضيع علينا ثروات تقدر بالمليارات من حقول غاز - صار يصدر إلينا الآن وبشروط مجحفة ..! - لصالح كل من إسرائيل وقبرص واليونان - وحيث اكتسبت الأخيرة جزيرة مصرية مع أعادة الترسيم معها .
ولعل ثالثة الأثافي - كما يقولون - توقيعه على اتفاقية المبادىء مع أثيوبيا ، والتي سمحت لها بالاقتراض الخارجي واستكمال بناء سد النهضة ،
وحرمت مصر في ذات الوقت من حقوقها التاريخية الثابثة عبر ألاف السنين من مياه النيل المتدفق إليها كهبة ربانية من الله الخالق سبحانه و تعال .
أما الثاني فسمعنا منه هو - لا من أمه مباشرة - وذلك في معرض تبريره عن تفريطه في تيران وصنافير ، وحيث حكمت الإدارية والإدارية العليا ،
في حكمين منفصلين بمصريتهما ، واعترضت الحكومة على الحكم واستأنفته أمام دائرة أخرى - وقيل انها غير مختصه - فسمعنا منه إذن أن والدته قالت له : " اوعى تبص للى في أيدي الناس ولا تاخده ..." ، راح مدي تيران وصنافير للسعودية ..!
إذن فبعد التفريط في النيل فأخشى أن تكون مصر مقبلة على أندلس جديدة ، ولكن في ظل غياب عائشة الحرة هذه المرة ..!
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أربعاء, 01 مايو 2024
"ما زال أبناؤكم في الأسر".. رسالة كتائب القسام إلى أهالى الأسرى الإسرائيليين أربعاء, 01 مايو 2024
"سنقلب الطاولة عليهم".. رئيس الكونغرس الأمريكي يهدد "الجنائية الدولية" بسبب نتنياهو أربعاء, 01 مايو 2024
الشرطة الأمريكية تفض اعتصام الطلاب بجامعة كولومبيا الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس فرص إعلامية
اثنين, 25 ديسمبر 2023
إعلاميات يعلن تأسيس "الشبكة المغربية للناشرات والإعلاميات" ثلاثاء, 14 يونيو 2022
الاتحاد الأوروبي للعلوم الجيولوجية يطلق زمالة للصحفيين