حوار خاص مع عضو هيئة علماء فلسطين في لبنان

الشيخ حسين قاسم لـ"180 تحقيقات": نطالب الجيوش العربية باقتحام الحدود وطرد اليهود

profile
سنا كجك كاتبة صحفية مختصة بالشأن الإسرائيلي- مديرة مكتب 180 تحقيقات لبنان
  • clock 5 أبريل 2024, 10:40:42 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

>> نطالب الشعوب العربية بإعلان العصيان المدني والانقلاب على الحكام

>> العلماء اليوم ينقسمون إلى فئات: فئة مع السلطان وفئة مع الحق

>> تحية إعزاز وإكبار لأهلنا في الأردن والمغرب وندعوهم إلى إعلان العصيان المدني

>> "وحدة الساحات" يجب أن تتوسع أكثر لنصرة المقاومة الفلسطينية وأبطالها


حاورته: سنا كجك - مدير مكتب "180 تحقيقات" في بيروت

تتميز قرية "صفد- الصفصاف" التي تتربع كالعروس على عرش فلسطين المحتلة بطبيعتها الخلابة وبطيبة شعبها المضحي والمضياف. ولقد لمسنا حسن الضيافة والاستقبال اللطيف عندما تشرفنا بلقاء سماحة الشيخ حسين قاسم -من الجذور "الصفدية" الأصيلة- عضو هيئة علماء فلسطين في لبنان وإمام مسجد "الأحمد "في سيروب صيدا -جنوب لبنان.

مع الشيخ الثائر المنتفض في وجه الظلم والعدوان كان هذا الحوار الشيق. عبر عن ثورته من خلال هذه  المقابلة الصحفية التي تستحق لقب "المقابلة الثورية"! تحدث بقلب موجوع على شعبه الذي يتعرض لأبشع أنواع الظلم وأفظع المجازر في العصر الحديث.

وما من شعب في العالم تجرع كؤوس الخذلان والظلم والقساوة كما يتجرعها أهل قطاع غزة الشرفاء. فلا بد من أن يثور رجال الدين الذين يتميزون بالجرأة والمجاهرة بكلمة الحق مهما كانت الأثمان كفضيلة الشيخ "حسين قاسم".


حضرتكم كعلماء دين في هيئة علماء فلسطين في لبنان... ما هي النشاطات التي قمتم بها لأجل دعم قضية شعبكم؟ ومن المعلوم أن للعلماء الأثر الكبير والفعال في الدعم والمساندة... وأين علماء الأمة الإسلامية والعربية من دعم القضية المحقة فلسطين؟

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا" قليلا" أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يُكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم) صدق الله العلي العظيم.

لا بد أن نشير إلى أن للعلماء الدور الكبير والمؤثر في قيادة وتوجيه الأمة الإسلامية والعربية... فالعلماء هم ورثة الأنبياء وعليهم تبيان الحق وما أمر الله به عباده... لذلك يجب أن يلتزموا بأوامر الله تعالى وأن يبينوها للناس. يترتب على العلماء ما يتوجب على الحكام وتقع المسؤولية الكبرى عليهم قبل الشعوب.

ولكن من أسف نقول: العلماء في هذه الأيام التفرقة تسود بينهم! فهم ليسوا "كالبنيان المرصوص" بل ينقسمون إلى فئات: فئة مع السلطان وفئة مع الحق..

وهناك انقسامات ولدينا مجالس وهيئات عدة.. فلماذا لا يكون الاتحاد تحت مظلة واحدة؟ تقود الأمة إلى ما فيه الخير والصلاح؟

فهل قاموا بواجبهم الذي كلفهم الله به؟ لا وليس على القدر المطلوب.. هناك نشاطات وأعمال يقومون بها.. فمسيرة من هنا واعتصام من هناك.. ومؤتمر.. والدعوة لحث الناس على التبرع بالأموال ليست كافية.

يجب أن يكون دورهم أكبر بكثير لمكانتهم بين الناس الذين يستمعون لأقوالهم ولفتاويهم وتوجيهاتهم  عليهم حمل هذه الأمانة.

فإما أن تقول كلمة الحق وتقوم بواجبك تجاه دينك ومجتمعك، وإلا فلا تتصدر المجالس واللقاءات والفضائيات لأن هذا سيكون حجة عليك.

العلماء لم يقوموا بدورهم المنوط بهم لأننا رأينا فتاوى لصالح الحكام، وفتاوى مضادة لعلماء آخرين وهذا يدل على ضياع الأمة.

الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام قال: "أعظم الجهاد كلمة عدل أمام سلطان جائر".


فضيلة الشيخ قاسم ما رأيكم في الفتوى التي صدرت عن مفتي ليبيا الشيخ "الصادق الغرياني" منذ أيام عدة والتي تُحرم الذين يحرسون المعابر على حدود غزة والضفة الغربية من أن يمنعوا الشعوب لاقتحامها؟ واعتبر الاقتحام فرض عين على المسلمين دفاعا عن إخوانهم في غزة؟

 

بالطبع نؤيد هذه الفتوى وهذا ليس كلام المفتي أو الشيخ الفلاني هذا كلام الله سبحانه وتعالى. وهذه هي الشريعة الإسلامية أن لا تخذل اخوانك وهم يُقتلون بل يجب عليك امدادهم بالطعام والدواء والشراب.

نحن نعلم أن الشعوب عاجزة عن إدخال السلاح ولكن باستطاعتها على الأقل إدخال الطعام... وندرك أن الحكومات والأنظمة تحكم شعوبها بالحديد والنار، وهذا ما أدى إلى خشية الشعوب من القتل أو الاعتقال أو النفي.

ولكننا نقول: الشعب إذا أراد الحياة الكريمة يجب أن يضحي ويبذل الغالي والرخيص. وبرأيي ليس فقط عليهم أن يقتحموا الحدود بل الانقلاب على أنظمتهم وحكامهم!!

فإذا انتهى النظام الظالم الذي يدعم اليهود ويمنع من دخول المساعدات إلى أهلنا هانت كل الأمور.. وعندما يُستحدث الحكم بقيادة جديدة سيكون هناك ليس فقط الإمداد بالطعام والمؤن بل أيضا بالسلاح والجيوش!

أجل لأننا نملك الجيش والعتاد ولسنا ضعفاء.. الأمة العربية قوية بجيوشها ولديها الثروات الطبيعية من بترول وغاز بإمكانها أن تُسخر كل هذا لصالح شعبنا وأمتنا.

الفتوى جريئة وفي الزمان المناسب ويجب على الشعوب أن لا تخشى من جلادها بحال أرادت أن تحيا بعز وكرامة وإلا ستبقى ذليلة!

 

تشهد الأردن تظاهرات مُشرفة أمام سفارة كيان العدو سُميت "بالاعتصام الغاضب" وتقدمهم الأطباء رُسل الإنسانية... ومدينة "طنجة "المغربية لبت نداء النصرة لغزة. فلماذا لا تهب الشعوب العربية لتلاقي الأردن والمغرب في وقفتهما التضامنية مع الأحرار في فلسطين؟

 

نرسل تحيات إعزاز وإكبار إلى أهلنا في الأردن والمغرب ودعواتنا لهم بالثبات والاستمرار والمضي قدما بهذه المسيرات والاعتصامات والاحتجاجات بل ندعوهم إلى إعلان العصيان المدني.

وليفترشوا الشوارع والساحات لتشل حركة البلاد! وأدعوهم كما اقتحموا السفارة الصهيونية في عمان أن يقفوا بوجه الشاحنات التي تحمل الطعام والمساعدات لليهود. يُحرم منها أهل غزة وتمر عبر الأردن عليهم الوقوف بالآلآف لمنعها من العبور إلى الضفة الغربية.

والشعوب العربية مطالبة أن تحذو حذوهم وتجتمع في الميادين وتطالب حكامها بمساعدة إخوانهم والقيام بواجباتهم... فلا يكفي من الشعوب أن تلجأ للدعاء فقط وتقول لا نملك غير ذلك... ولكن إن توحدت واجتمعت فهي قوية وتستطيع اسقاط أي نظام  عميل !

 

بالرغم من الحصار والتضييق على أهل الايمان والكرامة ما زالوا يملأون باحات المسجد الأقصى وقد وصل عددهم أمس الأول إلى 40 ألف مُصل أقاموا صلاتي العشاء والتراويح... ألا تُعتبر رسالة تحدي للعدو الغاصب ولحكومته الفاشية بأننا سنبقى في أرضنا ونفتدي المسجد الأقصى الشريف بأرواحنا؟

 

تحية عز وافتخار نرسلها لإخواننا المرابطين وأخواتنا المرابطات في المسجد الأقصى  الشريف... قدموا من الداخل الفلسطيني من الجليل الأعلى، وأم الفحم والمناطق الأخرى.

تركوا أعمالهم واعتكفوا في المسجد الأقصى ليرسلوا رسالة لليهود بأنه أقصانا ومسرى نبينا  "محمد" عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم ومعراجه إلى السماوات العلى... ولن نتنازل عنه فالأقصى أولى القبلتين وثالث المساجد التي لا تُشد الرحال إلا اليها.

ونحن باصرارنا على التواجد في المسجد الشريف نقيم الصلوات ونقرأ القرآن الكريم نقول هذه رسالة لكم: بأننا متمسكون بقدسنا بمسجدنا، والرسالة للعالم أن فلسطين لنا والقدس لنا، والأقصى لنا.

 

تشير التقديرات إلى أن جيش العدو الهمجي دمر وحرق أكثر من 1200 وحدة سكنية في محيط مجمع الشفاء الطبي واستشهد ما لا يقل عن 1500 شهيد بينهم نساء وأطفال ناهيك عن الانتهاكات الفظيعة بحق أعراض الحرائر. لن نسألكم عن الصمت الدولي بل عن الصمت العربي الرسمي والشعبي تجاه صور الدمار والقتل؟

 

حقيقة لم نفاجأ بهذه الجريمة الوحشية والمجازر الدموية التي ارتكبها العدو الصهيوني في غزة ومحيط "مجمع الشفاء الطبي" لأننا نعرف طبيعة هذا العدو الغاشم الذي تلطخت يداه بالدماء منذ بداية تأسيسه.

وإذا أردنا العودة بالذاكرة للعصور القديمة فاليهود تاريخهم دموي حافظوا على بقائهم من خلال ارتكابهم للمجازر، وكلنا شاهد وسمع عن مجزرة دير ياسين، وكفر قاسم، وصبرا وشاتيلا. وما يحصل الآن فاق كل تلك المجازر.

لذا نطالب المجتمع الدولي، ولنا الحق أن نذكره لأنه يدعي الحضارة والإنسانية ولديهم جمعيات حقوق الإنسان، فأين هم مما يحدث في غزة من مجازر؟

وأتحدث هنا على المستوى الرسمي لا الشعبي، لأننا شاهدنا تظاهرات الشعوب الأوروبية ضد زعماء الغرب الرافضة لدعم سياسات "إسرائيل". أما بالنسبة للشعوب والأنظمة العربية نحملها المسؤولية الكبرى.

قال الله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا" ولا تفرقوا". ولكن للأسف الأمة أصبحت أمم.

وبدلاً من الاعتصام نشهد التفرقة والتعاون مع العدو الإسرائيلي وإجراء الاتفاقيات وتوقيع المعاهدات والتعاون على الصعيد السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي والاستخباراتي ضد شعوبهم والمجاهدين والحركات الإسلامية.

ونقول للشعب العربي تعلم من الشعوب الغربية التي تتحدى القرارات والقوانين المانعة للتجمعات والتظاهرات وهم ليسوا من ملتنا ولكنهم مع القضية الفلسطينية.

فحري بنا نحن العرب والمسلمين أن يكون لنا هذا الموقف وتثور الشعوب وتتحرك لتكسر قيد الحدود ولتهاجم الجيوش لطرد اليهود من فلسطين.

نريد من الدول العربية أن تحرر فلسطين وتعيدها إلى أمتها عزيزة لا أن تدخل المساعدات الغذائية لغزة وتبقى"الدولة" الصهيونية محتلة للأراضي العربية .

 

بعد أيام يحل علينا عيد الفطر السعيد والغصة في القلوب جراء ما يتعرض له أهلنا وأحبتنا في غزة. ما الرسالة التي تتوجهون بها كعلماء دين إلى شعبكم المناضل الذي يتصدى بشجاعة للعدوان الصهيوني منذ أشهر عدة؟

 

رسالتنا إلى شعبنا الصامد الصابر المرابط الذي ضحى بالأبناء والعائلات والأرواح، هنيئا لكم لقد قمتم بواجبكم أرضيتم ربكم... لم تتخاذلوا ولم تتنازلوا وتتركوا أرضكم للمحتل ثباتكم قهر العدو ولم يستطع أن يحقق أهدافه  بطردكم منها.. سمعنا منكم ما يثلج صدورنا عندما قلتم: يا رب خذ من دمنا حتى ترضى... وعندما احتضنتم فلذات الأكباد وهم يدفنون وقلتم: "فدا" الوطن "فدا" المقاومة... فجزاكم الله خيراً... بُوركت فلسطين التي أنجبت أمثالكم وبكم ستعود حرة أبية عربية بإذن الله.

 

شاهدنا في لبنان المسيرات السٓيارة تجوب الشوارع والطرقات لتتقدمها صناديق التبرعات  الداعمة للمقاومة الفلسطينية... ألا يجب برأيكم تعميم هذا الدعم "النزيه" في جميع أنحاء البلدان العربية؟

 

بالتأكيد نشجع ونطالب عواصم البلدان العربية والإسلامية أن تقوم شعوبها بهذه الخطوات الداعمة لفلسطين.

الدعم المالي يدل على تعاطف الشعوب مع المقاومة ويعزز من صمودها واستمرارها ولكننا نرغب بالمزيد من العطاءات... يجب أن تلتحق الشعوب بالمقاومة لأننا بحاجه إلى الرجال أيضاً لتشكيل قوى مقاومة لطرد العدو.

نريد تحركات تفوق الدعم من جبهة اليمن والعراق ولبنان "وحدة الساحات" يجب أن تتوسع أكثر فأكثر وتتضافر الجهود الجبارة لنصرة المقاومة الفلسطينية وأبطالها الشجعان.

علماء الدين مهمتهم إرشاد الناس والفئة الشبابية والتوعية الدينية والتربوية والأخلاقية. سماحة الشيخ حسين قاسم ما هو الأسلوب الأمثل بالنسبة لعلماء الدين لمحاربة
العدو الصهيوني؟ وما رأي سماحتكم بتفاعل الشعوب العربية مع مقاطعة منتجات الدول الداعمة للكيان المحتل؟

واجب على كل عالم دين في كل دولة عربية وإسلامية أن يفضح العدو الإسرائيلي بالخطب والخطابات من على المنابر في المساجد والدعوات والمقابلات. ويتحدث عن وحشية المحتل الذي يستلذ بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، فهذا دورهم لتسليط الضوء على انتهاكاته وإجرامه علينا محاربته بالكلمة والموقف والدعوة إلى الجهاد.

أما لجهة مقاطعة البضائع الداعمة "لإسرائيل" نشجع على التفاعل ونحثهم على تعميم المقاطعة في كل مدينة وكل قرية وشارع وحي...كي نلحق الخسائر المادية باقتصادهم ليكفوا عن دعم الكيان الوحشي.

نطالبهم ونقول لهم: قاطعوا بضائع الدول التي تدعم الاحتلال الصهيوني بحربه ضدنا  في أي بقعة من العالم ... قاطعوا ماركات الألبسة والمنتجات والمأكولات... هناك بدائل عديدة باستطاعتهم دعم المنتوجات المحلية لبلدانهم وبذلك يزدهر اقتصادهم الوطني .

 

كلمتكم لفرسان المقاومة الفلسطينية الباسلة وتحديدا لكتائب عز الدين القسام الذين أعزوا الأمة

 

عندما نتكلم ونوجه رسالة إلى المجاهدين نشعر بأننا كالأقزام أمامهم!! ومثلنا لا يوجههم ولا يوجه رسائل لهم بل هم الذين يوجهون الرسائل ويفتون لنا ويعلموننا العزة والكرامة.

نحن ننهل من مدرستهم الوطنية ونستمع بشغف وحب لرسائلهم من قلب المعركة... ولكنها رسالة متواضعة ملؤها الثناء والعز والافتخار بصمودهم وثباتهم.

نقول لهم: رفعتم رأس الأمة بجهادكم... بصبركم... بإعدادكم... بتضحياتكم... ولقنتم العدو درسا" انبهر منه العالم أجمع وأدهش من شجاعتكم وصمودكم في الميدان من 7 اكتوبر وما بعدها.

كسرتم شوكة وهيبة هذا المحتل اليهودي المتغطرس الذي أخبرنا العالم ذات يوم بأن جيشه لا يُقهر! وها هو قُهر فأصبح ألعوبة وأضحوكة بسبب عملياتكم النوعية.

قُهر بالياسين 105 وبقناصاتكم التي حطمت كبرياء الجيش الدموي، وبخططكم العسكرية التي شاهدناها وألحقت الخسائر الكبيرة بأرواح ضباطه وجنوده وآلياتهم.

وصلت أصواتكم وصور قادتكم كـ"أبي عبيدة" و"الضيف" إلى أن ترفع في واشنطن وبلدان كثيرة! وهذا بتأييد الله لكم لأنكم كنتم معه... فكان الله معكم والنصر القريب حليفكم بعونه تعالى.

التعليقات (0)