العميد الركن بهاء حلال لـ"180 تحقيقات": العملية العسكرية على رفح حرب تهويل.. وجيش العدو متأخر بعقد من الزمن عن المقاومة اللبنانية

profile
سنا كجك كاتبة صحفية مختصة بالشأن الإسرائيلي- مديرة مكتب 180 تحقيقات لبنان
  • clock 4 مايو 2024, 3:18:07 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
حسن نصر الله ونتنياهو ويحيى السنوار

>> أمريكا وإسرائيل لا تريدان وقف الحرب.. بل هدن متتالية تعطي القدرة للإسرائيلي على الانطلاق مجددا

>> المعلومات بين الأورقة أن هناك خطة معينة وضعت لاقتحام رفح.. وواشنطن تريدها وفق إيقاعها الخاص بها

>> الخطة الفرنسية ليست قابلة للتطبيق.. وهذا سر اهتمام باريس بلبنان


تتسابق الأحداث والتطورات على الساحة الفلسطينية واللبنانية، إذ أن جبهة جنوب لبنان مندمجة "المصير"مع جبهة غزة ولطالما أعلنت المقاومة اللبنانية بأن جبهة الجنوب لن تتوقف طالما العدوان الإسرائيلي الهمجي مستمر على قطاع غزة.

ونلحظ تحركات واتصالات مكوكية بين فرنسا ولبنان بغية مناقشة الصيغة النهائية فيما خص الحدود الجنوبية- اللبنانية لإبعاد "شبح" الحرب عن لبنان.

فقدمت فرنسا ورقتها التي تضمنت بعض البنود من أجل التوصل إلى تسويه ترضي الطرف اللبناني ما زالت تدرسها القيادات اللبنانية المعنية والرد اللبناني سيكون قريبا "بعد حسم  موقف حزب الله من الورقة الفرنسية فهو المعني بالدرجة الأولى بالنسبة لقوة النخبة الرضوان" والتي هي محور الورقة الفرنسية.

العالم يحبس أنفاسه خلال الساعات المقبلة بانتظار رد حماس على الاقتراح الإسرائيلي فقد وصل أمس وفد من حماس إلى القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة ومناقشة آليات صفقة التبادل.

ويستحضرني هذا النص الذي نُشر على مجموعة من مجموعات القسام وراق لي يتناسب مع انتظار العالم لحماس!

فقد كُتب:

"يعجبني كيف تتأخر حماس في الرد على مقترحات الوسطاء وتجعل" إسرائيل" كلها تنتظر، ..وتنتظر،.. وتقلّب كفّاً بكف ترجو رحمة إجابة حماس على السؤال!!.

يعجبني كيف تلعب بأعصاب مجتمع الكيان حتى تجعلهم ينامون ويستيقظون على سؤال واحد يسألونه جهراً وهمساً: هل أجاب السنوار ؟

أتخيل بايدن يتصل كل ساعتين ويسأل: هل تلقيتم رداً من السنوار ؟ وأتخيل زعماء الغرب يتصلون بالوسطاء كل ساعة ويسألون: هل وصلتكم إجابة هل هناك رد ؟ 
يعجبني كيف أن مجلس حرب العدو، وقيادة أركانه وأجهزة استخباراته، معلقة جميعها بكلمة ينطقها رجل في نفق."!!

ولنطلع أكثر على مجريات المرحلة وانعكاساتها على الساحة اللبنانية والفلسطينية كان لنا هذا الحوار الخاص مع العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني الباحث والمحلل العسكري بهاء حسن حلال:

 

برأيكم هل من الممكن اتمام ونجاح صفقة التبادل وبشروط حماس؟ أم أن العدو الإسرائيلي سوف يعود ويضع العراقيل في المفاوضات الجارية؟

 

أعتقد أن النقاشات التي حصلت على مدى الـ 200 يوم وأكثر -وما زالت- كانت نسبة التفاؤل فيها عالية وأحياناً ينخفض منسوب التفاؤل.

فالإسرائيلي ومن خلفه الأمريكي لا يريدون وقف الحرب بل يرغبون في هدن متتالية تعطي القدرة للإسرائيلي على الانطلاق مجددا "في حربه الشنيعة وبإيقاع أمريكي من أجل تنفيذ مخططاتهم".

وليس آخرا ما نفذ ميناء غزة ذاك الميناء العائم الأمريكي الذي له تداعيات كبيرة على مستقبل المنطقة ككل وليس فقط على غزة وفلسطين الموعودة.

أما بالنسبة لصفقه التبادل نرى أن هناك تشكيك بالدور القطري من ناحية الغرب و "إسرائيل" ولمسنا التهديد القطري بالانسحاب من دور الوساطة بين حماس والعدو بشأن ملف الحرب وذلك له أثر بالغ.

حماس رفضت أي اتفاق لا يتضمن بشكل واضح ما دأبت على إعلانه وهو وقف نهائي للعدوان وعودة النازحين واغاثتهم قبل أي صفقة تبادل.

فهناك بعض المساعي الأمريكية على ما أظن لضخ الدم في شرايين هذه الاتصالات والعالم اليوم ينتظر رد حركة حماس على المقترح الإسرائيلي عبر مصر.

 

الهجوم على رفح

 

رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يهدد باجتياح رفح... فهل تعتقدون أن اللمسات الأخيرة على العملية العسكرية لاجتياح رفح قد تم الانتهاء منها؟

 

الحديث عن اجتياح رفح يتزايد، وبرأيي هي أشبه بحرب تهويل، تهدف من خلالها "إسرائيل" لتعزيز أوراقها التفاوضية لذا اعتبرها معركة تفاوضية بامتياز بين المقاومة والعدو الصهيوني.

والأمريكي أيضاً يبدي مخاوفه بشأن ما سيحدث بعد الهجوم البري على رفح بحال حدث.

وأريد القول إن العدو يعتبر أنه لدى كتائب القسام 24 كتيبة موجودة في غزة، وقد أقدم على تدمير حوالي 18 كتيبة، كما دمر كتيبتين في خان يونس، والمتبقي في جنوب غزة "رفح "ما بين 4 إلى 6 كتائب يجب القضاء عليهم لإتمام الإحكام ومحاصرة حماس وفق تصوره.

إلا أن هذا التهويل لن يضفي شيئاً على الاتجاه العام لهذه المعركة حيث أن أمريكا تبدي كل يوم أنها ليست بصدد دعم عملية عسكرية في رفح بدون تأمين المدنيين وفق ادعاءاتها!

فهذه الحرب تريدها بإيقاعها وتهدف إلى وضع حدود تحددها واشنطن.

وفي المعلومات بين الأورقة أن هناك خطة معينة وضعت لاقتحام رفح، القاهرة مثلا" كانت تخطط لإدخال مساعدات عبر معبر رفح، ولكن وفق تقديرات مصر الاستخباراتية بأن هناك احتمال لهجوم إسرائيلي على رفح قبل نهاية الشهر الحالي بناء على تقارير أمنية تواردت للمخابرات المصرية، لكن الجانب الإسرائيلي أكد للمصري أنه استجابة للمخاوف الأمريكية بشأن المعابر الإنسانية سوف يولي الاهتمام بالجانب الإنساني قبل أي تقدم بري.

وفي رأينا، إن الاستراتيجية الإسرائيلية بما خص رفح تعمل على إحداث انفراج معين في شمال غزة مع الضغط لإدخال المساعدات يتزامن معها تكثيف الاستهدافات المدمرة لمناطق في رفح وهذا ما رأيناه، استخدام أسلوب الضغط على النازحين للتحرك باتجاه الشمال وهناك بالتأكيد الرفض المصري المعلن لهذا الاجراء باعتبار أن المنطقة الآمنة التي حُددت من جانب العدو الإسرائيلي سلفا هي رفح.

 

تهديد إسرائيلي بشن عدوان على لبنان

 

نود التطرق إلى الجبهة الجنوبية المساندة لغزة، حضرتك كعميد متقاعد في الجيش اللبناني، إلى أي مدى تعتقد بأن الأوضاع قد تتدهور على المستوى العسكري ولا سيما أن الإسرائيلي يهدد ويلمح بأنه على استعداد للبدء بعملية عسكرية برية في جنوب لبنان لإبعاد "قوات الرضوان" التابعة لحزب الله عن الحدود؟ ويهدد اليوم أن الهجوم على رفح سيتزامن مع الهجوم على لبنان أيضا؟

 

بالنسبة لجبهة جنوب لبنان التي فتحت مساندة لغزة الجريحة، نعتقد مع دخول الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكيا "منعطفا جديدا" عنوانه التحضير باتجاه عملية برية على رفح والتي تخدم المعركة التفاوضية الأمريكية- الإسرائيلية بمواجهه حماس، فالإسرائيلي يضغط على حزب الله لوقف نزيف الشمال الفلسطيني المحتل الذي يؤرق العدو وجعل مستوطناته منطقة عازلة.

لذا ازدادت الضغوط الدولية والإقليمية على لبنان من أجل فصل جبهة الجنوب عن غزة، وذلك من خلال التهويل الأمريكي عبر القنوات الدبلوماسية البعيدة عن الأضواء.

والفرنسي يتولى نقل الرسائل تحت عنوان الخوف والحرص على لبنان وزعم أنهم لا يرغبون بتكرار مشهد غزة في بيروت!

وتقاطعت التسريبات الإسرائيلية التي تتحدث عن مرحلة ثالثة ستكون ساحتها طهران!

علما بأن من يملك العقل الهادئ لدى العدو الإسرائيلي صرح بأن "جيشهم ليس على استعداد لخوض حرب مع المقاومة اللبنانية وأية مغامرة ستكون مكلفة!"

لذا حكومة الاحتلال تعاملت بإيجابية مع مصادقة بايدن على رزمة المساعدات العسكرية، باعتبارها الضوء الأخضر لشن الهجوم على رفح وعلى جبهات أخرى ضمن أولويات متفق عليها مع واشنطن.

برأيي كضابط عسكري سابق أن الكيان المحتل غير جاهز لتوسيع الحرب، فهو لم ينته من غزة بعد، ولم يحقق أي انجاز عسكري يُذكر!

فلم يستطع أن يحرر أي أسير من أسراه أو يضبط أية منصة صواريخ للمقاومة الفلسطينية.

وحزب الله منذ عام 2006 زاد من قدراته العسكرية واستطاع من خلال هذا التحسين إلحاق الضرر "بإسرائيل"، فقوات الرضوان يمكنها أن تنافس قوات النخبة الإسرائيلية كما ورد في تحليلات الصحافة العبرية، وهذا الحديث نقلا عن مصادر عسكرية!

وعندما يصدر عن إعلام عسكري، فالجيش الإسرائيلي على علم بالخطر الذي يشكله 
حزب الله على" إسرائيل" برمتها، ولديه القدرة على اختراق الدفاعات الإسرائيلية، وعلى صعيد إطلاق الصواريخ يستطيع أن يطلق ما يعادل 3000 صاروخ وطائرة بدون طيار بشكل يومي، وتعطيل نظام القبة الحديدية، وشاهدنا ذلك عندما استهدف صفد وقاعدة ميرون الجوية.

وكما أرى، فإن الجيش الإسرائيلي متأخر بعقد من الزمن عن المقاومة اللبنانية في استعداده للهجوم! ولا يستطيع اجتياح جنوب لبنان فعليا.

 

زيارة وزير الخارجية الفرنسية

 

وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه زار لبنان مؤخرا، وقدم ورقة فرنسية لمناقشة الانتخابات الرئاسية اللبنانية، وللتوصل إلى تسوية على الحدود مع فلسطين المحتلة... لماذا برأيكم هذا الاهتمام الخاص بالدور الفرنسي؟

 

إن زيارة وزير خارجية فرنسا إلى لبنان لأجل تقديم ورقة فرنسية تتضمن مناقشة للانتخابات الرئاسية اللبنانية والأوضاع المتوترة على الحدود مع فلسطين المحتلة.

فالموضوع الأمني هو الأساس في المشهد اللبناني وليس السياسي ضمن الاهتمامات الدولية،  وإرساء الاستقرار على الحدود الجنوبية اللبنانية هو الموضوع الذي تمت مناقشته في فرنسا مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس الفرنسي ماكرون وقائد الجيش العماد جوزيف عون في باريس. بالإضافة ضف إلى اجتماعات مع قادة الجيش الفرنسي ووزير خارجية فرنسا، وعلى أثر ذلك أتى إلى المنطقة وكانت بداية جولته في لبنان وهذا مؤشر للاهتمام الفرنسي بلبنان.

وبحسب ما نقله للرؤساء أن هناك خطر جدي يتمحور حول الساحة اللبنانية، وحزب الله حتى اليوم لم يقتنع بفصل الجبهة الجنوبية عن جبهة غزة، لذا يقوم الفرنسيون ويهتمون على حث الرئيس ميقاتي لإقناع الرئيس بري من أجل التأثير على حزب الله للسير قدما "بالورقة الفرنسية" والتي يتم الآن التباحث بشأنها ومناقشتها مع القيادات اللبنانية.

وفي حال دققنا بالخطة الفرنسية، فكما أرى أنها ليست قابلة للتطبيق لأن اشتراطها لوقف النار أولا، أما باقي النقاط فهي تشبه كثيرا ما تم الاتفاق عليه مع الأمريكيين خلال زيارة هوكشتاين إلى بيروت سابقا.

وستكون قابلة للتبلور مباشرة بعد وقف العدوان على غزة، وأعتقد ما ُسمي "ورقة معدلة فرنسية" تبين هذا الاهتمام الفرنسي انطلاقاً من العمق التاريخي له في لبنان.

التعليقات (0)