بدون أهم عنصر فيها.. نتنياهو يردد نبؤة بيريز عن شرق أوسط جديد

profile
  • clock 20 سبتمبر 2023, 1:57:57 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال أفي جيل، وهو كاتب ومدير عام سابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، إن رئيس الحكومة الإسرئيلية بنيامين نتنياهو يردد نبؤة رئيس الوزراء الراحل شيمون بيرز (1923-2016) بشأن "الشرق الأوسط الجديد"، لكن من دون أهم عنصر وهو تسوية سياسية قابلة للحياة مع الفلسطينيين، مشددا على أن مستقبل اندماج إسرائيل في المنطقة يعتمد على هذه التسوية.

جيل تابع، في مقال بصحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post)، أنه اندهش من تصريحات لنتنياهو تُذكر بنبوءة بيريز عن "الشرق الأوسط الجديد".

وعلى هامش قمة مجموعة العشرين في الهند الأسبوع الماضي، وقَّعت كل من الولايات المتحدة (حليفة إسرائيل) والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والسعودية والإمارات اتفاقا لإنشاء ممر اقتصادي، عبر سكك حديدية وموانئ بحرية، لربط الهند وأوروبا عبر دول شرق أوسطية، بينها السعودية والإمارات والأردن وإسرائيل.

ووصف نتنياهو المشروع بأنه "اختراق و"أعظم تعاون في تاريخنا" و"خطوة تاريخية" ستؤدي إلى "تكامل وتعاون إقليمي وعالمي فريد وغير مسبوق"، معتبرا أنه "سيغير وجه الشرق الأوسط".

جيل قال إنه "لا بد وأن بيريز، وقد احتفلنا مؤخرا بالذكرى السابعة لوفاته، يبتسم حاليا، فقبل ثلاثين عاما، نشر كتابه "الشرق الأوسط الجديد" الذي وصف فيه، من بين أمور أخرى، شبكات النقل التي سيتم بناؤها في المنطقة".

وتحدث بيريز عن "مد خطوط السكك الحديدية وبناء الطرق السريعة لربط دول المنطقة ببعضها البعض، وربط المنطقة بأفريقيا وأوروبا عن طريق البر، وكذلك خطوط السكك الحديدية التي ستشجع التجارة والسياحة، وتسمح، من بين أمور أخرى، بالسفر من إسرائيل إلى السعودية والخليج العربي"، وفقا لجيل.

أطنان من السخرية

وقوبلت رؤية بيريز لـ"الشرق الأوسط الجديد"، كما أضاف جيل، بـ"أطنان من السخرية اليمينية ووصف بأنه ساذج وحالم وموهوم ورائد فضاء يطفو في الفضاء الخارجي ولم تُغرس قدماه في تربة منطقتنا القاسية".

وقال جيل: "سأكون صادقا، على الرغم من العمل جنبا إلى جنب مع بيريز وقربي من الرجل، لم أكن منجذبا تماما لحماسه عندما عرض المستقبل العظيم للشرق الأوسط، وعندما طُلب مني مساعدته في كتابة "الشرق الأوسط الجديد" تجنبت العرض، وتولى البروفيسور آرييه ناؤور المهمة".

واعتبر أنه "حتى أشد منتقدي بيريز يجب أن يعترفوا بأنه عندما رسم صورة لمستقبل المنطقة، كان توقيع اتفاقيات السلام مع الدول المشاركة في اتفاقيات إبراهيم (الإمارات والبحرين والمغرب عام 2020) يتجاوز حدود خيالهم، ناهيك عن التقدم الحالي نحو التطبيع مع السعودية".

ومقابل صمت رسمي سعودي، تتواتر منذ أشهر تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية عن أن الرياض عرضت على واشنطن إمكانية التطبيع مع إسرائيل، مقابل توقيع السعودية معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة والحصول على أسلحة أكثر تطورا ودعم لبرنامج نووي مدني، بالإضافة إلى لفتات إسرائيلية على مسار إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

رؤية نتنياهو

و"الآن، بعد ثلاثة عقود من نشر الكتاب المثير للجدل، يتساءل البعض بشأن ما إذا كان نتنياهو (يترأس حكومة يمينية متطرفة) قد تبنى رؤية بيريز لـ"الشرق الأوسط الجديد"..  لكن هذا ليس حقيقيا، فعلى الرغم من الخطاب المماثل، إلا أنه توجد هوة واسعة بينهما حول قضية مهمة وهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، كما أردف جيل.

وأوضح أن "بيريز رأى أن حل هذا الصراع هو حجر الزاوية في تحقيق رؤيته الإقليمية، وكان هذا من بين أهم الاعتبارات وراء مسار أوسلو (للسلام)".

وتابع أنه "على الرغم من نسف عملية أوسلو، إلا أن آثار ما بعد الانفراج التاريخي مع الفلسطينيين لا تزال تتردد حتى اليوم، فالاعتراف الفلسطيني بدولة إسرائيل مهد الطريق لاتفاقية السلام مع الأردن (1994) ومنح الشرعية لدول عربية أخرى لتطبيع علاقاتها معنا".

لكن "على النقيض من بيريز، يتجاهل نتنياهو القضية الفلسطينية، ولا يتخذ أي مبادرة دبلوماسية ترسم أفقا للحل الدائم، ويرفض الحجة القائلة بأن استمرار الاحتلال يشكل عبئا على احتمالات اندماج إسرائيل في المنطقة على المدى الطويل"، بحسب جيل.

وشدد على أن "تعميق الاحتلال وتفاقم أعمال العنف بين إسرائيل والفلسطينيين، وخاصة في جبل الهيكل (يقصد القدس الشرقية المحتلة)، من الممكن أن يؤدي إلى تفكك النسيج الدقيق لعلاقات إسرائيل مع دول المنطقة".

وزاد بأنه "عاجلا أم آجلا ستكتشف إسرائيل أن مستقبل اندماجها في الشرق الأوسط الجديد يظل معتمدا على تسوية إسرائيلية فلسطينية قابلة للحياة تقوم على الاعتراف المتبادل وتقسيم الأرض، هذا هو منطق أوسلو، منطق بيريز".

ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب بينها تمسك تل أبيب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ضمن مبدأ حل الدولتين.

التعليقات (0)