الإخصاء بعد الإقصاء.. تطور الفشل السياسي

profile
محمد الشرقاوي ترك أوغلو كاتب ومخرج سينمائي
  • clock 9 مايو 2021, 7:18:11 م
  • eye 4376
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعد ما يقرب من إحدى عشر سنة لابد من إضافة مصطلح جديد لقاموس السياسة المصرية وهو مصطلح الإخصاء السياسي وانفرد بإدخاله لقاموس السياسة المصرية بعد رصدي له كظاهرة من ظواهر معارصة (معارضة الخارج )..في البداية لابد لنا من الرجوع للوراء لنعرف أصل المشكلة .



مشاركة لا مغالبة

أبان ثورة يناير المجيدة تعالت الأصوات التي تنادي بضرورة إشراك الجميع في الحياة السياسية وخاصة الشباب ،ورفعت جماعة الإخوان شعار "مشاركة لا مغالبة"،وأظن ان ذلك الشعار هو السبب الرئيس لفقد الحركات السياسية المصرية الثقة في جماعة الإخوان المسلمين،وحدثت المغالبة التي أدت إلي احتقان سياسي وصل حد العداء والذي أعتقد انه وصل لثأر صعايدة

فمن المحال لتيار سياسي أن يحكم وهو يعادي الحركات السياسية المتجذرة في التاريخ المصري حتي لو كانت فقدت تلك الحركات زخمها في وقت من الأوقات لكن من الغباء محاولة اقتلاعها او طمس هويتها أو حتى الصدام معها

فالأصل أن تلك الحركات نابعة من قناعات متجذرة في وجدان المصريين ووجودها أبدي .


وسرعان ما تحول الأمر لعداء شعبي واستطاعت الجماعة خنق نفسها بنفسها وفصل نفسها عن الحركات السياسية ثم بتر نفسها عن الجسد المصري بعدائها للمثقفين والفنانين والشباب والحركات السياسية العلمانية والاشتراكية وحتي مؤسسة الأزهر .


لم اكن اتخيل ان تصل قناعاتي إلى أن مخاوف الشعب المصري مشروعة منهم ...ولكن تلك هي الحقيقة

وحتي المخاوف الأمنية منهم مشروعة فكيف لدولة ان تأمن لمجموعة إقصائية ذات نظام معلوماتي خاص فضلا عن ولاء تابعيها للتنظيم وليس لمصر

مجموعة تكفر بكل شيء جميل في الجسد المصري حتي الأزهر..

مجموعة لها اجندة دينية بعيدة عن تدين المصريين ..

مجموعة لها مسارات مالية ممتدة في شتى بقاع الأرض.

مجموعة تحرك دراويشها لتنال من أي شخص تعتبره خصما لها دون ضوابط.


إن تجربتي مع مجموعة المعارصة في الخارج تقول ان غضبتهم اشرس من أمن الدولة المصري وقت حبيب العادلي وان حبيب العادلي كان رحيما عنهم وقد جربت بنفسي فهي الجماعة الوحيدة التي تصدر تعليماتها خارج أطر الدول التي تعيش وتعمل فيها ،وتعليماتهم تنفذ في الحال فلديها رجالها في قلب منظمات وجمعيات ومحطات تلفزيونية وولاء دراويشها للجماعة وليس لتك المؤسسات،رأيت بأم عيني رسائل تعميم بمنع أشخاص من العمل صدرت من مكاتب المسؤول (برسائل علي جروب واتساب ) نفذتها مؤسسات ودول تابعة لهم وكل قطاع لهم فيه دراويش سواء مصريين أو عرب فالولاء للتنظيم اهم من الولاء لله او الدول ولن ينظروا لأحد بالرحمة ولن يفكر أي درويش في صحة ما يردد لأن التعليمات صدرت من ربهم الأعلى الذي يعطيه المكافاة أخر الشهر وهو الذي زكاه للعمل بأحد المؤسسات  ؟


هل تعلم عزيزي المواطن المصري أن لديهم جهاز لبث الشائعات يديره مذيع يلقبه الشباب عكاشة إسطنبول ..

ماذا تنتظر من هؤلاء الدراويش هل تنتظر منهم تحرير مصر ام القدس وهم عبيد غير محررين ..لقد قيدهم سيدهم بالمال و الوظائف

ومن هنا اتي مصطلح الخصي السياسي وهو عمل مُمنهج برع فيه من يديرهم و يدير توجهاتهم من الخارج.

سيدهم الأعلي  ..... من جلب السياسيين شباباً وشيوخاً وأسرهم للخارج وحولهم من سياسيين لموظفين لديه يطيعون أوامره وينفذوا تعليماته مسلوبين الإرادة

يسبون من يريد هو

ويظلموا من يريد هو

فهو من يرزقهم ونسوا الله ..

فما بالك بأوطانهم...

وأحمد الله انني نجوت منها فأنا من الفائزين

وختاماً لا تنتظروا من أشخاص خصيت ان تجلب لكم الحرية ..فادعوا لهم ان يتحرروا... 





التعليقات (0)