جلال نشوان يكتب الهتاف لا يجرح الحناجر (انتفاضة النقب)

profile
جلال نشوان كاتب صحفي
  • clock 1 فبراير 2022, 5:15:01 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الزمان يعانق المكان وعلى ارض النقب الصامد، كانت بطولات شعبنا، الأبي الذي يأبي الظلم، حيث لقن أبناء شعبنا المحتلين الغزاة دروساً، لن ينسوها، فالمشهد ، مشهد عز وفخر وشموخ ، حيث تضامن شعبنا في كل أماكن تواجده مع أشقائهم في النقب ، وعمت الاعتصامات والتظاهرات ، كل أنحاء الوطن

وكعادة المحتلين الغزاة ينشرون الدمار والخراب ، لكن أبناء شعبنا في النقب ثاروا عليهم كالأسود ، فامطروهم بالحجارة في مواجهات شعبية مع جيش الاحتلال، شارك فيها الرجال والنساء ، والأطفال والشيوخ ، وهب أهلنا وربعنا داخل فلسطين المحتلة ، ليشاركوا أشقاءهم الصامدين فوق أرضهم في النقب المحتل لتعيد إلى ذاكرتنا مشاهد الصمود الفلسطيني في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وأحداث انتفاضة الأقصى، وانتفاضة النفق ومن قبلها انتفاضة الحجارة، ومن قبلها ثورات الشعب الفلسطيني في كافة مراحل النضال ، الذي انتفض فيها أبناء الشعب الفلسطيني دفاعًا عن أرض فلسطين، ورفضًا لمخططات الاحتلال باقتلاع الفلسطيني من أرضه، وطرده من بيته، في مخطط استيطاني إحلالي متواصل منذ قرن مضى من الزمن لم يُكتَب له النجاح ، لأن شعبنا الفلسطيني مؤمن إيماناً عميقاً ، أن لا حياة الا بك يا فلسطين

لقد هب أهلنا على عمليات التجريف الأخيرة التي نفذتها حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، (حكومة المستوطن بينيت ) والتي تستهدف منطقة النقع شرقي مدينة تل السبع في النقب المحتل، بذريعة تشجير أراضٍ قاحلة، هي امتداد لسياسة كيان الاحتلال المعادية لأبناء شعبنا ، والتي تعتمد القمع، والاعتقال، واقتحام المنازل، والاعتداء على الأبرياء ، وبأسلوب إرهاب الدولة المنظم ، ظناً منهم أن شعبنا سيستسلم ، ولكن أبناء شعبنا تصدوا الغزاة المحتلين ، والسلوان م مخططاتهم الاستيطانية المتواصلة في منطقة النقب المحتل.

وفي الحقيقة:

ترفض حكومات الاحتلال المتتالية الاعتراف بحق أهلنا في النقب في السكن داخل قراهم التي يتجاوز تعدادها الخمسة وأربعين قرية فلسطينية، كما وتحرمهم من البنية التحتية، وإمدادات الكهرباء، وتسعى إلى حشرهم للسكن في مساحة ضيقة جدًّا من أرض النقب التي تُشكّل مساحتها أكثر من نصف جغرافية فلسطين التاريخية، في سياسة عنصرية تتنافى مع مزاعم حكومات الاحتلال بأن دولة الكيان هي واحة للديمقراطية

وكان من ضمن مخططات التهجير، إجبار أبناء شعبنا على الرحيل، فبعد نكبة عام 48 رحل قرابة 100 ألف من أهلنا البدو من النقب، وتحوّل أغلبهم إلى لاجئين في الأردن وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة ومناطق الضفة الغربية المحتلة، وخصوصا مناطق الجليل والأغوار والقدس

وتدعي سلطات الكيان الغاصب، أن قرية (سعوة الأطرش) التي كانت في بؤرة انتفاضة النقب الأخيرة، أنها تريد إحياء الصحراء وتشجيرها، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، حيث يرى أهالي النقب أن الهدف هو اقتلاعهم وبناء مستوطنات شبيهة بمستوطناتهم المقامة على أراضي المواطنين

إن بشاعتهم وقذارتهم تفوق كل تصور!!!!!

ففي كل يوم يختلفون الذرائع والحجج، إن حجج التشجير من قبل عصابات الاحتلال الصهيوني لا تنطلي على أحد وأن الهدف هو الاستيلاء على أراضي أبناء شعبنا وإجبارهم على الرحيل وأن الادعاء بتسمية النقب بعنوان بيئي مثل غرس الأشجار، وتسمية الغابات بأسماء مشاهير وفنانين عالميين وسفراء هو ادعاء زائف ومخالف للحقيقة

 

حقاً :

لقد سجل أهلنا في النقب أروع صفحات التاريخ، بصمودهم وثباتهم وتحديهم المحتلين الغزاة، ومما أثلج قلوبنا وجود قيادات ورؤساء بلديات فلسطين المحتلة جنباً إلى جنب مع أهلنا، يؤازروهم ويشدوا من عزاىمهم ، وما أثلج قلوبنا أيضاً ، خروج أبناء شعبنا في كل أماكن تواجده تضامناً وتعاطفاً مع أشقائهم

فالمشهد، مشهد بطولة وعزة وشموخ بوركتم أهلنا في النقب الشامخ نقب الأبطال نقب النصر القادم بإذن الله

وتبقى الحقيقة الراسخة أن الهتاف لا يجرح الحناجر، وأن هذا الوطن سيعود طال الزمن أم قصر


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)