خبراء يحددون التحديات التي تواجه التطبيع التركي السوري

profile
  • clock 9 أبريل 2023, 8:08:29 م
  • eye 319
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مع تسارع وتيرة التقارب بين تركيا والحكومة السورية أملاً في التطبيع الكامل للعلاقات بينهما، يرى محللون أن الوصول إلى تلك النهاية تواجه العديد من التحديات الصعبة ومن بينها اللاجئين والأكراد والجماعات الإرهابية.

في 3 و4 أبريل/ نيسان الجاري، التقى ممثلون من روسيا وتركيا وسوريا وإيران في موسكو للمشاركة في محاولة يقودها بقيادة الكرملين لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة ودمشق بعد سنوات من العلاقات المتوترة.

وأوضح المحللون الذين استطلع المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية آرائهم، أنه على الرغم من وجود نية مشتركة لمواصلة المشاورات، إلا أن نتيجة المحادثات الرباعية التي عقدت في العاصمة الروسية ظلت غير مؤكدة.

ولفت المحللون إلى أنه من الواضح أن تركيا وسوريا لا تزالان لديهما العديد من الحواجز المهمة التي يجب التغلب عليها قبل التمكن من التوصل إلى اتفاق مُرضٍ للطرفين.

قلق في دمشق

ورأى الباحث السوري سهيل الغازي، إنه بالرغم من أن تسارع عملية التطبيع بين دمشق وأنقرة، لا تزال المصالح التركية في سوريا تقلق دمشق.

وأضاف أن "مصلحة دمشق الأولى هي إنهاء الدعم التركي للمعارضة السياسية والعسكرية السورية، وكذلك الضغط التركي على المعارضة السورية لقبول اتفاق مع النظام تبقى فيه هيمنة الأسد أقوى.

كما يريد النظام السوري توحيد الجهود مع تركيا ضد ما يعتبر الجانبان عدوا مشتركا، وهو قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى المصالح الاقتصادية المتعلقة بفتح الحدود والعبور والتجارة.

ومع ذلك، تظل العقبة الرئيسية هي مشكلة اللاجئين، حيث تواصل تركيا مطالبة النظام باتخاذ خطوات جادة لضمان سلامة اللاجئين من أجل تشجيعهم على العودة، وهو ما يتجنبه النظام حاليًا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار تعنت النظام في المطالبة بانسحاب القوات التركية قبل تلقي تركيا ضمانات أمنية سيؤدي إلى زيادة تعقيد المفاوضات، كما يتضح من تأجيل اجتماع موسكو الرباعي.

كما أن هناك الخلافات المتوقعة المنتظرة بشأن دعم المعارضة السورية، حيث لا تريد تركيا أن تفقد شيئًا استثمرت فيه بشدة منذ عام 2011.

تحالف ضد الأكراد

وقال سليم شفيق من مركز الدراسات التركية التطبيقية (CATS) التابع لمؤسسة العلوم والسياسة في برلين، إن المصالحة بين تركيا وسوريا يمكن أن تتحول بسرعة إلى تحالف مناهض للأكراد، وعلى المدى القصير، تتعلق المصالحة التركية مع سوريا بالسياسة الداخلية أكثر من الحسابات الاستراتيجية.

وذكر أن تركيا سوف تذهب في غضون 40 يوما إلى صناديق الاقتراع، ويريد أردوغان أن يظهر قبل الانتخابات أنه قادر على حل مشكلة اللاجئين في البلاد من خلال المصالحة مع نظام الأسد - وهو وعد طويل الأمد للمعارضة التركية.

ومع ذلك، على المدى الطويل، يمكن للمصالحة أن تمكن أنقرة أيضًا من التعاون مع دمشق في قتالها ضد المسلحين الأكراد داخل شمال سوريا.

مصالح روسية

بدورها قالت كيارا لوفوتي من المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أن دمشق من ناحيتها تعتبر انتهاء الانتشار العسكري لتركيا في شمال سوريا ودعم المعارضة السورية عنصرين محوريين في أي صفقة محتملة مع أنقرة.

وأضافت أن تركيا من ناحيتها سبق وحثت نظام الأسد على اتخاذ خطوات ملموسة نحو عودة 3.7 مليون لاجئ سوري نازحين حاليًا داخل الأراضي التركية.

وستكون تلك النقطتين بمثابة عقدة يصعب تفكيكها أيضا بالنسبة لروسيا، التي تبحث عن دور دبلوماسي أساسي تلعبه بين دمشق وأنقرة.

تطبيع إقليمي

وبحسب جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما فإن عملية التطبيع الاقليمي مع دمشق تجري حاليا على قدم وساق، معظم دول الشرق الأوسط تتحدث الآن مع سوريا، ويبدو أنه حان دور أنقرة.

وبيّن أن عقدين من الحرب والانتفاضات وإسقاط الأنظمة دمرت منطقة الشرق الأوسط، لكني متفائل بأن سوريا وتركيا ستطبعان العلاقات، حتى لو كان الطريق طويلاً ووعراً.

وأوضح أن الدولتان تشتركان حدود بطول 764 كم، كما أنهما يشتركان في مصلحة مشتركة تتمثل في إخراج القوات الأمريكية من سوريا، ووقف تسليح الأكراد، وقمع "الإرهاب".

ولفت إلى أن سوريا تريد مساعدة تركيا في قمع مقاتلي الجولاني في إدلب وآخرين في شمال غرب سوريا، في المقابل، عرضت سوريا مساعدة تركيا في محاربة حزب العمال الكردستاني والجماعات الكردية ذات الصلة في شمال شرق سوريا، لكن يظل ما يجب فعله بملايين اللاجئين السوريين هو موضوع شائك آخر.

وبينما تلوح في أفق المحادثات الانتخابات التركية، يود الأسد أن يخسر أردوغان، ويفوز خصمه كمال كيليجدار أوغلو الذي يعد شخصية مناسب أكثر لمصالح سوريا الأسد، حيث سبق أن قال كيليجدار أوغلو إنه سينسحب من 10% من سوريا التي تسيطر عليها تركيا الآن.

 

 

 

 

المصادر

المصدر | المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية

التعليقات (0)