د. غسان مصطفى الشامي يكتب: حرب الإبادة الجماعية ..تدمير المستشفيات ومنظومة القطاع الصحي في غزة

profile
د. غسان مصطفى الشامي كاتب فلسطيني
  • clock 3 أبريل 2024, 3:33:19 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لعل من أبرز أهداف حرب الابادة الجماعية في غزة تتمثل في تركيز جتود الاحتلال الاسرائيلي على تدمير المستسفيات والقطاع الصحي بغزة، لقتل الحياة وإبادة أي شريان حياة أو شريان تنفس للناس في غزة.

لذا كان من أبرز أهداف حرب الابادة الجماعية ومن ضمن أهداف الحرب قتل البشر في المقتلة الكبرى التي راح ضحيتها أكثر من أربعون ألف فلسطيني بينهم 15 ألف إمرة وقرابة 5 آلاف طفلا وتشريدهم وتدمير البنية التحتية والمؤسسات والتركيز الممنهج على تقطيع أوصال الحياة البشرية الآدمية، والعمل على تدمير القطاع الصحي عبر تدمير منظومة العمل الصحي الفلسطيني وأبرزها تدمير كبرى المستشفيات والمجمعات الصخية بغزة بدأها بمجزرة المستشفى المعمداني الأهلي راح ضحيتها 800 شهيد ثم مجمع الشفاء الطبي ومجمع ناصر في خانيونس ومن قبل مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة.

فظائع ومجازر المستشفيات كانت عنوان بارز ورئيس في حرب الابادة الجماعية غزة، ومن خطت قدماه ليطلع على حجم جرائم الاحتلال بحق المستشفيات يقف مدهوشا من هول وحجم الجرائم ليتسائل وما ذنب مجمع الشفاء الطبي وهو أكبر مجمع طبي في قطاع غزة يخدم قرابة 2.5مليون إنسان ويحتوي على قرابة 20 غرفة عمليات كبرى وأقسام لغسيل الكلى الصناعية التي تخدم أكثر من ألف مريض كلى -استشهد المئات منهم في هذه الحرب بسبب عدم توفر خدمات غسيل الكلى في المستشفيات-  فضلا عن الأقسام الجراحية الأخرى والخدمات الطبية التي يقدمها مجمع الشفاء الطبي للمواطنين في غزة، ثم يخدم هذا المجمع الذي خرج نهائيا وتم تدميره كاملا -طلبة الطب في مختلف الجامعات الفلسطينية وطلبة الامتياز وطلبة البورد الطبي الفلسطيني وطلبة التمريض والتحاليل الطبية وغيرهم من الأقسام الصحية- لماذا هذه الجرائم بحق المستشفيات في قطاع غزة وأبرزهامستشفى الشفاء؟؟!!

ثم ما هي الجريمة الكبرى في مستشفى الشفاء عندما يقتحم جنود الاحتلال مجمع الشفاء للمرة الثانية خلال هذه الحرب ويقتل 400 فلسطيني، ويعتقل قرابة 800 ويعذب وينكل بالآلاف من المواطنين ليحول مستشفى الشفاء على مدار أيام اقتحام المشفى لقرابة أسبوعين -يحوله مركز للاعتقال والتحقيق والتعذيب مع الطواقم الطبية والنازحين والمشردين الذي لجئوا إلى مستشفى الشفاء والمستشفيات الأخرى من جحيم حرب الابادة الجماعية باعتبار المسشفيات مكان آمان نصت المواثيق والمعاهدات الدولية على عدم اقتحامه أو قصفه كونها مراكز رعاية طبية.

لكن الاحتلال الاسرائيلي تجاوز في هذه الحرب حرب الإبادة الجماعية كافة الخطوط الحمراء، وضرب عرض الحائط كافة المعاهدات والمواثيق الدولية، وشن حربا عدوانية شرسة ومسعورة على البشر والحجر وكل ما يتحرك في قطاع غزة، بل قتل الآلاف عبر بوابات الموت والممرات الانسانية، وقتل المواطنين الذين ينتظرون قوافل الطحين والمساعدات الانسانية لإطعام أطفالهم وسد جوعهم في حرب حرب الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج والحصار التام لمنع الماء والكهرباء والطعام عن سكان غزة.. أين نحن؟؟ وفي أي عالم نعيش؟؟؟ وفي أي قرن نعيش؟؟ والناس في غزة يعيشون بلا مأوى وطعام وشراب وكهرباء.. أين العالم الحرب؟؟ ومؤسسات حقوق الانسان؟؟ أين المتشدقون بالحقوق الانسانية والضمير الانسانية والمبادئ الدولية ومواثيق الحق بالحياة؟؟

ومؤسسات حقوق الطفل والمرأة ومؤسسات حقوق (الحيوانات والطيور والجمادات) أين هم مما يحدث من حرب إبادة جماعية وحرب تجويع ومجازر علنية على مرأى ومسمع العالم؛ ومرارا قلناها أين مؤسسات حقوق الانسانية الأمريكية ومؤسسة هيومان واتش الأمريكية والمؤسسات الأوربية التي ندرت نفسها -بين مزدوجين- للدفاع عن حقوق الانسان حتى المؤسسات الاعلامية لم تعد تهتم بما يحدث من جريمة كبرى ومقتلة عظيمة في قطاع غزة..أين هم جميعا؟؟؟

إنهم كغثاء السيل وتحكمهم الاجندات الاسرائيلية والامريكية بتعليمات صارمة بعدم التحدث أو رفع الصوت عاليا ضد جرائم الابادة الجماعية والمجازر اليومية والتجويع الحاصل في قطاع غزة .

إن ما حدث في مجمع الشفاء الطبي وما يحدث في مستشفى ناصر في خان يونس ومستشفى كمال عدوان في شمال غزة وغيرها من المستشفيات الفلسطينية يمثل جرائم حرب كبرى يندى لها الجبين البشرية ، الأمر الذي يتطلب ويستدعي تحرك فوي وعاجل من كافة المؤسسات الطبية الدولية العالمية وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية ومن الشخصيات الطبية والمؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي لفضخ جرائم الكيان الاسرائيلي بحق المسشتفيات بل ومقاطعة الكيان ومؤسساته أبرزها ( نجمة داود الحمراء) ومنع التنسيق معها، وذلك بسبب الجرائم الكبرى التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المستشفيات الفلسطينية والطواقم الطبية الفلسطينية، وبحق منظومة العمل الصحي الفلسطيني.

إلى الملتقى

التعليقات (0)