د.محمد خليل مصلح يكتب: ادارة وصناعة الاحداث في الشرق الاوسط .. ايران وحماس وحزب الله

profile
د. محمد خليل مصلح كاتب ومحلل سياسي
  • clock 10 أبريل 2023, 3:22:48 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

لا أحد عاقل يرى في الاحداث انها انتهت الوضعية المزرية للكيان الاسرائيلي، والذي عبر عنه من داخل الكيان مسؤلين ومراسلين عسكريين بان الردع الاسرائيلي في أردي حالاته؛ حيث تتعرض اسرائيل من عدة ايام لهجوم صاروخي من ثلاث جهات مختلفة وبرد ضعيف غير مسبوق يشي بحسب رأي أنها تعكس حالة الكيان المضطربة، والانشقاق الداخلي، وعدم الثقة بين السياسيين والعسكريين خاصة نتنياهو والشك في ولاء وزير الجيش غالانت، وفقدان نتنياهو للتوازن في صنع القرار بسبب البيئة الانتهازية من حوله، والأجندات الشخصية للشركاء وقلة خبرتهم في ادارة الازمات والصراع في المنطقة والعلاقات الدولية، وأولويات الملفات التي تعني نتنياهو الذي يرى في ما يجرى انجرار وراء معارك معدة لها مسبقا، ولا يملك هو فيها عنصر المفاجأة والمباغتة التي تلعب لصالح قدرات العدو امام المقاومة او محورها؛ بالإضافة الى فقدان السيطرة داخل الكيان امام التمرد في صفوف الجيش باعتراضه على مخطط نتنياهو في السيطرة على القضاء، والتحكم في صناعة القرار لصالح اجندة اليمين والحلفاء .


تغيير قواعد اللعبة


الردع في الحضيض؛ كشفت عمليات اطلاق الصواريخ من عدة جبهات الى انهيار قناعات امنية وسياسية كانت تسوقها الحكومة وأجهزتها الامنية بعد حرب لبنان 2006 ان حقيقة الردع لحزب الله والمقاومة انها خدعة سواء من حزب الله او خدعة ذاتية سوقتها الحكومات لتبث في الرأي العام الثقة بالجيش، وطمأنة الارواح القلقة لليهود في الكيان وللاستقرار الاقتصادي والاستثمار.


انهيار ثوابت نظرية الامن الاسرائيلية


لا  بد من التعريج على تطورات العلاقة الامريكية الاسرائيلية التي وصلت بسبب كبرياء نتنياهو وحماقة الشركاء بن غفير وسموتريتش الى الاصطدام الذي عبر عنه نتنياهو بسيادة القرار ورفض التدخل الامريكية فيما يجري داخل إسرائيل؛ في الاعتراض على التغيير في النظام السياسي والقضائي، وأيضا بن غفير بقوله ان اسرائيل ليست نجمة في العالم الامريكي دون وعي لما تمثله الولايات المتحدة من اهمية استراتيجي ومظلة دولية للكيان الاسرائيلي ودعم عسكري في كل حروبها في المنطقة، ومن مشاريع وصناعات عسكرية مشتركة؛ هذه العلاقة السيئة بكل تأكيد تنعكس على الردع في نظرية الامن الاسرائيلية، والتي جزء منها يعتمد على تطور العلاقات وملف التطبيع مع دول عربية، والتي قطعت فيها شوطا كبيرا وهي أي العلاقة وملف التطبيع ما كان لو لم تكن اصابع الادارة الامريكية تنسجها؛ وهذا يفسر اضطراب العلاقة مع الإمارات، وتأجيل زيارة نتنياهو للإمارات، وأيضا تراجع السعودية دون اغفال العوامل الاخرى والتي تفسر تطور علاقة ايران مع السعودية والرعاية الصينية التي تنبأ بقراءة جيوسياسية استراتيجية للتحولات العالمية المستقبلية التي تتبدل بتبدل الاقطاب العالمية، وما حرب روسيا اوكرانيا إلا مقدمة للتغير العالمي ومراكز القوة في العالم.


العامل الاخر في الانهيار


استراتيجية وحدة الجبهات؛ لا شك انها تمثل مصدر خطر كبير وعبء امني لا يمكن الاستهانة به اذا حكومة نتنياهو اصرت على الذهاب في اتجاه معاكس لمصالح الولايات المتحدة والتوازن بينهما وتخلت عن دورها الوظيفي. قناة 12 العبرية : "اجتماعات نصر الله وهنية والعاروري هي بمثابة رسالة إلى إسرائيل مفادها أن "العملية قد تمت، والجبهات توحدت ضد إسرائيل".


من الممكن ان نربط التغيير في السلوك الايراني في سوريا وحزب الله في لبنان والسماح باستخدام الاراضي اللبنانية والسورية للعمل العسكري الفلسطيني بتسرب  معلومات سرية امريكية عن المهمة التي اضطلعت بها اسرائيل بمد اوكرانيا باسلحة ومعدات متطورة لاستخدامها ضد الروس، وان روسيا ربطت كل الساحات في اطار تحالفاتها في المنطقة، وان العلاقات الروسية الاسرائيلية فقدت حساسيتها، والتي تشير الى اعادة توصيف العلاقة بينها سيئة وغير صديقة، وهذا يمهد الى قواعد لعبة جديدة في المنطقة، ويفسر لنا ايضا الغرض من وصول الغواصة الامريكية الى منطقة الشرق الاوسط، وما رافق ذلك ايضا من تسريبات عن اعداد ايران وحزب الله لهجوم في المنطقة ضد مصالح الولايات المتحدة واسرائيل، وقد تكون اسرائيل مستهدفة مباشرة للرد على ما تعرض له الحرس الثوري من هجمات فقد فيها خبراء ومستشارين واماكنيات عسكرية .

 

جبهة موجدة من الدول العربية والإسلامية 


في عرض لم يسبق عرض الرئيس الايراني على الرئيس الجزائري تأسيس جبهة موحدة من الدول الاسلامية ضد الكيان الصهيوني؛ استراتيجية بعيدة المدى تعبر عن نقلة كبيرة في استراتيجية ايران في المنطقة بعد ان رتبت العلاقات والإشكاليات مع دول الخليج، ونجاحها في الملف السعودي من خلال الصين بالاقتراب من الاشتباك مع الكيان الصهيوني وتغيير قواعد اللعبة، والاستفادة من حالة الكيان المستعصية على الشفاء من التصدع والانهيار الاجتماعي وشبح الاحتراب الداخلي؛مرحاف ليفنون:وزارة الدفاع الإيرانية: "العالم سيشهد قريبا انهيار أكذوبة النظام الإسرائيلي"..


الرد على جميع الساحات


المواجهة لم تنتهي نتنياهو لم نتكلم الكلمة الاخيرة لم نضع النهاية؛ هذا هو الموقف، وهذا ما يجبرنا ان نتوقف قبل الحكم على النتائج؛ الردع الاسرائيلي في الحضيض وهل هذه النتيجة تقبل بها حكومة الاحتلال والإدارة الامريكية ؟.


امير بوحبوط مراسل ومحلل عسكري لموقع واللا العبري ذكر في تقرير له : 


1. المؤسسة الامنية الاسرائيلية دخلت الكمين الايراني الفلسطيني.
2. رد الجيش ضعيف نوعا ما .
3. يجب ان يكون الرد على كل الساحات اكثر عدوانية ومدمر.
4. الهدف التكتيكي بعد تهدئة المسجد الاقصى التفرغ لبقية الجبهات.
5. بعد رمضان سيتعين على الجيش اختيار القوة والزمان والمكان.


لكن الرد الحذر المدروس جاء بناء على المعطيات والمعلومات وأولويات نتنياهو وعدم الانجرار لحرب على كل الجبهات فكيف سيتعامل نتنياهو مع هذه الكارثة الامنية والسياسية وكيف سيواجه ضغوطات اليمين المطالب بإشعال المنطقة؟


قد يكون هناك اجماع خلف الجيش في أي قرار بناء على تقييم للوضع الامني وانها بحاجة للقيام بعملية عسكرية كبيرة خلال الاسابيع القادمة وعلى ما يبدو انها ستكون بالتزامن مع عيد ما يسمى الاستقلال .


الخلاصة


التحذير الامريكي لإسرائيل ان معلوماتها بان حزب الله قد يشن هجوما مكثفا على اسرائيل في الجمعة الاخيرة من رمضان وحضور رئيس الحرث الثورة للمنطقة وإطلاق الصواريخ من سوريا دفع القيادة السياسة لرفض توصية الموساد ديفيد بارنياع بمهاجمة اهداف حزب الله ردا على اطلاق الصواريخ من لبنان واتهام حماس والجهاد وتفضيل الرد على جبهة غزة لخفض المخاطر والاعتماد على دور المصري باحتواء أي تدهور امني  يحدث على جبهة غزة، حتى لا يفقد نتنياهو سيطرته لمجريات الاحداث الداخلية وأولية الملفات ومنها ملف التغيير القانوني لإبطال ملاحقاته القضائية.


الاعلام العبري قد يعكس حالة التناقضات والصراعات الداخلية ووجهات النظر لكن يجب ان نحظر من الخديعة وانه مازال هناك مقص الرقيب وإعلام الاستخبارات الذي يقوم عليه صحفيين مخابرات؛ فالإعلام العبري يكشف قليلا من الحالة التي أوجدتها حماس بتوحيد الجبهات والساحات ضد الاحتلال وما أضافته لمحور المقاومة .


حماس أصبحت تسيطر على جزء كبير من الشرق الأوسط وليس فقط غزة وتتحكم بأحداث المنطقة المقاومة وخاصة على جبهة لبنان التي باتت تشكل حالة من الرعب في الأوساط الإسرائيلية؛ هل هذه مقدمة لضرب حماس بقوة؟.


وبما ان الكلمة الاخير لم يقلها احد فالمسرح مفتوح على أي مشهد لكن قد يبدأ بالاغتيالات الكبيرة.

 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)