د.محمد خليل مصلح يكتب: خواطر ... استبداد الثورة

profile
د. محمد خليل مصلح كاتب ومحلل سياسي
  • clock 15 ديسمبر 2022, 12:55:15 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كان يبدو أنه من الطبيعي أن تحتكر الثورة الفعل الثوري و الانفراد بالقرار دون أي طرف آخر وغياب فكرة الشريك في القرار، وكان واضح جدا قبضة فتح أبو عمار في البدايات و خطة إزاحة الشقيري عن رأس الهرم للثورة للخلاص من التبعية العربية المصرية ، وبقي الحال على ذلك دون منازع حتى ظهور حركة حماس وضعف الجبهة الشعبية في مواجهة التفرد بالقرار داخل منظمة التحرير الفلسطينية؛ بداية للتنافس و التدافع لكن غياب فكرة التدافع في الفكر الثوري لحركة فتح، وسلوك طريق أوسلو فتح الطريق إلى معارضة قوية، وتفكك في البيت الفلسطيني الداخلي منظمة التحرير وسيطرة الأطراف الموالية لنهج التطبيع و استمرار العملية السلمية بأي ثمن. 


التخلص من الشهيد ابو عمار كانت الضوء الأخضر لمنح فريق أوسلو الدعم و القمع لأي معارضة أو تمرد على السلطة، وان كانت من داخل فتح وبدأت سلسلة الفصل من الحركة لكل من يعارض نهج أبو مازن أو الاعتقال كالبرغوتي.


توظيف الجغرافيا 


فصل غزة عن الضفة الغربية وباقي أجزاء الوطن؛ كانت المؤامرة الكبيرة لتغذية الصراع الداخلي واضعاف مكانة القضية الفلسطينية، وشرعيتها بحجة غياب الشريك السياسي التي ابدعها ايهود باراك في عام 2000 في مفاوضات واشنطن وهذه المؤامرة شارك فيها فلسطينيون من السلطة لمصالح شخصية أو لمرحلة ما بعد أبو مازن، وفي المقابل لم تدرك قيادة الحركة الإسلامية هذا الشرك لها برجها إلى مستنقع السياسة و تناقضاتها الإقليمية والدولية؛  ووقعت فيه ؛ وهذا خلق اختلاف كبير في داخل الصفوف حتى اليوم في تقييم جدوى الانقسام و السيطرة على قطاع غزة والأثمان السياسية والاجتماعية وغيرها التي يدفعها الشعب الفلسطيني؛  من التناحر وغياب ثقافة تبادل الأدوار والاعتراف بالخسارة في صندوق الانتخابات الشيطان الذي لعب بالعقول، و التدافع والتغيير لمصلحة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية أمام الاتفاقيات الثنائية مع الكيان المحتل؛ في الحركة الإسلامية المقاومة ما زالت ترى في ما حدث من سيطرة حناس على قطاع غزة قدر سياسي لمصلحة المقاومة المسلحة، وانفلات غزة من حسبة السلطة الفلسطينية وحبلها لمصلحة خيار المقاومة المسلحة .


مفهوم المعارضة الداخلية 


لم تنضج هذه الثقافة والممارسة؛ اذا قارناها بالصورة من داخل الكيان الغاصب؛ الفكر المرن المستوعب للتناقضات حتى التمرد والإنشقاق والانتقال إلى أحزاب أخرى قائمة أو تشكيل حزب آخر لدرجة أن اثنين من المنشقين لهم الحق في إنشاء حزب سياسي وهذا ما يفرغ الاحتقان الداخلي ويطفيء الحريق الداخلي.
إن عدم نضج فكر التدافع و نمو فكرة القمع التي ولدتها الثورة في البناء السياسي والحزبية؛ ما زالت تغذي هذا الشر في قمع أي تغيير لمصلحة تطور القضية الفلسطينية أو إعادة تقييم الماضي والحاضر ومرجعية المفاوضات والأسس التي قامت عليها.


وللحديث بقية...
 

التعليقات (0)