د. ناصر محمد معروف يكتب: اتفاقية مؤامرة العقبة ضد شعبنا الفلسطيني تظهر على السطح ،وتُسَوِّدُ وجوه المتآمرين وتكشف زيفهم

profile
د. ناصر محمد معروف نائب رئيس دائرة القدس رابطة علماء فلسطين
  • clock 29 مارس 2023, 4:52:49 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

إن شعب فلسطين الأبيّ، لم ينمْ ويصحُوا إلا ويجد مؤامرةً حيكت ضده وضد مقدساته، وإنها والله لأكبر دليل على قوة هذا الشعب ، وقدرته وأنفته ، وأنه على الحقّ الأبلج الذي لا يمكن أن يغطيه ظل.

ترتفع وتيرة إجرام عدونا ضد شعبنا بشكلٍ واضحٍ جَلِيّ ، فتزداد شراهته ويطلق مستوطنيه ضد المسجد الأقصى المبارك من جهة، وتزداد قتله وعدوانه في الضفة دون رادع، كما ويزداد إفساده في اراضينا المحتلة عام 48 ، وما زاد من عدوانه وقتله لشبابنا إلا بشرعنة ذلك لعدونا ، من تلك المنظومة التي تدّعِي أنها تبحث عن حقوق الإنسان، مستخدمة كل الوسائل لتغيث قطةً أو كلباً، بينما نجد أن شعباً بأكمله، منذ أكثر من قرن ، يستغيث ولا مغيث ، وياليته لم يجد المغيث فقط؛ إنما نجد أن من يدَّعِي نُصْرتَه، يُعْلنُ نُصْرتَه على الإعلام، وعلى أرض الواقع يعاديه أشد العداء ، فمن حرمانه من أبسط حقوقه التي كفلها له الشرع ، وكفلتها له الأعراف ، يُحْرَم، ويُطْرَد من أقدس مقدساته، إلى استباحة دمه وقتل شبابه في الضفة الحبيبة، دون أن يتحرك ضمير، إلى خنقه في قطاع غزة وعدم إيصال أبسط حقوقه له، وهم يتلذذون برؤية معاناة الشباب دون عمل، وبرؤية إذلال أهلنا على المعابر، وبرؤية معاناة المرضى دون أن نجد من تتحرك مشاعره، وحتى أراضينا المحتلة عام 48 يغرقونها بالفتن والقتل والثارات، ويصطادون كل من يكون مصلحاً يبحث عن التخفيف عن الناس وخدمتهم.

إنّ كلّ هذا يدل على أن المؤامرة ضد هذا الشعب كبيرة، وأنها مُتَطَوِّرَة، تُطَوِّرُها منظومة متينة تُقاد من الإحتلال، ويشارك فيها مسلمون تصهينوا وأصبحت الصهيونية تغلب في دمائهم، فيتلذذون هم أيضاً بعذابات شعبهم ويتمتعون.

إن ما يطمئننا أنّنا منتصرون لا محالة، لهو كثرة المؤامرات التي تحاك ضدَّ هذا الشعب، وتجددها باستمرار، وإن تجديد تلك المؤامرات؛ لهو دليلٌ دامغٌ على أن أفعال شعبنا في طريقه إلى التحرير والخلاص من هذا الظلم قد آتت أكُلَها، وأنها أيضاً متطورة يعجز الإحتلال؛ بل المنظومة المتآمرة عن التصدي لها، وإنها ستبقى عَصِيَّة لن تنكسر أبداً، لأنها ولاَّدة باستمرار، تُخَرِّج الأبطال تلو الأبطال في كل المجالات والاتجاهات، فلتذهب مؤامرة العقبة، ولتذهب كل المؤامرات، ولتفعل أفاعيلها، فما عساها أن تفعل في شعبٍ عزيمته أقوى من الجبال وأصلب، فهل مثل هذا الشعب الذي يتصدى للمؤامرات الخارجية والداخلية باستمرار، ويكسرها ويفشلها، ممكن أن ينكسر، حاش لله.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)