رسائل متضاربة.. هل أصبحت إيران جاهزة لصنع قنبلة نووية؟

profile
  • clock 3 مارس 2023, 2:31:33 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في إطار إجابة السؤال بعنوان التقرير دار تحليل لمدير برنامج "برنستاين" لشؤون الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، سايمون هندرسون، مشيرا إلى رسائل متضاربة بشأن المدى الذي وصلت إليه قدرة طهران على صنع السلاح النووي.

وذكر هندرسون، في التحليل الذي نشره موقع معهد واشنطن، أن أجهزة الطرد المركزي في طهران كانت تخصب اليورانيوم لمستوى يصل إلى 84% قبل 10 أيام، وهو مستوى قريب جداً من نسبة الـ90% المطلوبة لصنع قنبلة ذرية.

لكن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، وليام بيرنز، صرح الأحد الماضي، لبرنامج "فيس ذي نيشن" على قناة CBS، قائلا: "في حين قد تكون إيران على بُعد أسابيع قليلة من الحصول على اليورانيوم عالي التخصيب، لكننا لا نعتقد أن المرشد الأعلى في إيران (علي خامنئي) قد اتخذ قراراً باستئناف برنامج التسليح، الذي نعتقد أن إيران علّقته أو أوقفته في نهاية عام 2003".

وفي 28 فبراير/شباط الماضي، قال وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للشؤون السياسية، كولن كال، للجنة في الكونجرس، إن إيران قد تنتج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة نووية واحدة في "حوالي 12 يوماً". وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بمثل هذه الصراحة الدقيقة.

لكن هل يعني ذلك أن إيران لن تصنع السلاح النووي؟ يجيب هندرسون مستندا إلى تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيي 28 فبراير/شباط/ الماضي، وصف محتواه بأنه "أشبه بفيلم إثارة سريع الإيقاع أو ربما مسرحية هزلية"، موضحا أن الوكالة عرضت، فيه تقديرها لمستوى تخصيب اليورانيوم المستخدم حاليا في إيران.

التقرير، الذي عرضته الوكالة الدول الأعضاء في مجلس المحافظين، وسمحت لمجموعة مختارة من الصحفيين بقراءته وتدوين الملاحظات بشأنه دون الحصول على نسخة منه، أفادت عناوينه الرئيسية بأن النسبة الدقيقة لتخصيب اليورانيوم في إيران هي 83.7% وأن عملية تفتيش أجهزة الطرد المركزي في منشأة "فوردو"، المبنية في عمق أحد الجبال، كشفت عن تغيير في أعمال الأنابيب.

وفي الأيام التي كانت فيها إيران أكثر تعاوناً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كانت معدات المراقبة تكشف عن ارتفاع مستوى التخصيب. ولكن هذه المرة، كان على المفتشين أخذ عينات ممسوحة وإعادتها إلى فيينا لتحليلها، وهي عملية أبطأ بكثير.

وسواء كانت إفادة التقرير مُربكةً أو لا، ستزداد عملية تخصيب اليورانيوم بإيران في الأيام القليلة المقبلة. ففي 6 مارس/آذار، ستتم مناقشة تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماع لمجلس المحافظين في فيينا. وحتى ذلك الحين، يبدو من المرجح أن يقوم المدير العام للوكالة، رافائيل جروسي، برحلة إلى طهران.

ويشير هندرسون، في هذا الصدد، إلى احتمال صدور تقرير ثانٍ للوكالة، يبحث في التقدم المحرز بتحقيقٌ منفصل يطال 3 مواقع في إيران، حيث وجد المفتشون آثاراً لليورانيوم في حالة معالجة بشرية لم يكن لدى إيران تفسير مقنع لها.

ونوه مدير برنامج "برنستاين" لشؤون الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن إلى أن رئيس CIA أقر بعدم وجود دليل على التسلح (النووي) الإيراني، لكن ارتفاع مستويات المواد المخصَّبة وكمياتها يثير القلق، شأنه شأن التقدم المحرز في برنامج الصواريخ الإيراني، وهي الصواريخ التي يفترض حملها للسلاح النووي الإيراني.

وكان كال قد أكد، في إفادته أمام الكونجرس، بأن كميات تخصيب اليورانيوم تجاوزت بكثير تلك المسموح بها بموجب الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عام 2018.

وأكد كال أن حل القضية دبلوماسياً "أفضل من الخيارات الأخرى"، فيما لم يوضح ما إذا كان الخيار العسكري يمكن أن يكون حاسماً من عدمه.

كلمات دليلية
التعليقات (0)