سامح غنيم يكتب "فـتــح عـيـنيـك": تقرير شامل - حواريو تل أبيب عجماً وعرباناً

profile
د سامح غنيم باحث وسياسي
  • clock 15 مايو 2021, 7:30:27 م
  • eye 16906
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

عندما نحاول البحث عن صيغ مناسبه لتوصيف العلاقه بين العالم والأمه العربيه شعوباً وأنظمة الحكم فيها - وبين العالم والكيان الصهيوني - وبين العالم مع فلسطين أيضاً على مر كل مراحل التاريخ القديم والحديث فسوف نصطدم بكثير من المفارقات العميقه والتناقضات المفزعه ولن نستطيع معها أيضاً الوصول لمنطق مناسب وواضح يمكن أن يتقبله العقل والضمير..

الأمه العربيه تمتلك كل مقومات النجاح والتفوق والحياة الكريمه لشعوبها.. مقومات عظيمه من توافق العقيده ووحدة اللغه، 

والموقع المتميز إستراتيچياً وسط قارات العالم بكل تفاصيله الجغرافيه والمناخيه وطبيعته المتنوعه ومساحته الشاسعه وثرواته الزراعيه والطبيعيه الجباره والمتكامله وثروته البشريه الضخمه وعقول الآلاف من العلماء والمفكرين ومثقفيه وفنانيه وقوته الناعمه، والمخترعين القادرين على الإسهام الهائل في بناء واقع ومستقبل غير مسبوق القيمه والقدره كما سبق لهم وسجل لهم التاريخ جزيل الفضل لدورهم في بناء الحضاره الإنسانيه و العربيه بل وإسهامهم المتألق في بناء الحضارة الغربيه أيضاً وما وصلت إليه الآن بشكل مباشر وغير مباشر..

وعلى ما يبدو فإن مقومات الأمه العربيه تلك وغيرها من صدام حضاري ونفسي يسكن بقاع نفوسهم كانت أسباباً في تخوف دول العالم من تلك المنطقه وساكنيها، وكان هذا سببًا في خصومة الغرب الخفيه تجاهها وسعيها من أجل إعاقة حصولها على التكنولوجيا والعلم الذي يكفل لها النهوض الذي يضمن لها بأن تظل وتتمكن من الوصول لمصاف الدول الناهضه والمستقره. 

ويبدو ذلك جلياً في كثير من جهود وتنسيقات متعدده لدول الغرب فيما بينها وخاصة دول الإستعمار القديم التي سبق وقدمنا لها في دراسه سابقه ولعل أبرزها من التنسيقات المعلنه هو إتفاق "سايكس بيكو" بين فرنسا وبريطانيا إبان الحرب العالميه الأولى وبالتحديد في 16 مايو 1917 والذي بمقتضاه قسمتا فيما بينهما إرث النفوذ لدول ومناطق الدوله العثمانيه " الهلال الخصيب " وأغلبها بالطبع من الدول العربيه في الشرق الأوسط..

ولكن قبل ذلك كان بالخفاء هناك ما هو أهم وأكثر تأثيراً وما ترتب عليه كل ما نعيشه حتى الآن... 


"هو أخطر مؤتمرات حماية المصالح الإستعماريه وتدمير الأمه الإسلاميه عامة والأمه العربيه خاصه"

المؤتمر "الإمبراطوري" ومعاهدة ووثيقة كامبل بنرمان السريه

حيث إستضافه الملك-الإمبراطور إدوارد السابع، مع رئيس وزرائه وأعضاء الحكومه


هو مؤتمر انعقد في لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى 1907، بدعوة سريه من حزب المحافظين البريطانيين حيث قدّم توصيه إلى حكومة الأحرار الجديده برئاسة السير هنري كامبل بنرمان، بعد سقوط حكومة المحافظين عام 1905 برئاسة آرثر بلفور بزعم تهديد مستقبل مصالح دول الإستعمار وتعرضها لحاله من الإنحدار الاقتصادي والسياسي في مواجهة طفره محتمله للعالم الجديد الواثب والمتطلع إقتصادياً ولاسيما في ظل تنامي حركات الوعي ومقاومة الإستعمار واليقظه السياسيه والوعي القومي ضد التدخل الأجنبي مع مطالب الإستقلال الوطني والنهضه الثقافيه والبحث العلمي.

بتشكيل إستشاريه متخصصة للجبهة الإستعماريه تهدف لإيجاد آليات تحافظ على تفوقها ومكاسبها، وكذلك مواجهة التوسع الإستعماري الألماني الجديد المحتمل من خلال تحقيق بعض الأهداف التوسعيه في آسيا وأفريقيا. 

ضم المؤتمر تحالف الدول الإستعماريه آنذاك وهي: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا، البرتغال. 

 إفتتح المؤتمر السير بنرمان بتلك الكلمه :

"إن الإمبراطوريات تتكون وتتسع وتقوى ثم تستقر إلى حدٍّ ما ثم تنحل رويدًا رويدًا ثم تزول، والتاريخ ملئ بمثل هذه التطورات، وهو لا يتغير بالنسبه لكل نهضه ولكل أمه، فهناك إمبراطوريات: روما، أثينا، الهند والصين وقبلها بابل وآشور والفراعنة وغيرهم.

فهل لديكم أسباب أو وسائل يمكن أن تحول دون سقوط نفوذنا الأوروبي وإنهياره أو تؤخر ذلك المصير؟

وقد بلغ الآن ذروته وأصبحت أوروبا قاره قديمه إستنفذت مواردها وشاخت مصالحها، بينما لا يزال العالم الآخر في صرح شبابه يتطلع إلى المزيد من العلم والتنظيم والرفاهيه، هذه هي مهمتكم أيها السادة وعلى نجاحها يتوقف رخاؤنا وسيطرتنا .

 وبعد جلسات من التشاور والمناقشات تأسست لجنه عليا للمؤتمر وإجتمعت في لندن في 15 إبريل و14مايو من عام 1907، وكانت تضم ممثلين عن الدول الأعضاء إلى جانب علماء التاريخ والاجتماع والاقتصاد والزراعه والجغرافيا والبترول، وإستعرض المؤتمر التداعيات التي يمكن أن تمثل خطراً عليهم حول العالم 

وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقه سريه أطلق عليها "وثيقة كامبل"

وحيث كانت اللجنه العليا للمؤتمر قد إستبعدت تماماً هبوب رياح تلك المخاطر من إتجاه دول الهند والشرق الأقصى وأفريقيا السمراء وأمريكا اللاتينيه، نظراً لانشغالها بالمشاكل الدينيه والعنصريه والطائفيه، وبُعدها عن أفكار التمدُن والإنفتاح وآفاق الثقافه والوعي وأن مصدر الخطر الحقيقي على الدول الإستعماريه، إنما يكمن في المنطقه العربيه وبخاصةً ما يميز أغلبها الواقع تحت لواء الإمبراطوريه العثمانيه في الشرق الأوسط وخطورة الشعب العربي تتجلى بسبب العقيده الغالبه ووحدة التاريخ واللغة والثقافة والهدف والآمال وتزايد السكان بجانب الوعي القومي والعام وطبيعة الفكر والقدرات المؤهله للتقدم العلمي والفني والثقافي. 

وعليه رأى المؤتمر ضرورة العمل على استمرار وضع المنطقه العربيه مفككه جاهله متأخره والعمل على ايجاد أكبر قدر من سبل التجزئه والانقسام والعبث بجوهر السلطه والحكم فيها لأبعد مدى ممكن وإنشاء دويلات مصطنعه من داخلها وخارجها تؤجج العنصريه والطائفيه والفتن العقائديه والسياسيه وتكون تابعه ومواليه وخاضعه لسيطرتها.

وكانت أهم توصيات المؤتمر.. 

ضرورة فصل الجزء الأفريقي من المنطقه العربيه عن جزئها الأسيوي بإقامة (دوله عازله - Buffer State)

عدوّة لشعب المنطقه وصديقه للدول الأوروبيه الإستعماريه.

الحد من نهوض العرب ومنعهم من المعرفه والعلم وإمتلاك إمكانية تطويره، مع جذب أي عالم أو مخترع لديهم على أساس أن بلدانهم لا تساند العلم والعلماء.

تزكية حالات العداء والمنازعات الرئيسيه بين الدول العربيه من خلال دفع هذه الدوله أو تلك لإتباع سياسات تتعارض مع مواقف دول أخرى بالقضايا المختلفه، مما يخلق مزيداً من التوتر مع التركيز على مشاكل الحدود بينهم (مثل: العراق والكويت – مصر والسودان – مصر وليبيا – فلسطين والأردن - المغرب والصحراء المغاربيه).

ويرجع ذلك حيث توصلوا إلى نتيجة مفادها: "إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي لنشاط دول الإستعمار لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم، وأيضا هو مهد الأديان والحضارات ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان.. فلا يجب له أن ينهض أو يندمج أو يتوحد.

 وقد أقاموا درساتهم على الأساس تقسيم دول العالم إلى ثلاث فئات:

الفئة الأولى: دول الحضاره الغربيه المسيحيه (دول قارات أوروبا وأمريكا الشماليه وأستراليا) وعليهم دعم فئة تلك الدول ماديا وتقنياً لتكون جداراً داعماً لتحقيق أهدافهم. 

الفئة الثانيه: دول لا تقع ضمن الحضاره الغربيه المسيحيه ولكن لا يوجد تصادم حضاري معها ولا تشكل تهديداً عليها (مثل دول أمريكا الجنوبيه واليابان وكوريا وغيرها) والواجب تجاه هذه الدول هو احتواؤها وإمكانية دعمها بالقدر الذي لا يشكل تهديدا عليها وعلى تفوقها.

الفئة الثالثه: دول لا تقع ضمن الحضاره الغربيه المسيحيه ويوجد تصادم حضاري معها وتشكل تهديداً لإمكانية تفوقها (وهي بالتحديد الدول العربيه بشكل خاص والإسلاميه بشكل عام) والواجب تجاه فئة تلك الدول هو حرمانها من الدعم ومن اكتساب العلوم والمعارف التقنيه وعدم دعمها في هذا المجال ومحاربه أي اتجاه من هذه الدول لامتلاك العلوم التقنيه أو الأخذ بأسباب النهضه أو القوة ومحاربة أي توجه وحدوي فيها.

 

 ولتحقيق ما دعا إليه المؤتمر فقد أوصى بإقامة "دوله على أرض فلسطين" تكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعادي يفصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقه عن القسم الآسيوي وأداه معاديه لسكان المنطقه والذي يحول دون تحقيق وحدة هذه الشعوب والسعي أيضاً "لتدويل قناة السويس" وإعتبارها قوه صديقه تسمح بالتدخل الأجنبي في أي وقت، وفصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا ليس فقط فصلاً مادياً عبر الدوله العازله، وإنما إقتصادياً وسياسياً وثقافياً، مما يبقى العرب في حاله من الضعف.

وهو ما يفسر رد فعل الغرب والقوى المُعاديه في حرب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بعد إعلان تأميم قناة السويس وما أعقبه من التهديد السوڨيتي والذي دعم موقف مصر في تلك الحرب وكان له بالغ الأثر في جلاء القوات المعتديه وكذلك يفسر المعوقات التي وضعت في طريق مشروع القوميه العربيه .

 وليس هناك بد من البحث في مدى صحة مؤتمرات بنرمان ووجود هذه الوثيقة وصحة ما جاء بها وما تم ترتيبه من عدمه رغم ثبوتها بكل مراجع البحث ووقائع إثباتها المتعدده حيث أعتقد أنه لم يعد ذو قيمه المجادله في هذا الأمر لأن الواقع الذي نعيشه لأكثر من مائة عام وكأنه تجسيد حرفي لكل ما جاء بها.

 الحلم الصهيوني

على جانب أخر كان قد تزايد اهتمام يهود الغرب بتأسيس وطن قومي عندما بدأ البارون الألماني موريس دي هيرش بتأسيس جمعية الاستعمار اليهوديه في 1891 في لندن للمساعدة في ذلك والتي كانت نواة الحركه الصهيونيه العنصـريه التي دعا إليها الصحفي والكاتب اليهودي النمساوي تيودور هرتزل الذي قام بنشـر كتاب عنوانه «الدوله اليهوديه» عام 1896، يدعو فيه لإنشاء الدولة اليهوديه وأقرت الحركه الصهيونيه تأسيس الصندوق القومي اليهودي لهذا الغرض وخلال مؤتمرها السابع في أغسطس 1903، أقّرت منظمة الهستدروت الصهيونية العالمية دستور الصندوق القومي اليهودي ليكون من أجل شراء أراضٍ في فلسطين، وإيجارها لليهود فقط، والامتناع عن بيعها في حين رفض الحاكم العثماني وقتها بيعها لليهود.


و ذكرت بعض المصادر أن "ليونيل روتشيلد" (1868-1937م) الملياردير البريطاني اليهودي وهو المسؤول عن فروع عائلته الكبيره و نشاطاتها، وزعيم الطائفة اليهودية في بريطانيا ، قد نجحت المنظمه الصهيونيه في إقناعه في السعي لدى حكومة بريطانيا لمساعدة اليهود في بناء وطن قومي لهم في فلسطين وهو ما يحقق مخطط بنرمان في ذات الوقت، وكانت سياسة عائلة روتشيلد معروفه وقتها بدعمها لبريطانيا بالمال في حروبها فلم يتردد ليونيل بل سعى أولاً لإنشاء فيلق يهودي داخل الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى ثم من خلال إستصدار وعد من آرثر چيمس بلفور وزير خارجيتها آنذاك عرف بإسمه "وعد بلفور".


ويرجع سبب دعم عائلة روتشيلد لفكرة إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين مايلي:

أولاً إنه بعد هجرة كثير من اليهود لأوروبا قد ظهر عدم قدرة الكثيرين منهم الإندماج في المجتمع، ما أدي إلى ظهور المشاكل تجاههم، فكان لابد من حل لدفع هذه المجموعات بعيدًا عن مناطق المصالح الاستثماريه لروتشيلد.

ثانياً ظهور التقرير النهائي لمؤتمرات بنرمان في العام 1907 وعلمهم بأن التوصيات النهائية قد انتهت إلى ضرورة زرع دوله عازله وهنا ظهرت فائدة إقامة دولة يهودية في فلسطين فتبنى آل روتشيلد هذا الأمر ووجدوا فيه حلاً مثالياً لمشاكل اليهود في أوروبا وبالتالي يمكن حل مشكلات العائله في أوروبا.

 سيطرت بريطانيا على فلسطين بعد طرد العثمانيين، وأعلنت الوصايه عليها "1917-1948"

 يوم 10 مارس 1948، صوت مجلس العموم البريطاني على إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين.

في مساء 14مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن جوريون الذي تم تعيينه عن قيام دولة إسرائيل..

 ومما قاله بن غوريون آنذاك: 

"لم يفقد الشعب اليهودي الأمل مطلقاً ولم تنقطع صلواته للحريه وللعوده إلى وطنه واليوم عاد اليهود إلى وطنهم الأصلي وصار لهم دوله خاصه بهم".

 

بعد الإعلان عن قيام دولة الكــيان الصهيوني" إسرائيل" بتاريخ 14 مــايــــو 1948 من خــــــــلال وثيقة إعلان قيام الدوله ونتج عن إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل" تشكيل حكومه مؤقته واعترفت الولايات المتحده الأمريكيه عن طريق رئيسها ترومان على الفور وفي نفس اليوم بالحكومه المؤقته باعتبارها السلطه الرسميه بحكم الأمر الواقع..

 تبعتها مملكة إيران "والتي كانت قد سبق وصوتت ضد خطة تقسيم الأمم المتحده إبان إعلان إنتهاء الإنتداب البريطاني على فلسطين" وجواتيمالا وآيسلندا ونيكاراغوا ورومانيا والأوروجواي. 

 في حين كان الاتحاد السوڨيتي أول دولة تعترف بإسرائيل اعترافاً قطعياً بتاريخ 17 مايو 1948 ومن ثم تشيكوسلوفاكيا وصربيا وجمهورية بولندا الشعبيه.. وقد غيرت الولايات المتحده حالة اعترافها القانوني بإسرائيل ليصبح اعترافاً قطعياً بعد عقد الانتخابات الإسرائيليه الأولى، بتاريخ 31 يناير عام 1949.

تقدمت إسرائيل بطلب الحصول على عضويه في الأمم المتحده بتاريخ 15 مايو 1948، أي بعد يوم واحد من وثيقة إعلان قيامها ولكن الطلب لم يتخذ من جانب مجلس الأمن ورفض مجلس الأمن طلب إسرائيل الثاني في 17 ديسمبر 1948 بأغلبية 5 أصوات مقابل صوت واحد مع امتناع 5 أعضاء عن التصويت. وصوتت سوريا سلباً، أما الولايات المتحده والأرجنتين وكولومبيا والاتحاد السوڨيتي وأوكرانيا فصوتت إيجاباَ، وامتنعت كل من بلجيكا وبريطانيا وكندا والصين وفرنسا عن التصويت.

 بعد فشل إسرائيل في طلبها الانضمام إلى الأمم المتحدة في خريف 1948، عادت وقدمت طلباً آخر في ربيع 1949بعد التصويت (37 مع، 12 ضد، و9 ممتنع)، أصدرت الجمعية العمومية قرارها رقم 273 بتاريخ 11 مايو 1949 بقبول عضوية إسرائيل بناءً على إعلان إسرائيل بأنها "تقبل بدون تحفظ الالتزامات الوارده في ميثاق الأمم المتحده وتتعهد بتطبيقها من اليوم الذي تصبح فيه عضواً في الأمم المتحده" وبأنها تتعهد بتطبيق قرارا الجمعية الصادر 29 نوفمبر 1947 (قرار تقسيم فلسطين) و11 ديسمبر 1948 (قرار حق العوده للاجئين الفلسطينيين) وهذا ما لم يحدث لحد الآن.

 من الجدير بالذكر أن الاعتراف الدولي بدولة الكيان الصهيوني" إسرائيل" بمعنى الاعتراف الدبلوماسي بدولة الكيان الصهيوني" إسرائيل" والتي أعلن عن قيامها بتاريخ 14 مايو عام 1948 لا يزال يشير بأن وضع دولة الكيان الصهيوني" إسرائيل"  متنازع عليه نتيجة للصراع العربي " الصهيوني - الإسرائيلي".

تعترف حالياً 165 دولة بدولة الكيان الصهيوني" إسرائيل"  حالياً من أصل 193 دولة عضو بمنظمة الأمم المتحدة دون مجموعه 28 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي لا تعترف بدولة الكيان الصهيوني" إسرائيل":

15 دولة عضو في جامعة الدول العربية: الجزائر، وجزر القمر، وجيبوتي، والعراق، والكويت، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وعمان، وقطر، والسعودية، والصومال، وسوريا، وتونس، واليمن.

10 عضواً في منظمة التعاون الإسلامي: أفغانستان، وبنغلادش، وبروناي، وغينيا، وإندونيسيا، وإيران، وماليزيا، ومالي، والنيجر، وباكستان.

بالإضافه ل 3 بلدان أخرى لا تعترف بدولة الكيان الصهيوني" إسرائيل" هي: "بوتان، وكوبا، وكوريا الشماليه".

 لعقود عديده اعتبرت الدول العربيه شعوباً وأنظمه أن إسرائيل عدو رفضت كل أشكال التطبيع معه دون التوصل إلى حل شامل وعادل لكامل القضيه الفلسطينيه.


لكن تتجه أنظمة بعض الدول العربيه وخاصةً الدول الخليجيه لأسباب مختلفة إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل أو أخر قبل التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وتعتقد هذه الأنظمة أن التطبيع مع إسرائيل يساعدها في حماية أمنها المباشر الشخصي ويقربها من رضاء الولايات المتحده بغض النظر عن موقف القضيه الفلسطينيه و الفلسطينيين وموقف شعوبها من هذا التطبيع علمًا أن الرأي العام العربي بأغلبية كبيره يرفض الاعتراف بإسرائيل وتعتبر الشعوب العربية القضية الفلسطينيه قضية الأمه العربيه كامله، و هو ما لا تملك الأنظمة العربية تغييره.

وقد توطدت علاقات بعض الدول مع إسرائيل إلى درجة التحالف قبل إقامة علاقات دبلوماسيه ما يجعل مصطلح التطبيع قاصرًا عن الوصف نظرًا إلى حساسية الرأي العام العربي الشديده ضده ويبدو واضحًا أن هذا الموقف لم تؤثر فيه الهموم والقضايا الداخليه للشعوب العربية فالعلاقة مع إسرائيل مدفوعاَ بحسابات الأنظمه وليس الشعوب، و الرأي العام العربي يدرك أن السلام مع إسرائيل لم ولن يحقق الرخاء للشعوب في الدول العربية التي وقّعت اتفاقيات معها، بل أن هذا السلام المزعوم كان من مصادر وقف الإصلاحات في النظم السياسيه وفتح أبواباً للفساد السياسي و الاقتصادي و الإجتماعي أكثر إتساعاً و سبل متجدده لإهدار دولة المؤسسات والكرامه وحقوق الإنسان.


مظاهر التطبيع العلني والسري العربي مع إسرائيل

على مستوى العلاقات الدبلوماسيه

فتحت مصر طريق التطبيع بتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، من دون اشتراط السلام بحل القضيه الفلسطينيه وعلى نحو منفرد. 

وقّعت منظمة التحرير الفلسطينيه اتفاق أوسلو مع إسرائيل عام 1993 

وقّع الأردن اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1994 

 ومع ذلك لم تسهم تلك الإتفاقات مع إسرائيل في حل القضيه الفلسطينيه، وأصبح من الواضح أنه لا علاقة للتطبيع بحل قضية فلسطين، وأن إسرائيل تعتبر أن التطبيع هو مجرد قبول حاكم مستسلم لسياستها الإستيطانيه مقابل مصالحه المباشره. 

في مارس 2002، تبنّت قمة بيروت العربيه مبادرة السلام التي أطلقها ولي عهد السعوديه في حينه، عبد الله بن عبد العزيز، وطرحت سلامًا كاملًا مع الدول العربيه بشرط انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربيه المحتله في يونيو 1967 بما في ذلك الجولان والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفقًا لقرار الجمعيه العامه للأمم المتحدة رقم 194، وقيام دولة فلسطينيه مستقله عاصمتها القدس الشرقيه.

وعلى الرغم من وجود تاريخ طويل من العلاقات السريه بين دول عربيه عديدة وإسرائيل إلا أنها رفضت بنود مبادرة قمة بيروت العربيه.

لكن خطوات التطبيع أخذت مؤخراُ نمطاً مختلفاً وعلى عدة مستويات، اقتصاديه وتجاريه وأمنيه وعسكريه وثقافيه ورياضيه.

على مستوى التطبيع التجاري والاقتصادي خلال السنوات الأخيره..

 تقُدّر إجمالي الصادرات الإسرائيليه من السلع والخدمات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حوالي سبعة مليارات دولار أميركي سنويًا " 7% من إجمالي الصادرات، و6% من إجمالي الواردات " من بينها ما يزيد عن مليار دولار لدول الخليج العربي وحدها.

في سبتمبر 2016 أعلنت شركة الكهرباء الوطنيه الأردنيه وشركة "نوبل إنيرجي" عن توقيع اتفاقيه لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من إسرائيل بقيمة 10 مليارات دولار أميركي 

في فبراير 2018 أعلنت "شركة دولفينوس القابضه المحدوده للغاز المصريه" عن طريق شركة "نوبل إنيرجي" عن توقيع اتفاقية مع مجموعة "ديليك للحفر" الإسرائيلية بقيمة 15 مليار دولار، تزود بموجبها الأخيره مصر بالغاز الطبيعي. 

في يناير 2019 أعلنت مصر عن تأسيس "منتدى غاز شرق المتوسط الذي يضم سبع دول من بينها إسرائيل، بغرض إنشاء سوق إقليميه للغاز لتأمين العرض والطلب للدول الأعضاء.

على مستوى الاستخباراتي والأمني، فتعتبر بعض الدول العربيه عميلاً رئيسياً للخدمات الأمنيه والتقنيات الإستخباراتيه الإسرائيليه: 

 في عام 2008 وقّعت هيئة المنشآت والمرافق الحيوية في أبو ظبي عقدًا مع شركة "أيه جي تي إنترناشونال وهي شركة سويسريه لرجل الأعمال الإسرائيلي ماتي كتشافي" لشراء معدّات مراقبه للبنية التحتيه الحيويه بما في ذلك منشآت النفط والغاز، وزوّدت الشركة نفسها أبو ظبي بثلاث طائرات مسيّرة بهدف تعزيز قدراتها الاستخباراتية والأمنية كما زوّدت شرطة أبو ظبي بنظام مركزي للمراقبة الأمنية يعرف باسم "عين الصقر" بدأ العمل به رسميًا في يوليو 2016.

 في أغسطس 2012 في واقعة عُدّت بداية للتعاون الاستخباراتي والأمني الإسرائيلي مع السعودية استعانت الرياض بمجموعة من الشركات العالمية في الأمن السيبراني من بينها شركة إسرائيلية لحماية أمن المعلومات لوقف الهجوم الذي تعرّضت له شركة "أرامكو السعودية" فقد اخترق متسللون أجهزة كومبيوتر تابعة للشركة باستعمال فيروس يدعى "شمعون" الأمر الذي أدّى إلى تعطيل إنتاج النفط السعودي.

تزايد أخيرا اهتمام بعض الدول العربية بشراء التكنولوجيا الإسرائيليه للتجسس على معارضيها السياسيين وتتبع نشاطاتهم. 

 في مايو 2019 أتهم القائمون على تطبيق التراسل الفوري واتساب" مجموعة إن إس أو الإسرائيلية" باستعمال "تكنولوجيا بيجاسيوس" للتجسّس وإختراق التطبيق بغرض مراقبة صحافيين وناشطين وحقوقيين وبيعها للسعودية.

في يوليو 2019 زار وزير الخارجية والاستخبارات الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" أبو ظبي لحضور المؤتمر البيئي الذي نظمته الأمم المتحدة. 

في أغسطس 2019 اشترت الإمارات من المجموعة نفسها تكنولوجيا لنفس الأغراض. 

 استعانت السعودية بشركات منها إسرائيلية لحماية أمن المعلومات بالإضافه للتجسس على معارضيها وخصومها. 

في يناير 2020 منظمة العفو الدوليه تطالب إسرائيل أن تلغي منح ترخيص تصدير للمجموعة إن إس أو التي استُخدمت منتجاتها في هجمات على ناشطي حقوق الإنسان في المغرب والسعودية والمكسيك والإمارات.

على مستوى العسكري: 

تُشارك دول عربية عديدة من بينها السعودية والإمارات ومصر في مناورات عسكرية إلى جانب إسرائيل و ُشرف عليه القوات الأميركية. 

 ازدادت علاقات إسرائيل مع بعض دول الخليج العربية متانةً من خلال "التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية" الذي أنشأته الولايات المتحدة ويضم السعودية والإمارات والبحرين وبريطانيا وأستراليا وألبانيا ويهدف إلى تعزيز أمن وسلامة السفن التجارية التي تمر عبر الممرات البحرية. 

في أبريل 2018صرح ولي العهد السعودي لمجلة التايم الأميركية عند سؤاله عن مدى توافق مصالح السعودية مع إسرائيل قائلًا: "لدينا عدو مشترك "ويقصد إيران" ويبدو أن لدينا الكثير من المجالات المحتملة للتعاون" 

ما يعني أن علاقة الإمارات والسعودية مع إسرائيل باتت تتجاوز مسألة التطبيع إلى التحالف والخدمات المتبادلة، وذلك ليس في مواجهة إيران فهذه الدول تعرف أن إسرائيل لن تواجه إيران من أجلها، بل في التنسيق والتعاون على التأثير في سياسات الولايات المتحدة في المنطقة بالخروج من الاتفاق النووي مع إيران، وفي دعم النظام الحاكم في مصر، وفي الدفاع عن محمد بن سلمان بعد اغتيال الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، وفي التخوّف المشترك من مطلب الديمقراطية في المنطقة العربية.

على المستوى الثقافي والرياضي:

في أكتوبر 2018 زارت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية "ميري ريغف" أبو ظبي 

وشارك في الوقت نفسه وزير الاتصالات الإسرائيلي" أيوب قرا" في مؤتمر "المندوبين المفوضين للاتصالات" الذي عقد في دبي. 

في ديسمبر 2019 زار أبو ظبي وفد من وزارة العدل الإسرائيلية برئاسة نائبة المدعي العام الإسرائيلي" دينا زيلبر" للمشاركة في مؤتمر دولي لمكافحة الفساد.

فضلًا عن ظهور وفود إسرائيلية في مسابقات دولية رياضية ومؤتمرات ثقافية واقتصادية وعلمية دولية في عواصم عربية، مثل أبو ظبي والمنامة والدوحة وتونس ومراكش.

قامت شخصيات خليجية قريبة من حكوماتها بزيارات إلى فلسطين المحتلة والتقت مع مسؤولين إسرائيليين كان من أبرزها: 

في يوليو 2017 زيارة اللواء السابق في القوات المسلحة السعودية "أنور عشقي" ولقاؤه مع مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية "دوري غولد" في فندق الملك داود في القدس المحتلة إلى جانب مسؤولين إسرائيليين المؤتمر الوزاري لتعزيز "السلام والأمن في الشرق الأوسط" الذي عُقد في العاصمة البولندية وارسو وكان هدفه تشكيل تحالف دولي لمواجهة إيران.

زيارة وفد بحريني من جمعية "هذه هي البحرين" إلى القدس المحتلة ديسمبر 2017.

وفي يوليو 2019 التقى وزير خارجية البحرين "خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة" - مع وزير الخارجية الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" في واشنطن. 

وفي 28 يناير 2020 حضر سفير البحرين في واشنطن "عبد الله بن راشد آل خليفة" وسفير الإمارات "يوسف العتيبة" وسفيرة عُمان "حنينة بنت سلطان المغيرية" المؤتمر الذي عقده الرئيس الأميركي" دونالد ترامب" لإعلان تفاصيل الشقّ السياسي لخطته لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، المعروفة إعلاميًا باسم "صفقة القرن".


تطورت علاقة إسرائيل بعدة دول عربية في حيز زمني وجيز منذ شهر أغسطس 2021، تاريخ إعلان الإمارات عن "اتفاق سلام تاريخي" مع تل أبيب برعاية أمريكية حيث خرج بيان مشترك عن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة تحدث عن اتفاق "على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات" ومن أبرز تلك التطورات :

 أصبحت المغرب رابع دولة عربية تطبع علاقاتها مع إسرائيل وأكدت الرباط بعد وقت قصير "استئناف العلاقات الدبلوماسية في أقرب الآجال" مع الدولة العبرية.

 31 أغسطس الإمارات تلغي قانون مقاطعة إسرائيل وأول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات من مطار بن جوريون للإمارات.

 2 سبتمبر وافقت السعودية على السماح للرحلات الإسرائيلية بعبور أجوائها.

 11 سبتمبر أعلن أن إسرائيل والبحرين توصلا إلى اتفاق سلام سيتم تنفيذه قريباً وفي بيان مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل والبحرين، أعلنت الدول الثلاث إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ومملكة البحرين. 

 14 أكتوبر، عقدت الجولة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أمريكية، في حين أنهما دولتان مجاورتان لا تزالان رسمياً في حالة حرب.

 15 سبتمبر المعارضه العبريه تؤكد أنه "لا نية" لدى نتانياهو لإجراء محادثات سلام مع الفلسطينيين.

 18 أكتوبر، وقعت إسرائيل والبحرين في المنامة اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين وسبعة مذكرات تفاهم.

 20 أكتوبر اتفقت إسرائيل والإمارات على إعفاء مواطني البلدين من تأشيرات السفر.

  23 أكتوبر أعلن الولايات المتحده تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، وأن خمس دول عربية أخرى على الأقل ترغب في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

 24 أكتوبر اعتبر نتانياهو أن اتفاقات التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان تضع حدا للعزلة الجغرافية التي كانت تعاني منها الدولة العبرية، وتقصّر مدة الرحلات الجوية وتخفّض كلفتها. وقال "نحن نغيّر خارطة الشرق الأوسط".

 23 نوفمبر أفادت مصادر مختلفه مؤكده أن نتانياهو أجرى زيارة غير مسبوقة إلى السعودية وعقد محادثات سرية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

 10ديسمبر أعلنت الولايات المتحده أن المغرب تعهد بتطبيع علاقاته مع إسرائيل وأن الولايات المتحدة تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المتنازع عليها.


قد نرى للأسف البعض من الحكام والمحكومين العرب يهلل للتقاربات مع الكيان الصهيوني على إعتبار أنها تمثل نصراً للعالم العربي ومبرراً لحل قضية أرضنا العربيه المغتصبه ونصرة شعبنا العربي الجريح في فلسطين رغم أن كل خطوه في إتجاه الصهاينه هي لبيع فِلسطين وكامل القضيه العربيه والخُروج عن كُل ثوابتنا العربيه والإنسانيه، وأي تلميح "بسلام عادل ودائم" في اتّفاق لا يُخلّص القدس من براثن الإحتلال أو يقيم الدولة الفِلسطينيّة هو خيانه.. ولعل أبلغ ما يؤيد ذلك هو قول رئيس وزراء الكيان "نِتنياهو " ذاته حين قال: "إنّهم يُطبّعون معنا لأنّنا أقوياء وهُم ضُعفاء - ووفق صيغة السّلام مُقابل السّلام"


السلام العادل هو سلام العدل القائم على القوة بين الكرماء ولا يوجد سلام عادل بين خانع وكاذب وعندما صنعتا مصر والأردن سلاماً في "كامب ديفيد ووادي عربه" مع الصهاينه تحت مزاعم "سلام عادل يعيد الحقوق ويحل القضايا" كان سلاماً مزيفاً وزادهم إستعلاءً وفتح أبواباً للفرقه والفتن.. ومؤخراً أهدت إسرائيل لمصر دعمها لسد النهضه الأثيوبي مادياً وعسكرياً وإعلامياً، وتستعد كذلك ضمّ غور الأردن وسرقة مياهه وأراضيه الزراعيه، وكذلك لم يفلح "سلام أوسلو" بين الصهاينه "ومنظمة التحرير" كممثل عن الشعب الفلسطيني أن يصنع سلاماً أو يحقن دماً أو يحل قضية بل ربما أسقط من كبريائها وكبريائنا لأنه سلام كاذب مع ذئابٍ كاذبين.


إن خطر تطبيع الأنظمه "منفرده" مع الكيان الصهيوني ليس فقط في التمادي بالتعاون المتنوع مع العدو أو بيع قضية الأمه ولكن يكمن الخطر الأعظم في هذا التطبيع في تغيير عقيدة مؤسسات وأجهزة الدوله والتابعه مباشرةً لأنظمة الحكم حين تعتبر زيفاً أن العدو صديقاً ما يؤدي إلا خطر محدق بقواته الحربيه وإستعداداتها وقدراتها و أجهزته المخابراتيه و نشاطاتها القاصره حينئذ في التعامل مع صحيح وواقع الأمور، فضلاً عن غض الطرف عن تجهيزات العدو وترتيباته المتناميه والتي تخل بمعادلة التوازن الإستراتيچي وإعطاءه السبيل للتغلغل في ثنايا الدوله و ربما إختراقها ، بالإضافه لما قد يؤثر ذلك على قدرتنا في التعامل مع القضايا الخارجيه الكبرى والداخليه أيضاً.


الشدائد تصنع الرجال وتعانق النصر وتحقق الآمال.. ولكن فقط حين يتوافر الصدق وتصدق الإراده وتخلص النوايا، وعندما يتعلق الأمر بقضية وطن وحياة وكرامة أمه فلا مجال للبحث عن مصالح خاصه ضيقه ولو كانت مناصب أو عروش أو جاه وسلطان وقصور.


وإنتصارات الأحرار بعقول التنويريين وعلى صفحات التاريخ بحروف مضيئه هي الأطول عمراً من أعمار أصحابها وأعمار كل من عاصروها بل يمكن مجازاً وصفها بالخالده مهما تغيرت أزمانها وأحوالها وإختلفت حولها الآراء، أما الخيانه والغدر والفتن والمؤامرات مهما طالت وحكمت وتسلطت راياتها ساقطه لابد وأجالها مؤقته ومكشوف يوم عنها سترها ولا تخلد رحلتها إلا بذكر جهد الأحرار الذين قاوموها وإنتصروا يوماً عليها.

هذه الأمه متجدده وعقيدتها لا تلين، وشُعوبها حره واعده مهما تبدل عنها الحال تمتلك دوماً تاريخاً متوجاً بالنصر، وإرثًا ضخماً من الحضاره وحملة العلوم وقواعد حياة البشر والحجر.. 

ربما تمرض زمناً لكنها حتماً بإذن الله العظيم يوماً بشعوبها ستنتصر.



موضوعات متعلقة

سامح غنيم يكتب: رحلة التحرر الوطني

سامح غنيم يكتب : فـتــح عـيـنيـك - النيل ما جاشي

رحلة التحرر الوطني و نضال الشعوب


أخبار قد تهمك 

القوات الأمريكية تبدأ في الانسحاب من أفغانستان.. وبريطانيا تحذر رعاياها

خبراء أمميون يطالبون بإطلاق سراح ابنة حاكم دبي.



FBI رفع السرية عن تقرير يوضح تفاصيل دور السعودية في الهجوم الإرهابي 11 سبتمبر

الجيش الإسرائيلي يعترف بقتل مصري بسيناء



التعليقات (0)