سياسي روسي: العالم بعد الحرب على غزة لن يرجع كما كان قبله.. وأمريكا أكبر الخاسرين

profile
  • clock 19 نوفمبر 2023, 8:48:43 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أكد المحلل السياسي والدبلوماسي الروسي السابق فيكتور ميخين، أن العالم بعد الحرب الإسرائيلية على غزة لن يرجع كما كان قبله.

وأوضح "ميخين" في مقال بمجلة "نيو إيسترن أوتلوك" (NEO) ان عالم ما بعد الحرب على غزة سيشهد المزيد من التراجع الحاد للهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم.
وأكد "فيخين" أن الولايات المتحدة الأمريكية ستجد نفسها في ثلاث فجوات من الثقة جراء دعمها المطلق لتل أبيب، مضيفا: "أولا، ستعمل الأزمة على توسيع الفجوة داخل الولايات المتحدة نفسها بين الرأي العام وصناع القرار السياسي".
وأشار السياسي الروسي إلى أنه "في حين يدعم البيت الأبيض والكونجرس تل أبيب بقوة، فإن المثقفين والأكاديميين وأبناء الطبقة المتوسطة يعارضون بشدة الحكومات الأمريكية التي تنفق بشكل متهور ثروة البلاد على قضايا لا علاقة لها بمصالحها الوطنية".
وأضاف أن أزمة غزة أثارت رد فعل فوري من البيت الأبيض، عندما زار الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل في 17 أكتوبر الماضي، وأظهر دعما قويا للإسرائيليين، وطلب في خطاب عام من الكونجرس منح إسرائيل مليارات الدولارات من التمويل الجديد.
وتابع "ميخين": "لكن الرأي العام الأمريكي على خلاف مع البيت الأبيض والكونجرس. وإدراكا لأن احتلال فلسطين هو السبب الرئيسي للأزمة، خرجت مظاهرات حاشدة ضد الاحتلال الإسرائيلي والسياسة الأمريكية بالشرق الأوسط في مدن أمريكية، بينها نيويورك وواشنطن العاصمة".

توسيع الفجوة بين أمريكا والعرب

وأضاف السياسي الروسي في مقاله: "ثانيا، ستعمل أزمة غزة على توسيع الفجوة بين الولايات المتحدة وحلفائها في العالم العربي".
وأردف: "صحيح أن بعض القادة العرب يرغبون في رؤية نوع من الوجود الأمريكي القوي في المنطقة للحصول على الحماية الأمنية لدولهم، لكن لم تتضامن أي دولة عربية بكل إخلاص مع السياسة الأمريكية في المنطقة".
وأرجع ذلك إلى أن "الولايات المتحدة كثيرا ما تدخلت بشكل صارخ في شؤونها الداخلية، وقوضت بشكل خطير حق الفلسطينيين المشروع في إنشاء دولتهم الخاصة بسياساتها المنحازة والسلبية".
وأكد "ميخين" أن "أزمة غزة كشفت مجددا أن السياسة الأمريكية شديدة الانحياز في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فبدلا من بذل الحد الأدنى من الجهود لتهدئة التوترات، تسترت الولايات المتحدة على جرائم قتل عديدة ارتكبتها إسرائيل في غزة؛ ما قوض الحد الأدنى من ثقة العرب في أمريكا".
ورجح أن "تؤدي الفجوة الآخذة في الاتساع إلى تدمير العديد من الأفكار الأمريكية الحديثة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، وبينها خطة إنشاء نسخة شرق أوسطية من حلف شمال الأطلسي (موجهة ضد إيران بالأساس) وعملية اتفاقات إبراهيم، التي سعت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، ومشروع بناء ممر اقتصادي من الهند إلى شبه الجزيرة العربية وإسرائيل وأوروبا".

فضيحة النفاق الأمريكي

وحول الفجوة الثالثة، أوضح "ميخين" أنه من شأن أزمة غزة أن توسع الفجوة بين الولايات المتحدة ومناطق أخرى من العالم.
وزاد بأن "دول العالم الأخرى كانت تدرك تماما مدى تدمير هيمنتها وغطرستها وأنانيتها (شعار أمريكا أولا) ونفاقها".
وأضاف: "بوسع المرء أن ينظر إلى أوروبا اليوم، التي تعاني سياسيا واقتصاديا من الهيمنة الأمريكية ورغبة واشنطن في تحويل العبء الكامل للحرب التي تقودها في أوكرانيا ضد روسيا إلى الأوروبيين".
وشدد على أن "أزمة غزة تمثل فضحا جديدا لنفاق الولايات المتحدة، فحتى الآن، تنتقد واشنطن بشدة قضايا حقوق الإنسان في بلدان أخرى، بينها الصين وإيران والدول العربية، باسم النزعة الإنسانية".
واستدرك ميخين: "لكن عندما اندلعت أزمة إنسانية حقيقية في غزة نتيجة للحصار والاحتلال الإسرائيلي، لم تكتف الولايات المتحدة بعدم انتقاد إسرائيل، بل دافعت عنها وزودتها بالمزيد والمزيد من الأسلحة الحديثة، وخاصة الطائرات والقنابل".
ولفت إلى أن "بعض القادة الأوروبيين سافروا إلى إسرائيل لإظهار وحدتهم مع بايدن، لكن شوارع الولايات المتحدة ودول أوروبية عديدة حكت جزءا مختلفا تماما  من القصة، وهو عقود من الاحتلال، وحصار غزة، وتدمير المنازل، والأزمة الإنسانية الأكبر".
ولليوم 44 يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 12 ألفا و300 شهيدا فلسطينيا، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
فيما قتلت حركة "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب، يقطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

التعليقات (0)