شعبية حماس تتزايد في القدس مع استمرار التوتر حول الأقصى

profile
  • clock 1 مايو 2022, 1:46:05 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

خلال الصلوات الحاشدة التي شهدها المسجد الأقصى في رمضان، كان علم "حماس" حاضراً بشكل كبير، وردد المصلون هتافات مؤيدة للفصائل الفلسطينية المسلحة وقادتها وعلى رأسهم "محمد الضيف" قائد كتائب "عز الدين القسام" مما يشير إلى الشعبية المتزايدة للحركة في القدس.

ويبدو أن تزايد شعبية حماس والفصائل الأخرى مرتبط بتصريحاتهم التي أكدت أن المسجد الأقصى "خط أحمر" وتهديداتهم بمواجهة عسكرية جديدة مماثلة لتلك التي حدثت في مايو/أيار 2021 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

ومن الواضح أن حماس نجحت في فرض معادلة جديدة في القدس فقد أدت تهديداتها بإطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل في إفشال ما يسمى مسيرة الأعلام التي نظمها المستوطنون الإسرائيليون في 20 أبريل/نيسان.

وقد منعت شرطة الاحتلال المستوطنين من دخول البلدة القديمة في القدس عبر باب العامود المؤدي للمسجد الأقصى، مما أدى إلى وقوع مواجهات نادرة بين الجانبين. وفي هذا السياق غرد الصحفي الإسرائيلي "جال بيرجر"، "بعد عام من معركة سيف القدس (في إشارة إلى صراع مايو/أيار 2021) حققت حماس انتصارًا بحظر مسيرة الأعلام في القدس".

كما أصدرت القيادات السياسية والأمنية الإسرائيلية في 20 أبريل/نيسان قراراً بإغلاق باحات المسجد الأقصى أمام المستوطنين اعتباراً من 22 أبريل/نيسان وحتى نهاية شهر رمضان، عقب مشاورات بين رئيس الوزراء "نفتالي بينيت" ومسؤولين لمناقشة تصاعد التوترات في القدس.

وفي مايو/أيار 2021، أطلقت حماس وابلاً من الصواريخ باتجاه إسرائيل رداً على اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى في ذلك الوقت، والإخلاء المخطط لعائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس. وكانت معركة سيف القدس نقطة تحول أظهرت أن المسجد الأقصى والقدس أصبحا خطا أحمر لا يجب تجاوزه.

وقال "حسام بدران"، عضو المكتب السياسي لحماس، لـ"المونيتور": "كانت معركة سيف القدس لحظة حاسمة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. تمكنت حماس والمقاومة من تحويل القدس إلى خط أحمر حقيقي على الأرض، وليس فقط في الشعارات. لذلك المقاومة مستعدة لدفع كل الثمن من أجل القدس".

وأضاف "بدران": "الرسالة التي زرعتها معركة سيف القدس لا تزال حاضرة بين صناع القرار في إسرائيل وبين الجمهور الفلسطيني. إنها رسالة مفادها أن المقاومة قادرة على إرباك إسرائيل على المستويين الأمني ​​والسياسي".

وشدد على أن "شعبية حماس تتقدم تدريجياً، وهناك ثقة شعبية في الحركة ونهجها لأنها تتبنى المقاومة مشروعا وثقافة وعملا على الأرض، ولأن قدراتها أثبتت فاعلية في المواجهات الماضية".

وقد دفع التصعيد الأخير في الضفة الغربية والقدس وتوقع مواجهة عسكرية مع إسرائيل، خاصة بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على المستوطنات في محيط غزة في الأيام الأخيرة، المجتمع الدولي إلى تركيز انتباهه على الجانب الفلسطيني في محاولة لمنع مواجهة أوسع.

وقد تلقت قيادات "حماس" و"الجهاد" عشرات الاتصالات من جهات عربية ودولية وإقليمية في الأيام الماضية في محاولة لتهدئة الموقف، تزامنًا مع جهود الوساطة المستمرة لجهاز المخابرات المصرية والأمم المتحدة.

وقال "بدران"، في هذا السياق، إن "حماس أجرت عشرات الاتصالات واللقاءات المباشرة وغير المباشرة مع مختلف الأطراف في الأيام الماضية. وبعث عدد من الأطراف برسائل غير مباشرة ومباشرة إلى حماس تدعو إلى ضرورة الحفاظ على الهدوء وتهدئة التوترات في الضفة الغربية من أجل تجنب حرب جديدة مع إسرائيل".

وتابع: "الاهتمام الدولي الأخير ينبع من الرغبة في الحفاظ على الهدوء وتجنب تدهور الأوضاع في القدس والضفة الغربية مما قد يؤدي إلى صراع أوسع في المنطقة بأسرها". وأشار إلى أن بعض هذه الاتصالات مع حماس تمت بدافع من إسرائيل، معتبرا أن الرسالة من ورائها هي أن إسرائيل لا تنوي تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى والقدس.

وقال "بدران": "بشكل عام، لا تتحرك الأطراف الدولية إلا إذا رأت أن الاحتلال في أزمة. لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد دعم عربي وإقليمي لحقوق الفلسطينيين".

من جهتها، تواصلت السلطة الفلسطينية مع الأطراف الدولية للضغط على إسرائيل، في إطار سعيها للحفاظ على موقعها على الساحة السياسية. وفي 18 أبريل/نيسان، تحدث رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" والعاهل الأردني الملك "عبد الله الثاني" في مكالمتين هاتفيتين منفصلتين، تلاها في اليوم التالي مكالمة هاتفية مماثلة مع وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكين" لمناقشة الوضع في القدس.

كما استقبل "عباس" وفدا من الإدارة الأمريكية في المقر الرئاسي برام الله في 21 أبريل/نيسان. وطالب "عباس" خلال الاجتماع التدخل الفوري لوقف الأعمال الإسرائيلية في جميع الأراضي الفلسطينية، وخاصة في القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

وكان من المقرر أن تجتمع القيادة الفلسطينية مساء 17 أبريل/نيسان لبحث التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس واتخاذ قرار بهذا الشأن، لكن تم إلغاء الاجتماع في اللحظة الأخيرة دون أي أسباب معلنة.

وتعليقا على سبب تأجيل الاجتماع، قالت مصادر في "فتح": "أعرب الرئيس عباس عن استيائه من اتصال الوسطاء العرب مباشرة مع حماس والجهاد الإسلامي لتهدئة الوضع وأصبح يدرك أن العرب لا يرونه الجانب الرسمي الذي يلجأون إليه لمناقشة الأحداث في المسجد الأقصى والضفة الغربية".

المصدر | أحمد ملحم - المونيتور

التعليقات (0)