طه الشريف يكتب : المقاومة الفلسطينية الأبية صارت ترياق الشفاء لأمة أنهكت السموم جسدها!

profile
أ. طه الشريف كاتب مصري
  • clock 4 نوفمبر 2023, 8:06:33 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
متداول

بقلم: طه الشريف 
حينما يتمكن العدو من السيطرة على خصمه بعد هزيمته في المعركة، وحينما تسيطر أفعى"الكوبرا"على فريستها التي تصلبت أطرافها وفقدت مناعتها وانفجر نزيف الدم غزيزا من عروقها وفشلت معها محاولات التجلط حتى تموت بالسم الزُعاف-سريع الفتك- بعد إنهاك الجسد وترنحه ذات اليمين وذات الشمال -هذا إن قويت قدماه على حمله!-، قد انسلّت عافيته، وانعدمت إرادته، وكلما مضى الوقت تمدد بلا حراك فاقداً القدرة على الدفاع عن نفسه بل ولربما عجز عن الصياح أو الصريخ لطلب النجدة أو حتى ليُنفِّس عن أوجاعه وآلامه وهذه لَعمْر الله أشد وأنكى!
ومؤامرة انهاك جسد الأمة وتسميمها جرت حثيثاً منذ عقود بل قرون خلت وحتى يكتب للمهمة النجاح الذي يسعون إليه، كان العدو في حاجة إلى أُجَرَاء -مرتزقة- يكونون له عونا على اتمام مهمته في حقن جسد أمتنا بِسُمّ زعافٍ سريع الفتك، يضمنون معه انهيار مناعته وتبلّد حسه واستسلامه لمصيره المحتوم دون أدني قدر من المقاومة وسنستعرض بعضاً من هؤلاء المرتزقة وبعضاً من أدوارهم.. 
أصنافٌ تأمرت على إنهاك جسد الأمة وشاركوا في حقْنَها بالسمّ الزعاف! 
1_حكامٌ خونة: 
غرباء عن الأمة، غرباء عن الأوطان التي ابتليت بهم، غرباء عن كل معاني المروءة والكرامة!، لا يغضبون لإنتهاك الحرمات ولا يتألمون لتدنيس المقدسات، إلا بالقدر الذي يحتاجون إليه من أجل مشهدٍ دراماتيكي مفتعل!، قد نجحوا في القفز فوق أكتاف الشعوب مستغلين ما تحت أيديهم من القوة الغاشمة تارة ومن الميديا الكاذبة تارة أخرى، حتى تحقق لهم المراد وتمكنوا من فرائسهم كما تفعل الوحوش في البرية، فدانت لهم البلاد وخضعت لهم رقاب العباد مستغلين القوة التي حشدوها -من قوت شعوبهم- لا للدفاع عن الأوطان كما يحدث في كل بلاد الدنيا، بل من أجل إرهاب كل من تسول له نفسه الوقوف في وجوههم أو حتى الإنكار عليهم علاوة على محاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها وذلك هو المستحيل بعينه!    
2_علماء سوء ورهبان إفك!: 
والصنف الأول باعو دينهم بدنيا غيرهم وقاموا بِليّ أعناق النصوص وتطويعها لتهيئة الناس والسيطرة عليهم بالترهيب والترغيب، وأما الصنف الثاني: فهم رهبان أفاكون يعظون طوائفهم بوجوه القديسين ويحملون قلوباً لا تليق إلا بالذئاب الجائعة!، وعلى أكتاف هؤلاء وأولئك حُقنت الشعوب بالسمّ الزعاف في محاريب مساجد ضِرَار، وفي مذابح كنائس تركت مهام التزكية إلى الشراكة مع القيصر الحاكم  من أجل بعض المكاسب التي تنطلق من أطماع نفوسهم أو إرضاءا للعصبية الطائفية المسيطرة عليهم..
3_دعاة المدخلية والجامية
المنتسبين للسلفية ومن كان على شاكلتهم، المتعبدون في محراب كل فاجر يدعونه بالمتغلب! مرجئةٌ مع كل ذي بأس، حربٌ ضروس على كل من تطوق نفسه إلى عزة المسلم وكرامته، فهذا مما لا يجوز في حق سادتهم من الحكام، يحفِّظون أتباعهم قسم الولاء والطاعة لولي الأمر، وإن زنا وسرق وكثرت حساباته في بنوك سويسرا وأجاع شعبه وأذل وطنه، لا يرون مداهنته للصهاينة وتبعيته للماسونية، فقد أعمى الله بصيرتهم وطمس على فطرتهم، معللين ذلك لإتِّقاء الفتنة! ولا أدري أي فتنة في ثورة الأمة على تلاميذ الدجال وخدام الصهيونية؟! ولا أدري أي دين يتبعون وأي ملةٍ ينتحلون؟!، وأي نفس خبيثة يخبّئونها تحت أقفاص صدورهم؟!، هؤلاء وأمثالهم كانوا ولا يزالون سمّاً زعافا لمن يستمع إليهم أو ينخدع بهم! 
٤_اعلاميون وصحفيون: 
وهؤلاء تتلمذوا على أيدي منظّر الخداع في التاريخ المعاصر"جوزيف جوبلز"! وهم أشباه المشخّصاتية"الممثلين" بارعون في التمثيل، ففي الوقت الذي يعانون فيه من التُخْمة والترف يطالبون الناس بالصبر على الجوع والفقر!، لا يتورعون عن الكذب الذي يتنفسونه في الشهيق بدلاً من الإكسجين! ولا تعنيهم ألام من يتلاعبون بعقله.. 
5_همج رعاع: 
من عامة الشعوب لا يغضبون إلا لشهواتهم ولا ينزعجون إلا لملذاتهم، يركبهم الهمُّ حينما تشح علب الدخان والسجائر في الأسواق، ويثورون إذا خسر فريق الكرة الذي يشجعونه، وفي نفس الوقت متبلدون حيال كافة القضايا التي تخص أمتهم وكرامتهم ولربما سَخروا ممن تحملوا همّ الأمة عنهم مرابطاً من أجل شرف القضية التي شاءت أقدار الله أن يجود نفرٌ بعمره وماله وراحته وسط الغالبية الساحقة من هؤلاء الرعاع .. 
المقاومة الفلسطينية الأبية ترياقٌ لشفاء الأمة من حقن السمّ الزعاف
إن تضحيات المقاومة الفلسطينية الباسلة في ظل الحصار الذي فرضته الألة العسكرية الصهيونية مدعومة بكل جيوش العالم المسيحي المتطرف في كراهيته وحقده علي ديننا، مدعومة من الطامعين في ثرواتنا، يقدمون أرواحهم وفلذات أكبادهم من أجل مسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم ومعراجه في ظل انصراف شطر من الأمة بأموالهم المكدسة صوب المهرجانات الراقصة والسينما الماجنة والدراما الهادمة التي تهدم الأخلاق وتهتك الأستار، في ظل هذه الحالة شديدة السواد وقد سرى السمُّ في جسد أمتنا سريعا في فتكه موحشاً في أثره، تحمل لنا المقاومة الكريمة ترياق الشفاء من العلل والأمراض التي لازمتنا دهراً كئيباً حتى قيض الله بإرادته العلية "عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا" صدق الله العظيم

التعليقات (0)