عزات جمال يكتب: مطاردة خلف الخطوط

profile
عزات جمال كاتب فلسطيني
  • clock 19 يوليو 2023, 6:37:47 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كثيرة هي مواطن البطولة وصفحات العز التي سطرها شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة على مدار الصراع المتواصل مع هذا الاحتلال الجاثم فوق أرضنا الفلسطينية، ولعل من أوجه مقاومته المختلفة هي الإحياء المستمر لذكريات البطولة واستحضار تضحيات الرجال التي سطروها في ميادين القتال.

فقد شرُفت بدعوة كريمة لإحياء ذكرى ملحمة من الملاحم البطولية التي خاضها مجاهدو شعبنا الفلسطيني في كتائب القسام إبان العدوان على غزة في عام 2014م ، حيث استطاعت إحدى وحدات النخبة القسامية المختارة من اجتياز الجدار الفاصل حول غزة والوصول لأراضينا المحتلة، قاصدين موقع أبو مطيبق العسكري وهو أحد مواقع جيش الاحتلال، والواقع شرق المحافظة الوسطى، واستطاعت المجموعة القسامية نصب عدد من الكمائن داخل الموقع وإيقاع قيادة لواء البرق 188 المدرع في كمين محكم قتل فيه سبعة من الضباط والجنود واغتنم المجاهدون قطعتي سلاح من نوع m16 كما ذكر بيان القسام.

وعند البحث عن هذا اللواء الذي يمتلكه جيش الاحتلال، تبين أنه أحد ألوية الدبابات التابع لجيش الاحتلال، وهو أحد أربعة ألوية دبابات نظامية يمتلكها الاحتلال، ولقد استطاع مجاهدو نخبة القسام تحقيق مقتلة وإصابات مباشرة في قيادة هذا اللواء في كمينهم الذي نصبوه في أحراش موقع أبو مطيبق، حيث اعترف الاحتلال بمقتل سبعة من الضباط والجنود بعد مهاجمتهم على حين غرة من مقاتلي القسام في مكان لم يتوقعوه، قبل عودة المنفذين إلى غزة وهذه المرة من فوق الأرض "قزدرة" سيراً على الأقدام.

لقد كانت صفعة مدوية لجيش الاحتلال وحكومته المعتدية على غزة أن يبادر القسام في خلال المعركة، بتنفيذ سلسلة من العمليات الهجومية الناجحة على طول الحدود الشرقية للقطاع المحاصر، ويوقع فيها نخبة الضباط والجنود الصهاينة بين قتيل وجريح وأسير، ومن ثم أن تتوج بعودة المقاتلين المهاجمين إلى قواعدهم سالمين في القطاع.

لقد حق لشعبنا أن يفتخر بهذه البطولات التي صنعها أبطالنا بقدراتهم المتواضعة أمام جيش الاحتلال المعتدي، وقد دشن القسام في هذا اليوم بحضور ذوي الشهداء وجماهير غفيرة من شعبنا معلم تذكاري يخلد هذه الذكرى المباركة، على بعد أمتار من الموقع الصهيوني "موقع أبو مطيبق" على شارع العودة "شارع جكر" كما يحلو لأهل غزة أن يسموه بلغة التحدي التي اعتادوها.

ثم سار موكب رجالات القسام من قوات النخبة وذوي الشهداء والحضور نحو موقع الخليل، حيث أعدت كتائب القسام محاكاة كاملة للموقع العسكري الصهيوني، عارضة العديد من المجسمات والزوايا التي تخلد هذه الذكرى البطولية وتنقل تجربتها لكل شعبنا الفلسطيني الذي جاء ليعيش هذه التجربة في ضيافة القسام، وليشاهد جزء من بطولة مجاهديه وأبطاله.

رحم الله شهداء عملية أبو مطيبق البطولية وحفظ الله البقية الباقية التي عادت متوشحة بالانتصار، وشكرا لشعبنا خزان الثورة والثوار، شكرا للمقاومة حاملة لواء التحرير والعودة وشكرا للقسام رواد الابداع والتميز.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)