علي عبدالحميد: تحرير الأرض واجب مقدس لايمكن أن نتهاون فيه

profile
  • clock 16 مايو 2021, 2:18:59 ص
  • eye 602
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تمر بنا الذكرى الثالثة والسبعون لنكبة 15 مايو1948 وشعبنا العربي الفلسطيني في القدس وغزة وكل فلسطين

 يسطر ملحمة نضال متواصل ومستمر يقلب به المعادلة ضد كل قوى الشر والظلم 

ليبعث الأمل في مقدرة المقاومة الفلسطينية بكل أطيافهاعلى منازلة الاحتلال الصهيوني بكل ترسانته المدججة بالسلاح الغربي والأمريكي، 

ويفجر الطاقات الكامنة في أمة عربية يظن أعداؤها أنها تموت، فإذا بنبض الثورة والحياة ينتقل رويدًا رويدًا من المرابطين في حي الشيخ جراح إلى القدس إلى غزة الصامدة إلى فلسطيني الداخل إلى الضفة،

 في وحدة وطنية وتكاتف نضالي لكل شعبنا العربي الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه  ومن كل فلسطين إلى شعبنا العربي في لبنان والآردن وسوريا، إلى العراق والجزائر، 

ومن ثم بإذن الله إلى كل الشعب العربي على امتداد الأرض العربية، إلى كل جماهير الأمة الإسلامية التي ترى في القدس بوصلة نضال وجهاد لا تخطئ،

إلى الإنسانية السمحة التي ترفض الاحتلال والظلم أينما وُجِد الإنسان في هذه الكون.

 يأتي هذا تأكيدًا لكون قضية القدس وفلسطين، قضيتنا جميعًا كفلسطينيين وعرب ومسلمين ومسيحيين وبشر نؤمن بالإنسانية السمحة والتآخي والعدل ورفض الظلم والاستغلال الذي تفرضه قوى الهيمنة والاستعمار.

وكل هذا وذاك، طاقات هائلة لا بد أن تتشارك وتتضامن دون تعصب أو إقصاء أو طائفية، أو جهوية أو تنازع، 

والفضل هنا لكل من يوجه طاقاته..سلاحه.. صواريخه.. جهده.. كلماته وبياناته ومشاركًا في معركة الوعي بالقضية ومواجهة العدو الرئيس دون سواه..

 ودون افتعال معارك جانبية تصرفنا عن المواجهة ضد العدو الصهيوني الغاصب.

 فقضية القدس.. قضية فلسطين.. قضيتنا جميعًا.. عروبيون.. قوميون.. إسلاميون.. مسيحيون.. يساريون.. معتدلون.. إنسانيون.. 

ففي حاصل جمع كل هؤلاء قوة هائلة ترغم العدو وكل من في معسكره على الانصياع للحق العربي في القدس وكل فلسطين.

وقد تمكنت المقاومة بكل أشكالها الشعبية والمسلحة،_ وهي تيار غالب وشامل_ أن تفرض واقعًا جديدًا رغم كل المشككين في قدراتها وقدرات سلاحها وصواريخها،

 ووصلت بضرباتها القوية إلى عقر دار العدو في عاصمته وثكنانه ومستوطناته، وظن راعيها الأمريكي والأوروبي، 

أنه يستهلك وقتًا حتى تتمكن آله الشر العسكرية الصهيونية من إخضاع مقاومة شعبنا العربي الفلسطيني،

 وبعد أن كان يتلكأ في دعوة عصبة الأمم المتحدة، إذا به يتعجل دعوة  لمجلس الأمن تسعى لانقاذ العدو من مأزقه بالدعوة المتوقعة لوقف إطلاق النار.

وعلينا أن نعي جميعًا خاصة المقاومة، أن كل دعوات وقف إطلاق النار في تاريخ الصراع العربي الصهيوني كانت دائمًا وبالاً على الأمة العربية وانتكاسًا وتراجعًا وهزيمة لنا،

 إذ يلتقط بها ومن خلالها العدو أنفاسه ليعاود طعننا وضربنا بعد أن يتمكن من لملمة صفوفه وعتاده وترتيب معسكره، 

هذا ما عشناه في حرب العام 1948، وأيضا في حرب أكتوبر 1973،

 وأيضًا في كل جولات الصراع المحتدم مع المقاومة العربية والإسلامية والفلسطينية.

وفي اعتقادي ويقيني أن استمرار المقاومة الشعبية والمسلحة في فلسطين، وصمودها، واستمرار ضرباتها الموجعة لقوات الاحتلال الصهيوني، 

فإن ذلك ينقل نبض الثورة تدريجيًا إلى ساحات وميادين متعددة ومتسعة على امتداد الوطن والعالم، ويسمح لقوى المقاومة بالتواصل والانضمام  والفعل الإيجابي والحاسم، 

وهو ما تخشاه أنظمة وحكومات عربية ارتبطت بمعاهدات واتفاقات سلام واستسلام، ونظام عربي هرولت معطم مكوناته إلى معسكر تل أبيب والبيت الأبيض،

 تسعى لأن تلعب دور الوسيط بين دولة العصابات الصهيونية وبين قوى المقاومة الفلسطينية، خشية من امتداد نبض الثورة وروح المقاومة إلى دولها، فتفقد سلطاتها وثرواتها وامتيازاتها.

ومع كل ذلك، فإن شعبنا في كل مكان، ومصر خاصة وفي القلب منها، قادر على أن يقلب موازين القوى، هكذا تعلمنا دروس التاريخ البعيد والقريب، وثقتي في ذلك بلا حدود.

فلنتحمل جميعًا مسؤولياتنا التاريخية، كلٌ بقدر إمكاناته وجهده إن بالسلاح والمال والكلمة والوعي، فحربنا مع قوى الصهيونية والاستعمار والرجعية العربية طويلة وممتدة،

 فلنتكاتف جميعًا أيًا كانت رؤانا واختلافاتنا الفكرية والإيديولوجية، ومقدرة أي قيادة ثورية في الاستفادة من هذا التعدد والتنوع والزخم الهائل الذي تمتلكه أمتنا وقدرتها في مزجه دون تعصب أو قهر لأي اختلاف أو تعدد أو تنوع في الرؤى.

هكذا تعلمنا.. وهكذا نواصل: 

 لقد آن لكل شخص أن يتحمل مسؤوليته ، و يدخل في كل حساب أو يسقط من كل حساب.

لم يعد هناك وسيلة للخروج من حالتنا الراهنة إلا عن طريق صياغة الطريق نحو هدفنا ، بعنف وبقوة ، على بحر من الدم وتحت أفق مشتعل بالنار.

إن الذين يقاتلون يَحِقّ لهم أن يأملوا في النصر، أما الذين لا يقاتلون فلا ينتظرون شيئاً سوى القتل.

ان تحرير الأرض واجب مقدس لايمكن أن نتهاون فيه لحظة.

إن وجود مصر ضعيفة ضعف للنضال العربى كله، ووجود مصر مشلولة شلل للنضال العربى كله، وليست هذه حقيقة جديدة وإنما هي استقراء للتاريخ والطبيعة

سوف نعود الى القدس وسوف تعود القدس إلينا ولسوف نحارب من أجل ذلك , ولن نلقي السلاح حتى ينصر الله جنده ويعلي حقه ويعز بيته ويعود السلام الحقيقي إلى مدينة السلام.

إن الحق بغير القوة ضائع، والسلام بغير مقدرة الدفاع عنه إستسلام.

الناس لا يريدون الكلمات – يريدون صوت المعركة – معركة مصير .

والله غالب على أمره.. وعليه قصد السبيل.

التعليقات (0)