علي محمد علي : الوهابية

profile
علي محمد علي شاعر وكاتب مصري
  • clock 2 مايو 2021, 12:56:30 م
  • eye 1016
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

" الوهابية "

النقد هو روح الفلسفة ، وهو الباعث الأساسي لتحولاتها المتتابعة منذ نشأتها العقلية والمنهجية الأولى حتى صورها وأشكالها المختلفة عند المحدثين ،

 ولا يمكن أن يكون هناك مفكر أصيل بدون موقف نقدي، فالموقف النقدي هو بمثابة نقطة الانطلاق. كما أنه ليس ثمة معرفة مقبولة إلا بعد بحث وفحص ،

 فالنظرة النقدية تكون الحافز والدافع لأي باحث .

 ولولا النظرة النقدية للظواهر الكونية ولفكر السابقين لما وُجد لدى الباحثين والعلماء والمفكرين موضوعات للبحث والدراسة ، ولأصبح الإنسان تابعًا لا مبدعًا،

 مقلدًا لا مجددًا، وبذلك تموت روح الابتكار والتجديد .

إن الثقافة التراثية الجامدة وعجزها عن توظيف التراث بشكل مستنير أدى إلى تعطيل ملكات العقل والنقد ، ما جعل بعض الجماعات تسلك سلوكًا متطرفًا،

 استخدمت فيه العنف والتكفير، أكثر مما استخدمت العقل والمنطق، وهو ما أدى إلى إثارة القلاقل في العالم العربي.

 وبالإضافة إلى ذلك فإن العنف حسب إعتقادي ليس ظاهرة طارئة على هذه الجماعات المتطرفة، وإنما هو شيء ينتمي إلى تركيبها ذاته ،

 وهو جزء لا يتجزأ من تكوينها النفسي والذهني ، وهو وسيلتها الوحيدة لتحقيق أهدافها. و لعل المرتكزات التي تقوم عليها دعوة - الإسلام السياسي - للجمع بين الدين والسياسة تبين أن هذه الدعوة يستند فيها الداعون إلى الجمع بين الدين والدنيا، ومن ثم بين العقيدة السياسية على مبدأ صلاحية النص الديني لكل زمان ومكان، وهذا المبدأ ذاته يولد تناقضًا أساسيًا،

 هو أن الدنيا متطورة والنص ثابت ، والمخرج الوحيد من هذا التناقض هو الاقتصار على تأكيد الجوانب العامة فقط في النصوص الدينية ،

 وترك التفاصيل لاجتهادات كل عصر، وفي إطار هذه الكليات العامة يظهر النص الديني في حاجة دائمة إلى البشر كي يصبح حقيقة واقعة ويُطبق في مجال إنساني ملموس ،

 وهكذا يبدو من الضروري وجود توسط بشري من نوع ما بين النص والواقع ،

 وفي عملية التوسط تظهر التحيزات ويتجلى مدى الصراع على ملكية حقيقة الدين وإني لأسأل لماذا إنتشرت ظاهرة " الإسلام الشكلي " والذي فقط يهتم بالمظهر لا المضمون ؟ ،

 إن مشكلة التنويريين الحقيقية ليست في الإسلام ولا نصوصه ، أنما في العقل الذي يفسر ويأول تلك النصوص ، ما الذي يجرنا إلى الوراء ؟ بينما حركة الزمن الطبيعية هي دائمًا للأمام ، 

لماذا نحشر أنفسنا وعقولنا في ثقافة تراثية جامدة ؟ أو لم يمنحنا الله عقولًا ؟ أو لم تنفتح آفاق العقل البشري على أسرار العلوم والمعرفة إنفتاحًا لم يتح للسابقين ؟

دعوة الإسلام السياسي للجمع بين الدين والدولة ، هي رؤية لا تاريخية تؤدي إلى اغتراب الإنسان عن الزمان والمكان الذي يعيش فيهما ، فالإسلام السياسي ينظر إلى التاريخ نظرة دائرية ارتدادية ،

 ترى أن المستقبل لا يتحقق إلا بالماضي العتيق ، في حين إن النظرة التقدمية للتاريخ والزمن تركز على كون التاريخ يسير في " معادلة خط مستقيم " ، 

ولهذا كان من الضروري مراعاة المستجدات التي تحدث في المجتمع، والتعايش مع هذه المستجدات بأطروحات مستقبلية ، لا أطروحات ارتدادية ،

 ولهذا فإن دعوة الإسلام السياسي للجمع بين الدين والدولة ، يسود فيها نوع من الشمولية المتزمتة ، التي تجمد التاريخ عند مرحلة واحدة من مراحله،

 وتصم آذانها عن الإنجازات الباهرة ، التي تتلاحق يومًا بعد يوم ، في العصر الذي نعيش فيه ،

 وتعتمد حركات الإسلام السياسي على رسم صورة للماضي، مشتقة من النصوص ، دون تقديم اجتهاد حقيقي ، 

أو برنامج عمل متكامل ، تراعي فيه التطور الذي يحدث في حركة التاريخ ومصالح البشر المتغيرة في الاجتماع .

إن سبب تقدم بعض الشعوب، وتخلف البعض الآخر. هو أن الأولى تأخذ بالمنهج العلمي وتتأسس على (علمانية) مؤسسات الدولة والفصل بين المؤسسات الدينية وباقي مؤسسات الدولة.

 والثانية تعتمد المرجعية الدينية أساسًا لكل ما يتعلق بشؤون الحياة، فكانت النتيجة تحرر الشعوب الأولى من كل معوقات النهضة والتنمية والفوز بكل الحريات الفردية والاجتماعية والسياسية ،

 وعلى العكس ظلت الشعوب الثانية مقيدة بسلاسل التخلف لأنها لم تتحرر من قيود الماضي ، حيث ترى ضرورة تطبيق ميراثه على الحاضر. 

لذا يجب تحديث المجتمع ، بفهم جديد للواقع والتصدي لمصادرة حق النقد والتفكير والإبداع ، مع تحرير العقل من التعصب وإقصاء الآخر، مع عدم الالتزام بالمسلمات والرؤى الحادة التي تحاصر الفكر والتفكير، بمقولات ثابتة وجامدة ، مع التمسك بالتفكير العلمي والمعرفة والتسلح بالنظرة العلمية في الأسلوب والتخطيط والعمل ، باعتبار ذلك من ضروريات النهضة الحضارية .

كانت هذه مقدمة لابد منها لموضوعي الذي شغلني لأيام طويلة ، من أين أبدأ ؟ ، وماذا أعرض ؟ فأنا لا أميل لسرد الأحداث التاريخية رغم عشقي للتاريخ ، لكن ما يهمني هو إستخلاص العبر وعمل المقارنات ، فلنلقى نظرة خاطفة على " الوهابية " لنفهم هل كانت لخالص الدين أو حتى ترتقي لكونها مذهب أم كانت سياسة وتأسيس دولة ؟

مؤسسها الأول ( محمد بن عبد الوهاب ) (1703-1791م) الذي تأثر بالفكر الحنبلي لدى ابن تيمية وابن قيم الجوزية، إلى جانب إنكاره تقليد أحد بخلاف الأئمة الأربعة .

ويمكن وصف أفكار ابن عبد الوهاب بأنها تعد تفسيرا خاصا لميراث الاتجاه الإسلامي السلفي، وقد ارتكزت دعوته على ثلاثة مبادئ أساسية :

 التوحيد بمعنى الدعوة إلى الله وحده والتعبد له دون شريك معتمدًا على القرآن والسنة وأثر السلف .

 والجهاد المشروع في سبيل نشر هذه الفكرة .

 والاجتهاد بشرط عدم مخالفته لنصوص القرآن والسنة وآثار السلف .

وإني أتساءل ، ما الجديد بالله عليكم ؟ هل هذا فكرجديد أو حتى فكر من الأساس ؟ أم مجرد تأسيس لدولة جديدة هدفها السيطرة والهيمنة على عده مناطق وقبائل متخذة من الدين ستار تستتر وراءه ؟

وبالنسبة لـــ " كتاب التوحيد " لمحمد بن عبد الوهاب والذي تضمن جل أفكاره حول طبيعة الدعوة الوهابية،

 فالمدقق في محتوى هذا الكتاب سيكتشف غياب أي تجديد ، مع ازدحامه بالاستشهادات والاقتباسات التي تؤكد مرجعيته الحنبلية المتشددة ، حتى ليبدو مُعَلّمُه أحمد بن حنبل في الواقع أكثر تسامحا في مسألة التكفير، وهو ما اعترف به قبل ذلك بقرون ابن تيمية في معرض ذكره لتشدد ابن حنبل فيما يخص «العبادات»، وتحرره تمامًا في موضوع " العادات " .

أن الوهابية تعد صيغة لمشروع سلطنة إسلامية، لا تقف عند حدود جغرافية قومية، أي أنها لا تطرح نفسها بوصفها دولة أو أمة عربية،

 بل بوصفها «إمارة إسلامية» يرأسها إمام. وقد أطلق أصحاب هذه الدعوة على أنفسهم اسم «الموحدين» إلا أن منتقديهم أطلقوا عليهم لقب «الوهابيين» ومن ثم جرى اللقب على الألسنة فصار مألوفًا. 

لكن المثير بشأن الحركة الوهابية أنها استطاعت أن تعيد الثقل السياسي لشبه الجزيرة العربية، بعد أن كانت قد فقدته منذ العصر الأموي .

تحالف محمد بن عبد الوهاب عام (1747) مع الأمير محمد بن سعود، الذي تعهد بدوره بحمل راية الدعوة الوهابية، 

وحمايتها بالقوة إن استدعى الأمر، ومن ثم تزوج الأمير محمد من ابنة الشيخ عبد الوهاب " زواج مصلحة " ، على قاعدة تقاسم المجال العام بين عصبية آل سعود القبلية، 

والدعوة الدينية التي يقودها ابن عبد الوهاب ، فقد كانت الوهابية تبحث عن قوة تحميها من أجل سلامتها ونشر مبادئها، وآل سعود بحاجة إلى مظلة دينية وشرعية تُسوّغ تطلعاتهم .

وقد أدى هذا التزاوج أو التحالف بين السلطتين الدينية والسياسية، إلى تكريس موقف للسلفية من السلطة يقوم على وجوب طاعة ولي الأمر، 

على قاعدة عدم الاتجاه لإنفاذ الشرع عن طريق تولي السلطة ، بل التسليم للقائم عليها ، وإكتفاء الشيخ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحسنى وبما لا يخل بالهيبة والسلطان .

أفاد ابن سعود من الوهابية باكتساب الصفة الشرعية، حيث وفرت تعاليمها مبررات الاستقرار للإمارة الوليدة ، 

ومن ثم سوَّغت إعلان الجهاد ضد من وصفوهم «بالمرتدين»، وحرّمت الموسيقى والرقص والشعر، واستخدام الحرير والزينة والمجوهرات " والتي خالفها السعوديون اليوم " .

من جانب آخر غَالَى أنصار الوهابية في تكفير من لم يعتنقوا مبادئهم، وأوجبوا قتلهم ، منذ نشأت هذه الحركة أعلنت بصراحة أنها هي دين الحق ومذهب السنة الصحيحة ومنهج التوحيد السليم ومن خالفها من عموم المسلمين أهل بدعة وضلالة وهم في النار إلا إذا تابوا وعادوا للدين السليم، وبدأت هذه الحركة، التي تشكلت من العصابات واللصوص،

 أعمالها الدموية مبكراً فأغارت أولى سراياها العسكرية، بعد أن أعلن الشيخ نفسه الجهاد، على الأعراب يسلبونهم المال والنساء ويعملون فيهم القتل .

وبدأت فتاوى التكفير والقتل تظهر. وأول من قتل كان أئمة المساجد كما ظهر في مجموعة رسائل بن عبد الوهاب في أحد المشهورين. يقول محمد بن عبد الوهاب: «إن عثمان بن معمَّر ــ حاكم بلد عيينة ــ مشركٌ كافر، فلما تحقق المسلمون من ذلك تعاهدوا على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة، وقتلناه وهو في مصلاه بالمسجد في رجب 1163 هـ.». 

وانتشرت رحلة القتل الممنهج وطالت جرائم الوهابية كل الجزيرة العربية وما حولها .

بموت الشيخ «محمد عبد الوهاب» أصبح «سعود بن عبد العزيز» «سعود الكبير» حاكم نجد المطلق، وفي الوقت نفسه صار إمام الوهابية،

 موحدا بذلك السلطتين السياسية والدينية، ومن ثم قام بغزو كربلاء عام (1802) وتحطيم ضريح الإمام الحسين ، والاستيلاء على الحلي والنفائس الموجودة به، كما أصدر أوامره بقتل جميع سكان كربلاء، بإعتبارهم من «المرتدين» وخلال العام التالي استولى الوهابيون على مكة المكرمة وقاموا بتحطيم جميع القباب الموجودة بها،

 وفي عام (1805) تولى أهل المدينة المنورة تحطيم القباب فوق جميع الأضرحة لديهم، حين وجدوا أنفسهم محاصرين على أيدي الوهابيين، وبذلك ظهرت الدولة موحدة تحت حكم الإمام .

وبحلول عام (1814)، كان الوهابيون قد استولوا على الجزيرة العربية، حتى أنها وصلت إلى وسط الأردن في معركة زيزيا المعروفة بين القبائل الأردنية وبين الوهابيين وغزا الرياض،

 واستباح أموال أهلها ثم غزا الطائف وحدثت مجزرة معروفة مشهورة في التاريخ . وهيأوا أنفسهم لغزو سوريا، 

إلا أنهم عدلوا عن ذلك، عندما وقفت ضدهم قوة «محمد علي باشا» والي مصر والشام. ومع سيطرتهم على أرض الحجاز منعوا حجاج الشام وتركيا ومصر من دخول الأرض المقدسة، 

ما دعا محمد على باشا أن يخرج في حملة عسكرية لتأديبهم، 

حيث تمكن من سحقهم عام (1819) وتدمير الدرعية والقبض على الحاكم «عبد الله بن سعود» الذي تم نقله إلى استطنبول،

 حيث تم تنفيذ حكم الإعدام فيه . ووفق هذا النهج أعادت السلفية والوهابية الفكرة الدينية إلى وجهتها السياسية منذ منتصف القرن الثامن عشر، عبر حالة من التماهي فيما بين السياسة والدين،

 على قاعدة إما ولاء وطاعة أو خروجا وممانعة .

إن الحملة المصرية بقيادة إبراهيم بن محمد على باشا نجم عنها حالة من التوقف المؤقت لمشروع الوهابية،

 إلا أنها ما لبثت أن واصلت رحلتها ومع مطلع عام (1902) تمكن الأمير عبد العزيز آل سعود (1879-1953) سلطان نجد وملحقاتها،

 من بسط نفوذه على منطقة الإحساء الشرقية، التي تقطنها قبائل الشيعة، ومن ثم أعقبها بإنشاء قرابة ثلاثمائة مستوطنة لأنصاره مثلت القوة الضاربة لجيشه وعرفت باسم «الهجر» بوصفها وكر صغير للوهابية،

 وضمت المحاربين الذين تتلمذوا على تعاليم الشيخ «عبد الكريم المغربي» ومن ثم قاموا بعدة غزوات انتهت باستيلاء الوهابيين مرة أخرى على مكة والمدينة عام (1924) ليعلن بعدها بعامين «عبد العزيز أل سعود» نفسه ملكا على الحجاز، ومع مطلع عام (1927) تم إلغاء كافة القوانين غير الإسلامية بالحجاز، ومنع الشيعة من الإحتفال بعاشوراء، ورويدا رويدا تنامت سلطة الدولة السعودية .

ثم سعت الحركة السلفية والوهابية لتوسيع نفوذها عبر اعتمادها على جملة من الممارسات ، تمثلت في السعي لفرض النموذج الثقافي السعودي بقيمه القائمة على الثراء والإستهلاك، إلى جانب رعاية وتمويل شكل مشوه للثقافة الدينية ، يقوم على النقل والإتباع ، ويركز على مظاهر دينية شكلية ، كما سعت إلى ما أَطلق عليه «أسلمة» العلوم و«سلفنة» المعرفة، إضافة للإنشاء المتعجل للعديد من البنى الثقافية «جامعات، مراكز بحوث، مؤسسات ثقافية، دور نشر، مكتبات، دوريات»، إلى جانب إغراء الكتاب والأكاديميين والمفكرين العرب بالعمل بمؤسساتها .

وبالإضافة إلى ذلك قامت المملكة السعودية بتأسيس الجامعة الإسلامية العالمية ورابطة العالم الإسلامي،

 التي تولت تمويل إنشاء مدارس ومعاهد دينية وجمعيات في أوروبا والولايات المتحدة، إلى جانب تقديم منح دراسية ودورات تدريبية لإعداد الدعاة والمدرسين بتمويل من المصارف الإسلامية السعودية ورجال الأعمال .

نما الفكر الوهابي وتطور إلى أن التقى بحركة الإخوان المسلمين في سبعينيات القرن المنصرم في زواج بين فكر الاسلام السياسي الإخواني وبين الحركة الوهابية.

 وقتها طلب المرشد الإخواني من أحد أعضاء جماعته، وهو عبد الله عزام، الذي كان يعمل مدرساً في السعودية الذهاب إلى أفغانستان لأنشاء «قاعدة جهاد متقدمة» لتكون في المراحل اللاحقة درعاً عسكرياً للإخوان إذا تمكنوا من الحكم ولحمايته .

 ومن اللافت أنّ زعيم تنظيم «القاعدة» اليوم أيمن الظواهري كان طبيباً إخوانياً أُرسل إلى أفغانستان لعلاج الجرحى مع أطباء كثر .

بدأت جرائم الوهابية مع نشوء تنظيم القاعدة وحركة طالبان، وانتشار الفكر الوهابي بفعل التمويل الهائل الذي تضخه القنوات الدينية الممولة من السعودية وبعض دول الخليج الأخرى بين بسطاء المسلمين في آلة دعائية هائلة موجهة لرفض الآخر أياً كان؛ فعلى سبيل المثال هناك قنوات لمحاربة المذهب الشيعي وقنوات لمحاربة التصوف ولمحاربة المسيحية.

جرائم لا تعد ولا تحصى ظهرت في بداية التسعينيات في الجزائر بالقتل الممنهج الذي قامت به جماعاتها المتطرفة بحق الجزائريين،

 ثم انتشرت على شكل تفجيرات في كل مكان من العالم طالت داعمي «القاعدة» الرئيسيين في أفغانستان ومن أمدهم بصواريخ «ستينغر» والحديث عن الأميركيين أنفسهم. وفجرت القطارات في بريطانيا واسبانيا، قبل أن تبدأ حربهم الدموية في العراق الذي يغرق يوميا في بحور من الدماء.

لم يعد هناك مجال للشك بأنها كحركة وفكر ضد الإنسانية ، هي تدعو إلى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي . 

يجب العمل الدؤوب والفاعل حتى تُخمد نيران الحقد الهمجي الأعمى التي انطلقت بعبارة ابن عبد الوهاب في نجد : " من دخل في دعوتنا فله ما لنا وعليه ما علينا ومن لم يدخل معنا فهو كافر حلال الدم والمال "

أما آن الأوان أن نفيق ونعمل العقل ؟ أنا أرى السعودية قد بدأت تتخلص وتتنصل من تراثها السيء .

المراجع :

" آراء نقدية في مشكلات الفِكر والثقافة " ، "الصَّحْوة الإسلامية في ميزان العقل"  د. فؤاد ذكريا .

" السلفيون والسياسة " د. محمد حافظ دياب .

التعليقات (0)