علي محمد علي يكتب : عشوائيات

profile
علي محمد علي شاعر وكاتب مصري
  • clock 5 يوليو 2021, 2:51:20 م
  • eye 889
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ماتت حماتي اليوم ، رحمها الله فقد كانت سيدة عظيمة ، لكنها كانت بخيلة بعض الشيء ، فتاة الفستان كاذبة ومخادعة وغشاشة بالصوت والصورة ، لم أذهب للصيد اليوم ، وأشعر أن شيئًا مهمًا ينقصني ، وكلما جلست على الماء ومارست هوايتي في صيد السمك ، كلما إشتد حزني من كثرة تفكيري في سد النهضة ، ولسان حالي يقول : إن جف الماء فلن أتمكن من الصيد ، ولا أتخيل صعوبة الحياة بدون صيد ، ليس معي نقود كافية لتركيب طقم أسنان ، فأولويات الصرف الشهري تلزمني بتأجيله ، وهكذا شهرًا بعد شهر حتى تعودت على الأكل بدون أسنان ، أصبحت أخاف من كل شيء ، أخاف من نفسي وعلي نفسي وعلى أبنائي من مستقبل مشوه غير واضح الملامح ، أذكى عقل لا يتبين فيه تحت قدمه ، دا حتى سيد صابر عمل حساب ثالث على Facebook ، أعلن مرتضى منصور أنه سيرجع مكتبه في نادي الزمالك يوم الخميس الساعة ٦ ، وقد تم أيضًا تنفيذ حكم الإعدام في شاب إسكندراني أظنه كان مهندسًا ، إعلانات إعلانات كثيرة عن كتب وكتاب في معرض الكتاب من أصدقائي الكتاب وهم وأنا نعلم أنه لم يعد أحدًا يقرأ في هذا الزمان ، أعلنت شركة Microsoft  عن نسخة Windows 11 والتي لا تختلف كثيرًا عن نسخة 10 أكثر من كونها تدعم ال Games بشكل يحفز على القيء ، إنني أستوعب كل الأشياء من حولي ، فلماذا لا تستوعبني تلك الأشياء ، هل لأني أفهمها جيدًا فأعريها فتقول تلك الأشياء عني متحرش ؟ ، لا أعرف ، الرئيس الأمريكي يحث مواطنيه على أن لا يعودوا إلى الماضي وأن يأخذوا اللقاح ضد كوفيد ١٩ ، إقتربت جدًا إمتحانات الثانوية العامة وعندي بنت سوف تمتحن بعد أيام ، تذكرت في تلك اللحظة صديقي الكاتب جمال الجمل و انتابني حزن عميق ، وأخشى أن يلقى مصير المفكر أمين المهدي والذي كان صديقي أيضًا أو الصحفي محمد منير والذي كان هو الآخر صديقي ، كنت ألعب طاولة أثناء مباراة الأهلي وسموحة وعرفت النتيجة من صيحات الجوعى والمرضى أمام التلفاز ، وضياء رشوان عارف الناصريين بالواحد ومع ذلك ركب الموجة كعادته إبن الجنية وبيقول عليهم إخوان ، ليس عندي أدنى شك أن هذا القرد الذي يقفز أمام عيني طوال الوقت ، سيكون آخر القرود أصحاب الفيونكات الحمراء ، أنا مفلس لأني دفعت فاتورة الكهرباء والماء وأجريت بعض الصيانة لدراجتي البخارية ودفعت دروس ابنتي وأعطيت لزوجتي ماتبقى لتدبر نفسها طوال الشهر الغريب أننا لم نتجاوز اليوم الخامس من الشهر الجديد ، إنني أفكر في الهجرة عن هذا البلد الذي لا يحترمني ولا يحترم عقلي ، الغريب أن كل أبواب الخروج مغلقة وكذلك أبواب الدخول وأشعر أني محشور في مكاني ، لذا سأذهب للصيد غدًا قبل أن يجف الماء فقد سمعت أن الملئ الثاني قد بدأ منذ أيام ولم تظهر أي خطوط حمراء ، لذا أضحك وأقول لنفسي " حمراااء "  طبعًا " الفيونكة " .

التعليقات (0)