مجدي الحداد يكتب : ما بين قصف الأقلام وشحذها أو بريها

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 5 يوليو 2021, 2:38:47 م
  • eye 660
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كل مجتمعات العالم والأمم الحية ، ومن ثم أنظمتها المحترمة القمينة والأمينة على مقدراتها ومستقبل شعوبها ، و التي تترجم ،  من ثم ، آمالها وطموحاتها إلى واقع ملموس ، منسجم مع طموحات وآمال تلك الأمم ، وذلك من الولايات المتحدة حتى أثيوبيا نفسها . وحيث تتنافس هنا الأحزاب ، والمجتمع المدني ، ومن أقصى اليمين إلى اقصى اليسار ، لتقديم أفضل الرؤى والبرامج وبأقل التكاليف  لجني أكبر عائد أو ناتج من أجل تحقيق تلك الآمال والطموحات ، وربما أحيانا أكثر مما وعد به هذا المرشح أو ذاك من خلاله برنامجه الإنتخابي ــ أيه أخر أخبار رؤية 2020 ــ 2030 بالمناسبة ..؟! ؛ ذكرت إحدى الصحف الأمنية إن بسلامته يعد أنه في 2030 ، يعنى مش دالوقتي ، بس المهم تفهم التوقيت ، أنه لن تنقص نقطة مياه واحدة من حصة مصر ؛ ــ والله قد لا يكون عيب أن اذكر كلمة عيب تقال في مثل تلك المواقف ، وتحتوى على حرف " الحاء " ..! ، طب يا معلم بس أسحب توقيعك من إتفاقية المبادىء بدلا من الانتظار حتى 2030 ، وحيث لا أنت تضمن عمرك ولا نحن أيضا . ويا معلم أنت ، وليس أحد غيرك ، من ورط مصر وال100 مليون مواطن ، وكل الأجيال القادمة ، في تلك الإتفاقية المشؤمة ، وأنت اللى طلبت من أبي أحمد بأن يحلف بالله أن لا يضر بالمياه في مصر ، ويبدو أنه حنث بقسمه ؛ فماذا انت فاعل غير تحلية مياه البحر والمعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحي ..؟! 

ويا معلم لا تعملنا قواعد بحرية أو جوية أو برية ، ولا تذكرنا بأشعار حافظ إبراهيم ؛ أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي ، ولا تهدد بضرب السد ، من خلال إشتغالات لجانك الإلكترونية ، وكإني بك تحض على اتخاذ إجراءات خشنة بعد فنكوش الخط الأحمر ، ووالله والله لن أضر بالمياه في مصر ، ولكن فقط ، وحتى كما هو كما متبع ومتعارف عليه دوليا ، قم بما يجب عليك القيام به من : 

1 - استنفاد كافة الطرق السلمية ، مع إقامة الحجة والبينة على الطرف المعادي .

2 -  إذا فشلت الخطوة السابقة ، وكافة الطرق الناعمة الأخرى لحل أو إيجاد مخرج لتلك الأزمة ، فيمكن ، وباختصار ، التدرج في اتخاذ الأساليب الأكثر خشونة والتي هي : 

[ أ] سحب توقيعك من إتفاقية المبادىء ــ وهذا مطلب جوهري وأساسي في كل الأحوال ، وقبل حتى 2030 بطبيعة الحال ..! 

[ب] والخطوة السابقة هي في حقيقة الأمر ، تعطي الشرعية أو الغطاء القانوني ، والدولي لاتخاذ تدابير أكثر خشونة ، والتى منها الحل العسكري .

إذن من يتكلم عن الحل العسكري مباشرة ، من دون المرور بكل تلك الخطوات السابقة ، وعلى نحو ما سلف ،  فإنه إما يخدر الجمهور و يخدعه ويدلس عليه ، حتى الإنتهاء من الملىء الثاني ــ وربما الثالث والرابع أيضا ، وفيما بعد ــ لخزان السد . وفي هذه الحالة ، لا يمكن وصف ووسم من يفعل ذلك ، كائنا من كان ، إلا بالتواطىء والخيانة والعمالة ، والتآمر على مقدرات هذه الأمة ومستقبلها ، وكذا مصادرة الحقوق المستحقة للأجيال القادمة ــ إن كان هناك أجيال قادمة في ظل إستمرار تعلية السد وملىء خزانه ــ  

أو إنه جاهل ومفرط ، و" غشيم " بأمور تتعلق بحياة الأمم والشعوب أو موتها وإندثارها ، حتى ولو ادعى بغير ذلك ، أو إنه ظل يدرس الدولة لمدة 50 سنة . وفي كل الأحوال ؛ فهو غير لائق عندئذ وغير جدير وغير مؤهل حتى لقيادة قرية ناهيك عن دولة ..!

وعلى ذكر حياة الأمم والشعوب ، فالأمم لا ترتقي ولا تحيا بالخبز وحده ــ وذلك في حال توفره لكل محتاج ، ومن غير رفع الدعم عنه ــ ولكنها تحيا أيضا بالحرية ، والتي تشمل هنا حرية الكلمة الملتزمة المسؤولة ، وحرية الرأي وحرية الفكر وتعدده وتنوعه ، وذلك جنبا إلى جنب ، وبطبيعة الحال ، مع التعددية الحزبية والسياسية والديموقراطية ، ومن ثم التداول السلمي للسلطة .

وحرية الكلمة ، وحرية الرأي ــ ومهما كان مؤلما ــ هو حقيقة بمثابة " البارومتر " الذي يقيس مدى إرتفاع تلك الحرية أو تدنيها وسحقها تبعا لتقدم هذه الدولة أو تلك في شتى المجالات ، أو تخلفها عن الركب الحضاري بعدة قرون ، ومهما بنت وشيدت من طرق وكباري وعاصمة إدارية تهدم مقابلها كيان دولة قائم بالفعل ــ كأن تخلي قسرا هذه المرة سكان من حي ألماظه لكي "توسع" ــ يعني هناك طريق موجود لكن المطلوب فقط توسعته ــ وهو طريق أخر ــ ما يعني وجود طرق أخرى ــ تخلي سكان مقيمون إذن إقامة شرعية بالحي لكي توسع طريق مؤدي إلى العاصمة الإدارية ؛ ضيف عندك بقى في دفتر " الترانسفير "بجانب جريدة الوراق ، ونزلة السمان ، وعزبة نادي الصيد بالأسكندرية ، وقرية أخري بضواحي بورسعيد ، وغيرهم ..!

إذن عندما تملك الدولة كل أدوات ووسائل الإعلام المختلفة من قنوات ــ سواء كانت أرضية أو فضائية ــ وصحف ومجلات ودوريات ،  بصحفييها ومذيعييها ، حتى كادوا أن يتكلمون جميعا تقريبا بصوت واحد ، وعلى موجة واحدة ، من العيب والمخجل ــ داخليا وخارجيا ــ أن تضيق ذرعا ، وفي ذات الوقت ، بأي رأي مخالف أخر ، ولا تسمح به ، ومهما كانت صحته ونجاعته وأهميته وجدواه . وفوق ذلك تحجب مواقع متواضعة جدا ــ بالقياس طبعا لما تملكه هي ككيان بحجم نظام متماه في دولة ــ كذلك الموقع الحر الذي يكتب فيه ويطل على العالم الخارجي من خلاله العبد لله ..! 180news.net

وإن كانت ليست التجربة ، أو المحطة الوحيدة ، التي واجهتني ، أو بالأحرى صدمتني ، في تلك الرحلة ، و في هذا الشأن .  فسبق أن قال لي محرر ، أو مسؤول صفحة آراء حرة بالوفد ــ وليس الأخ سليمان جوده ، الذي أشرف على تلك الصفحة فترة من الوقت ، حتى بعد أن صار رئيسا لتحرير الوفد ، ومع ذلك فتركها هو الأخر ، وذهب للمصري اليوم ، و على الرغم من إختلافي حول ما يطرحه أو يتبناه أحيانا ، فإنه كان بحق أفضل وأنزه من عرفتهم وتعاملت معهم في مهنة المتاعب ، وأكثرهم إحترافية واحتراما لنفسه وقلمه ..! ــ أن الوفد أوقف التعاون معك . وذلك على الرغم من إنني لم أتقاض منهم يوما مليما واحدا عما كتبته لهم بخلاف كتاب أخرين ــ وخاصة من حزب التجمع ..!

إذن فحجمك الحقيقي بيبان على شكله وصورته الحقيقة ــ ومهما حاولت تجميله ، أو بالأحرى تزييفه ، من خلال وضع المساحيق على البقع السوداء ــ وما أكثرها وأبشعها ــ على الوجه أو الواجهة ..! ــ من خلال تعاملك مع الكلمة الحرة ؛ عظمة أو حقارة ؛ ضخامة أو تقزيما ؛ سلبا أو إيجابا ..! ، وكذا من خلال تشجيعك وكذا انحياذك ، أو عدم إنحيازك للرأي الحر ، أو الحس على شحذ الأقلام وبريها أو العمل حسيسا على قصفها وقمعها والتضييق ، أو حتى الخلاص من اصحابها ؛ ماديا أو معنويا ، أو كلاهما معا ..!

التعليقات (0)