علي محمد علي يكتب .. محمد شريف وشيكابالا وعلي

profile
علي محمد علي شاعر وكاتب مصري
  • clock 19 أبريل 2021, 4:48:50 م
  • eye 861
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كنت سائرًا بالصدفة أمام مقهى ظننته مغلق ، فالحكومة عندنا تفرض الطوارئ وتمنع التجمعات ، وفجأة سمعت بالداخل صوت معركة حربية ، عائلتان كبيرتان يقتتلان ، أو قبيلتان أشتد واحتدم بينهما القتال ، فقلت أدخل ربما يأتي الخير على يدي ويتصالح الشتيتان ، توكلت على الله ودخلت واستحضرت في ذهني كل آيات وأحاديث الصلح الصحيحة وغير الصحيحة . 

فإذا بي أمام شاشة كبيرة وماتش الكبيران ( الأهلي × الزمالك ) ، أما الأصوات التي سمعتها فكانت للجمهور الأحمر عندما أحرز واحد اسمه محمد شريف هدفًا من تسديدة من داخل منطقة الـ ١٨ ده إللي أنا الذاكرة الكروية بتاعتي بدأت تسعفني بيه .

 ثم جاء فارس أسمر على حصان أبيض فيه خطين حمر برده اسمه شيكابالا، وأحرز هدف جميل جدًا مراوغة وكورة رايقة وحلوة ما يعملهاش غير حريف ، فأنا أنفعلت بصراحة مع المنفعلين وطبعًا الانفعال ده محبوس بداخلي منذ مايزيد عن ٩ سنوات ، بالتحديد من ١ فبراير ٢٠١٢ ، حادثة بور سعيد و ٧٣ شمعة إللي اتحرقوا غدر وخيانة .

 المهم ظن الجمهور الموجود أني زملكاوي وعرفوا " لون ميتي " .

 شوية ونفس اللاعب إللي اسمه محمد شريف يظهر مفيش غيره في الفريق الأحمر شاط كورة صاروخ لا تصد ولا ترد من خارج الـ ١٨ ، والله لو جنش ده اتشقلب ما هايقدر عليها ، عجبتني الكورة وبالتالي خرج مرة أخرى الإحساس المكبوت بداخلي ، وفضلت أصرخ وأصرخ بشكل هيستري كما يفعلون هم تمامًا ، فتقريبًا دي فائدة التشجيع الوحيدة ، إنه بيطلع الطاقة السلبية جواك وكأنك ذهبت إلى زار أو صرخت دون أن تكتم صوتك بمخدة .

هنا أوقف صاحب القهوة الصوت ، وقال لي بصوت فيه تهديد " هو أنت بتشجع مين يا أوستاذ " فألهمني الله الواحد الأحد برد لم يكن في بالي ولا أدري كيف خرجت الكلمة في ذلك التوقيت قلت " طلائع الجيش " ، فجأة وقف الجمهور كله وأدى التحية العسكرية ، ثم قال صاحب القهوة بصوت جهوري " تحيا مصر " ٣ مرات ، ثم غمز لصبي القهوة ، فوجدته يحملني على كتفه وطردني خارج القهوة بحركة ظريفة ، أنا مش زعلان على الماتش ولا تهمني النتيجة ولا انفعالاتي باللعبة الحلوة ، وطبعًا مقدر الخدمة الجليلة إللي خدمهالي صاحب القهوة وسرعة بديهته في وئد الفتنة ونزع الفتيل بين جمهور الفريقين واتخاذه القرار السليم لحمايتي وطردي خارج القهوة ، أنا إللي مزعلني علبة الكانز بتاعتي إللي دفعت تمنها وماشربتش منها غير بقين وأنا بحب جولدي أناناس جدًا ، عمومًا طول ما فيه جمهور متعصب ؛ طول ما هانفضل متأخرين وهذا يقين بالنسبة لي .


التعليقات (0)