عماد توفيق عفانة يكتب: رسالة مفتوحة الى مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني: مهمة الأونروا الانسانية ... ومحاولات تدجين الجيل

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 19 سبتمبر 2023, 12:01:00 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يقدر مجتمع اللاجئين عاليا ما تقوم به الأونروا من جهود مقدرة ومشكورة في إغاثة وتشغيل الشعب الفلسطيني منذ انشأتها الأمم المتحدة في العام 1949.

يؤمن الشعب الفلسطيني أن على الأمم المتحدة ومؤسستها الأممية الأونروا، مواصلة دفع ثمن احتلال فلسطين، منذ النكبة سنة 1948 حتى تأمين عودة اللاجئين الى ديارهم وبيوتهم التي هجروا منها تطبيقاً للقرار الأممي رقم 194.

يدرك الشعب الفلسطيني أن الأونروا كمنظمة أممية تواجه مخاطر متزايدة لجهة اضعافها وتفكيكها تمهيدا لاندثارها، تنفيذ للمخططات التي تستهدف شطب قضية اللاجئين التي تمثل عامود خيمة القضية الفلسطينية.

رغم ذلك تفاجأ شعبنا بانشغال الأونروا بتنفيذ برامج وأجندات مخالفة لقيم واخلاقيات شعبنا، تارة بمحاولات تدريس المحرقة اليهودية 2011، وتارة بتوزيع مدونة سلوم تروج للمثلية والشذوذ 2023، عوضا عن الانشغال بالوظيفة التي أنشأت الأونروا لأجلها، وهي إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، في وفت بات يقبع فيه أكثر من 80% من اللاجئين الفلسطينيين تحت خط الفقر.

تعلمون كما يعلم شعبنا جيداً أن الأونروا كمنظمة أممية، عليها الالتزام بنظم وقوانين وقيم ومناهج الدول المضيفة، في الوقت الذي ندرك فيه أيضاً أن القوى التي صنعت الأزمة المالية المزمنة التي تمر بها الأونروا، تحاول توظيف هذه الأزمة المالية المفتعلة لجهة تمرير مخططات ومناهج وسلوكيات مخالفة للثوابت الوطنية والقيم والسلوكيات الأخلاقية.  

لكن من المهم أن تضعوا نصب أعينكم جيداً، أن شعبناً الذي لم يتنازل عن حقه في أرضه وفي وطنه على مدار أكثر من 75 عاماً من القتل والتشريد والمجازر والتجويع، لا يمكن أن يسمح لنفسه أن يقايض قيمه وأخلاقياته بمال الدنيا، فضلا عن الفتات التي تلقيه الأونروا للاجئين، فالحرة لا تأكل بثدييها.

لا يخفى عليكم أن القضية الفلسطينية قضية سياسية وليست قضية انسانية، وأن المساعدات التي تقدمها الأونروا للاجئين مهما بلغت، لن تحل مشكلتهم ولن تعيدهم الى ديارهم ووطنهم، ولن تنهي قضيتهم حتى ولو أصبح اللاجئون الفلسطينيون أثرى أثرياء الأرض، فيقع على عاتقكم الالتزام بمهمتكم الإنسانية، ولا تعاودوا محاولة مقايضة الإغاثة والمساعدات بالقيم والأخلاق.

لا شك أنكم تدركون أن العدو الصهيوني يشن على شعبنا وعلى مدار 75 عاما، حرباً شاملة بمختلف مستوياتها وأنواعها، فكما يستهدفنا العدو عسكرياً اقتصادياً أمنياً وتجارياً، فانه يستهدفنا أيضا ثقافياً كما يستهدف وعينا ومستقبل أجيالنا، فلا تكونوا سهما إضافيا في كنانة العدو.

للدول المانحة قيم وأخلاق وسلوكيات، تختلف عن قيمنا وأخلاقياتنا، ولا يحق لهذه الدول المانحة بتحريض من العدو الصهيوني فرض قيمها وأخلاقياتها على مجتمعنا الفلسطيني المحافظ.

يتوقع ملايين اللاجئين المنتشرين في مناطق عملياتكم الخمس، كما ملايين اللاجئين غير المدرجين في سجلاتكم الرسمية، أن تعلوا صوتكم لجهة المطالبة بتطبيق قرار حق عودة للاجئين الفلسطينيين وتعويضهم رقم 194، خاصة وأنتم تتحضرون لحضور مؤتمر المانحين على هامش اجتماع الجمعية العمومية الخميس القادم ٢١ سبتمبر، بحضور الأمين العام أنطونيو غوتيريش حيث سيكون له كلمة بخصوص مستقبل الاونروا.

وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)