عماد عفانة يكتب: خواطر لاجئ 3… أنا أقاوم إذاً أنا موجود

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 5 أبريل 2022, 11:37:51 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

علمتنا تجارب التاريخ أن القوى الباغية لا تذعن بالحق ما لم تواجه مقاومة تجبرها على ذلك.
وكيان العدو ليس بمعزل عن هذه القاعدة، فما دام الشعب الفلسطيني يتمترس خلف حقه بالخنادق، ممسكا بأياديه المضرجة بنادق العودة، وأصابعه ضاغطة بإصرار على زناد الحرية، بعد أن حول عمود خيمة اللجوء إلى مقذوفات صاروخية تزرع الخوف والرعب في مدن الكيان المحتلة. 
73عاما مرت على نكبة اللجوء في 1948، وما كان العالم سيلتفت لقضيتنا لولا مقاومة شعبنا المستمرة كموج البحر، ما أن تهدأ ثورة أو انتفاضة أو هبة حتى تتلوها موجة أخرى، وهكذا إلى ما لا نهاية حتى الوصول إلى شواطئ العودة والتحرير بأنفة وعزة.
بدون العمليات الفدائية التي ينفذها من أخذوا على عواتقهم ان يكونوا طلائع التحرير، من كان سينظر إلينا من هذا العالم الذي لا يفهم إلا لغة القوة.
73 عاما من المدافعة مع هذا الكيان الغاصب، تثبت كل يوم أن المقاومة والمقاومة فقط، هي الطريق الوحيد المتاحة أمام شعبنا من أجل تذكير العدو ومن خلفه ومن يدعمه من دول العالم وأنظمة التطبيع والعار العرب.


انا اقاوم إذا أنا موجود، هي خلاصة تجربة قائد الثورة الفلسطينية المعاصرة أبو عمار، الذي عول يوما على مسار المفاوضات دون قوة أو بندقية لاستعادة الأرض والحق، إلا أنه اكتشف وبعد فوات الأوان أنه كان يسعى خلف السراب.


أكثر من سبعة ملايين لاجئ في المنافي والشتات، استمرار صمتهم كفيل بتضييع قضيتهم وحقهم بالعودة في زحمة الأحداث والحروب والصراعات التي يضج بها العالم، لكن حراكهم وتحركهم المنظم فقط هو الكفيل ببقاء قضيتهم على رأس جدول اعمال العدو والعالم، فسمع العالم ثقيل لا يصغي للصامتين، لكن آذانه مشنفة لأزيز الرصاص.
الفلسطينيون في الأرض المحتلة يمثلون اقل من نصف تعداد الشعب الفلسطيني، لكن صوتهم أعلى، وفعالهم أبلغ، وأثرهم وتأثيرهم اقوى، والعالم أكثر اهتمام وانصاتا لهم، ببساطة لأن العالم لا ينصت إلا لأزيز الرصاص في رماتغان، وهدير الصواريخ في غزة، وصوت طعن السكاكين اللامعة في القدس والنقب. 
ما يفرض على شعبنا اللاجئ في المنافي والشتات استخلاص العبر، وحذو مسير شعبنا في الأرض المحتلة، بما يتناسب والبيئة التي يتواجدون فيها، لأن المقاومة فقط هي ما سيجبر العالم على تذكر مأساتهم المستمرة على مدار عشرات السنوات المؤلمة، لناحية فرض الحل على العالم، وتطبيق المقررات الأممية التي تكفل عودتهم إلى بيوتهم وديارهم التي هجروا منها قبل 73 عاما.
كان شعبنا في المنافي والشتات ملئ سمع العالم وبصره، عندما كان يحمل بنادق الثورة، لكن هذا الأمر تبدل وتلاشى يوم قرر قائد الثورة أبو عمار القاء السلاح واستبدالها بغصن الزيتون، وسيصبح شعبنا في المنافي والشتات الهنود الحمر في الشرق الاوسط، وستلف قضيتهم العادلة ستائر النسيان ما لم يتداركوا امرهم ويعودوا للقبض على زناد البنادق، عملا بالقاعدة التي تقول "أنا أقاوم إذاً أنا موجود".


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)