فراس الحمداني يكتب: الزلزال..

profile
فراس الحمداني كاتب واعلامي عراقي
  • clock 8 فبراير 2023, 6:31:49 ص
  • eye 485
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بادئ ذي بدء الرحمة والغفران لكل ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا فجر يوم الاثنين مخلفا" الدمار الذي قد لا تخلفه حتى اعتى الحروب مما اصاب العالم بالذهول المكلل بالحزن بعد ان تناقلت وسائل الاعلام مشاهد ادمت قلوب كل من شاهدوها وما خفي كان اعظم فانا على يقين تام بأن المأساة اكبر والمعاناة اعظم  ..  ولذا فأن مقالي هذا له بعض الاسقاطات التي لابد منها حول الفاجعة..

* بلغة الارقام..
بلغت قوة الزلزال في تركيا 7.8 درجات وفق المقياس العالمي للمقياس اللوغاريتمي ( ريختر ) واعقبته 312 هزة ارتدادية. بينما تخطى عدد الضحايا الذين سقطوا جراء الزلزال في تركيا وسوريا اجماليا" 5000  قتيل و 24000  جريح والحصيلة في تزايد حتى هذه اللحظة  .. ففي تركيا وحدها فان عدد ضحايا الزلزال المدمر زاد على 3549 شخص والجرحى اكثر من 22168 شخص .  اما في سوريا فقد ارتفعت الحصيلة لاكثر من 1712 قتيلا و3750 مصاب في حصيلة غير نهائية وبحسب مقياس ريختر فأن الزلزال الأخير يصنف من اقوى انواع الزلازل بالعالم.

*مواقف.. 
بينها العراق حكومة وشعبا" اعلنت دول عربية وغير عربية فتح جسور جورة لايصال المساعدات الى تركيا وسوريا عقب النكبة الزلزالية واعلنت الأمم المتحدة تخصيص منحة عاجلة بقيمة 25 مليون دولار لتعزيز الاستجابة الإنسانية الطارئة.
منظمات انسانية عراقية بدأت هي الاخرى بأطلاق جملات لجمع التبرعات والمساعدات للشعبين السوري والتركي وهمت بعض العواىل العراقية بالتبرع حتى بالملابس التي قد تقي المشردين من البرد بعد فقدانهم المأوى جراء الزلزال ..  لكن المؤسف حقا" هو ما تناقلته وساىل تواصل اجتماعي من منشورات لم تميز بين الحكومات والشعوب وقارنت بمواقف حكومية وحسبتها على شعوب منكوبة بطريقة بعيدة جدا" عن الانسانية.

* اتيلا الاغا.. 
زميلي المراسل الصحفي الشجاع الذي شد رحاله عشية الزلزال وسافر من كركوك الى تركيا رغم مرضه ورغم كل المخاطر هناك ليطل علينا عبر شاشة الشرقية وينقل لنا الحدث كما حدث مكللا" بمستجداته المحاطة بمهنية ناقلها.

*صور
بعد الزلزال كلكم شاهدتم الكثير الصور التي هزتكم من الداخل والاي جسدت المقولة التي مفادها ( الصورة تعادل الف كلمة ).. لكن صورة ذلك الاب الذي بقي ممسكا" بيد ابنته القابعة تحت الانقاض حتى بعد وفاتها وصورة الكلب الذي بقي بجوار صاحبه المتوفى الذي لا تظهر من تحت الانقاض سوى يده وصورة الاب وابنه وهما ميتين سويا" تحت قطعة كونكريترة لم تستطع تفريقهما وغيرها من الصور كلها اكاد اجزم انها لن تفارق بال من يعرف معنى الانسانية ابدا" واكاد اجزم انها تعادل مليون كلمة حزن وليس ألف.

*الفقير الكريم.. 
لم استطع معرفة اسمه لكني وجدته يخلع قمصلته بهذا البرد ويبقى فقط بالقميص الذي تحتها ويعطيها للناشطين الذين انطلقوا بحملة جمع التبرعات عقب الزلزال وحينما سألوه قال : 
هناك من هم اكثر حاجة مني لها.

وأخيرا" وليس آخرا" نقول اللهم انا لا نسألك رد القضاء لكننا نسألك اللطف بعبادك.

التعليقات (0)