قبرص تختار رئيسا.. الدبلوماسي وعاقد الصفقات في سباق نحو المنصب الرفيع

profile
  • clock 5 فبراير 2023, 4:50:15 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في استحقاق يشهد تنافسا محموما بين ثلاثة مرشحين بارزين، يدلي القبارصة اليوم الأحد بأصواتهم، في الانتخابات الرئاسية، وسط ترجيحات بتأجيل الحسم لجولة الإعادة.

فمع انصراف اهتمام الناخبين عن الانقسام المزمن للجزيرة وتركيزهم على مكافحة الفساد والملف الاقتصادي، بعد ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، تكتسي الانتخابات الرئاسية الحالية في قبرص، أهمية خاصة؛ إذ يتعين على الفائز بالمنصب الرفيع، التصدي لتحديي الأجور المنخفضة وارتفاع الإيجارات اللذين يواجههما جيل الشباب.
 

ويخوض السباق 14 مرشحا وهو عدد قياسي، بينهم امرأتان، فيما يُعلن الفائز بالمنصب خلفًا للرئيس المنتهية ولايته نيكوس أناستاسيادس الذي تولى المنصب لولايتين، شريطة تخطيه عتبة 50% من الأصوات.

وترجّح استطلاعات الرأي خوض جولة حاسمة في 12 فبراير/شباط الجاري، مع استبعاد نيل أي من المرشّحين الغالبية المطلقة في الجولة الأولى.

 

المرشح الأوفر حظًا

ويُعتبر وزير الخارجية السابق نيكوس خريستودوليدس (49 عاما) المرشّح الأوفر حظا؛ كونه يحظى بتأييد الأحزاب الوسطية، بالإضافة إلى أنه يتصدّر الاستطلاعات، لكن الفارق بينه وبين بقية منافسيه لا يخوّله حسم الاستحقاق من الجولة الأولى.

ويرجّح أن يواجه في الجولة الحاسمة إما التكنوقراطي أندرياس مافرويانيس البالغ 66 عاما المدعوم من حزب "أكيل" الشيوعي، وإما أفيروف نيوفيتو البالغ 61 عاما، زعيم حزب "ديسي" المحافظ الحاكم.

وأظهر آخر استطلاع للرأي أجرته هيئة البث القبرصية (CyBC) في 27 يناير/كانون الثاني، تصدّر خريستودوليدس السباق مع 26,5% من نوايا التصويت، يليه نيوفيتو مع 22,5% ومافرويانيس مع 21%.

ويعتبر محلّلون كثر أن خريستودوليدس الذي تولى حقيبة الخارجية ومن ثم شغل منصب المتحدّث باسم الحكومة في عهدي أناستاسيادس هو الأوفر حظا.

ويقول أندرياس تيوفانوس المحلل في "مركز قبرص للشؤون الأوروبية والدولية" إن "كل الاستطلاعات تشير إلى أن خريستودوليدس سيتأهل للجولة الحاسمة. سأكون متفاجئا جدا إن لم يبلغها"، مضيفًا: "في حال تأهل للجولة الثانية (الحاسمة) من المتوقع أن يفوز. تغيير هذا الأمر يتطلّب حدثا جذريا".

ويبدو اهتمام الناخبين منصبا على فضيحة تلقي جوازات السفر مقابل استثمارات وعلى تحديات الهجرة غير النظامية وتداعياتها على الموارد العامة، أكثر منه على انقسام تعانيه الجزيرة منذ عقود.

وتتّبع الأحزاب الوسطية الداعمة لخريستودوليدس نهجا متشددا إزاء محادثات إعادة توحيد الجزيرة، في مقابل مواقف أقل تشددا لخصومه على هذا الصعيد.

ويُنظر إلى نيوفيتو على أنه براغماتي و"عاقد صفقات"، فيما يدفع حزب آكيل الداعم لمافرويانيس باتّجاه مصالحة مع القبارصة الأتراك.

ويقول محلّلون إن الوعود التي أُطلقت في الحملة الانتخابية بالقضاء على الفساد وتحسين اقتصاد البلاد تحتل مكانة أساسية للناخبين.

 

قضايا هامة

ويقول أستاذ السياسات الدولية والحوكمة في جامعة نيقوسيا يورغوس كينتاس إن "الفساد في صلب النقاشات والاقتصاد والحياة العامة. مشكلة قبرص باتت قضية ثانوية".

ويبدو أن وصمة الفساد لم تصب خريستودوليدس على الرغم من أنه كان عضوا في الحكومة، بحسب تيوفانوس الذي يقول: "يعلم الناس أن الفساد موجود، ويبدو أن التفسير الذي أعطاه خريستودوليدس على هذا الصعيد أقنعهم بأنه لم يكن مسؤولا بشكل مباشر وهم يصدّقون ذلك".

ويعتقد كينتاس أن خريستودوليدس يحظى بدعم قوي لأنه يُنظر إليه على أنه مستقل، مضيفًا: "هذه الانتخابات تتمحور حول الشخصية وأشخاص أمثال خريستودوليدس".

ويشير إلى أن منافسَيه الرئيسيَّين تدعمهما أحزاب سياسية بالكامل. لم يسع خريستودوليدس للحصول على دعم، الداعمون هم من سعوا إليه".

ورغم تباطؤ التضخم في يناير/كانون الثاني الماضي إلى 7,1% من 7,9% في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لا تزال الأسعار المرتفعة للطاقة والمواد الغذائية تثير القلق.

ويقول تيوفانوس" "بغض النظر عمّن سيفوز، سيتعين عليه التصدي لتحديي الأجور المنخفضة وارتفاع الإيجارات اللذين يواجههما جيل الشباب".

التعليقات (0)