قتلت مئات الآلاف.. 5 من أكثر الأسلحة فتكًا في الحرب الأهلية الأمريكية

profile
  • clock 6 يوليو 2022, 4:45:44 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

نشرت مجلة «ناشيونال إنترست» تقريرًا أعدَّه كايل ميزوكامي يستعرض فيه خمس أسلحة تسبَّبت في مقتل مئات الآلاف من الأمريكيين في الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1861 حتى عام 1865.

يستهل الكاتب المتخصص في شؤون الدفاع والأمن القومي تقريره بالنقطة الأساسية فيقول: إن عدد الضحايا في الحرب الأهلية الأمريكية هي المسألة الأبرز بالنظر إلى حقيقة أن الأسلحة الأكثر فتكًا التي جلبتها الثورة الصناعية، المدفع الرشاش والطائرة والدبابة، لم تكن قد اختُرِعت بعد.

الحرب الأكثر دموية

وأوضح الكاتب أن الحرب الأهلية كانت إلى حد بعيد بمثابة الحرب الأكثر فتكًا في التاريخ الأمريكي، وآية ذلك أن الصراع الدموي الذي دام أربع سنوات بين الولايات الشمالية والجنوبية في أمريكا أودى في نهاية المطاف بحياة 2% من سكان أمريكا قبل الحرب؛ 620 ألف قتيل و1.1 مليون جريح.

ويُعد هذا العدد الكبير من الضحايا الأمر الأكثر لفتًا للانتباه، وذلك في ضوء أن الأسلحة الأكثر فتكًا التي جلبتها الثورة الصناعية، المدفع الرشاش والطائرة والدبابة، لم تكن قد اختُرِعت بعد. وقد كان للحرب الأهلية نصيبها من الأسلحة الفتاكة، من المسدسات إلى المدفعية الميدانية، وإليك نظرة على أهم خمسة من هذه الأسلحة.

1- بندقية سبرينجفيلد 1861

أشار الكاتب إلى أن سلاح المشاة القياسي لحرب المشاة، سبرينجفيلد 1861، كان على الأرجح مسؤولًا إلى حد كبير عن نصيب الأسد من الوفيات في الحرب. وقد صُنع ما يقرب من مليون بندقية سبرينجفيلدز لتسليح جنود المشاة من كلا الجانبين.

وكانت بندقية سبرينجفيلد عبارة عن بندقية من عيار 0.58 مع ماسورة تبلغ 40 بوصة. ويجري تحمليها من خلال الفوهة وإطلاقها يكون بسحب الزناد؛ مما يؤدي إلى اصطدامه بفتيل التّفْجير؛ ومن ثم تفجير شحنة البارود الأسود. وبسبب عدم الدقة النسبية للسلاح، ونقص التدريب على الرماية للجنود فرادى، كان يُستخدَم هذا السلاح عادةً في تكتيكات إطلاق النار المكثف، والتي تعتمد على إطلاق النار على يد أعداد كبيرة من الجنود في وقت واحد لإمطار منطقة مستهدفة بوابل من النيران.

2- بندقية هنري

لفت الكاتب إلى أن بندقية هنري، وهي سلاح الهجوم في ذلك الوقت، كانت أسرع سلاح إطلاق نار يمكن أن يحمله جندي مشاة. وعلى عكس بندقية سبرينجفيلد 1861، التي كانت تقتصر على 2-4 طلقات في الدقيقة، كان بإمكان بندقية هنري إفراغ مخزن ذخيرتها المكونة من 16 طلقة في أقل من دقيقة. وكانت النتيجة أن رجلًا واحدًا كان يتمتع بقوة نارية لفرقة كاملة من الجنود المُسلّّحين ببنادق مَسْكِيت.

وتكمن الطبيعة المميتة لبندقية هنري في تصميمها الجديد المبتكر. وعلى عكس بندقية سبرينجفيلد، التي استخدمت بارودًا أسود منفصلًا وفتيلة تفجير ورصاص، دمجت بندقية هنري المكونات الثلاث في أسطوانة معدنية من عيار 0.44، وهو ما نَعُدُّه خرطوشة الذخيرة الحديثة اليوم. وكذلك دمجت بندقية هنري نظام تحميل يعمل بالرافعة لخفض الرصاص في المغلاق، وكان لديها مخزن ذخيرة أنبوبية تعمل بالتوازي مع الماسورة التي تحتوي على 16 طلقة.

وحمل المحاربون بنادق هنري أيضًا في معركة ليتل بيجورن، حيث قضوا على فوج الفرسان السابع التابع للعقيد جورج أرمسترونج كاستر. واختير تصميم البندقية لاحقًا من جانب وينتشستر وتطورت إلى سلسلة البنادق الأيقونية ذات الرافعة، بما في ذلك الموديل 1873، المعروف باسم «البندقية التي غزَت الغرب».

3- مسدس لومات

وانتقل الكاتب إلى مسدس لومات، ذي التصميم غير العادي، والذي صمَّمه جان ألكسندر لومات من نيو أورلينز. واستخدم المسدسَ الجيشُ الكونفدرالي والبحرية، وكان من الناحية النظرية أكثر المسدسات فتكًا في الحرب الأهلية الأمريكية.

وكان لومات عبارة عن مسدس من عيار 42 من تسع أسطوانات. وتعني تسع أسطوانات أنه يمكن أن يحمل 50% من الطلقات زيادة عن المسدس العادي. وكان المسدس في الواقع مسدسين في مسدس واحد؛ لأنه كان يحتوي على ماسورة ثانية أكبر ذات طلقة واحدة، والتي يمكن أيضًا إطلاق النار من خلالها. وسمح مفتاح الاختيار الموجود على جانب البندقية للمشغل بالتبديل ذهابًا وإيابًا بين وضعي المسدس والبندقية.

وأضاف الكاتب أن لومات لم يكن سلاحًا عمليًّا، إذ كان يحتوي على آليتي إطلاق، ما جعله ثقيلًا على نحو غير عادي لمسدس، لافتًا إلى أن وزن الأسطوانة جعلها ثقيلة في الخلف؛ مما ساعد في الأرجح على دقة التصويب.

4- مدفع نابليون طراز عام 1857

نوَّه الكاتب إلى أن هذا السلاح سُمِّي على اسم نابليون الثالث ملك فرنسا، وكان المدفع الميداني الخفيف «نابليون» عبارة عن مدفع يُزوَّد بالقذائف عن طريق من الفوهة، ويطلق قذيفة وزنها 5 كيلوجرامات تقريبًا. وكان السلاح، الذي تعود جذور تصميمه إلى المدفعية الفرنسية (ومن هنا جاءت تسميته)، يُعد آمنًا وموثوقًا، وكان حجمه الفعلي الجيد بمثابة حل وسط بين القدرة على الحركة والقوة القاتلة.

وقد استُخدِم مدفع نابليون من الجانبين خلال الحرب الأهلية. وكان بإمكان المدفع أن يُطلق طلقات معدنية صلبة، وقذائف متفجرة، وقنابل عنقودية، وعبوات ناسفة. وكان طول الماسورة 168 سنتيمتر تقريبًا، ويبلغ قطر تجويفها حوالي 11 سنتيمتر، مثل المدفع الكبير في دبابة أبرامز. وكان وزن المدفع بالكامل والحامل ذي العجلتين يبلغ 1066 كيلوغرامًا.

وأشار الكاتب إلى أن مدى مدفع موديل 1857 بلغ مداه 1480 مترًا. وكان يمكن أن يُطلق ما يصل إلى أربع طلقات شبيهة بقذيفة الشظايا في الدقيقة الواحدة؛ مما يجعلها مميتة إذا ما صُوِّبت ضد حشد من المشاة يقف على مسافات قصيرة.

5- مدفع جاتلينج

ويصل الكاتب إلى محطته الأخيرة، لافتًا إلى أن اختراع مدفع جاتلينج، الذي سبق المدافع الرشاشة المتعددة الأسطوانات في العصر الحديث، ظهر في عام 1861 على يد الدكتور ريتشارد جاتلينج، وهو طبيب يعيش في ولاية إنديانا. ويُزعم أن جاتلينج ابتكر المدفع بموجب افتراض ساذج مفاده أن يصبح رجل واحد، مشغِّل مدفع جاتلينج، قاتلًا فتاكًا قد يدفع الناس لترك الحروب. وشهد المدفع استخدامًا محدودًا للغاية في الحرب الأهلية، لكنه كان مؤثرًا جدًّا في التصميمات اللاحقة لدرجة أنه يستحق مكانًا في هذه القائمة.

وكان مدفع جاتلينج من عيار 0.58، وهو عبارة عن مدفع بسِت مواسير، يعمل عن طريق تدوير ذراع يدوي يقوم بتدوير المواسير. وتطلق كل ماسورة طلقة واحدة قبل إكمال دورة واحدة، وتُغذَّى آلية المدفع بالرصاص في نظام قادوس للتغذية بفعل الجاذبية.

وكانت النتيجة أن بات هذا المدفع أكثر الأسلحة فتكًا التي اخترعت حتى الآن. وعند العمل على نحو صحيح، كان بإمكان مدفع جاتلينج أن يطلق 600 طلقة في الدقيقة، أي ما يعادل ما يطلقه 150 جندي من جنود المشاة المدربين. ولا يزال مبدأ الماسورة الدوارة الأساسي حيًّا اليوم في مدفع جاتلينج الحديث، ولا سيما طراز إم 61 فالكان الذي يبلغ قطره 20 ملم، والذي شوهد في نظام الدفاع على ظهر السفينة فالانكس سي آي دبليو إس ومينيغون إم 134 عيار 7.62 ملم.


 

 

التعليقات (0)