لعزل القدس عن محيطها الفلسطيني.. إسرائيل تشرع في بناء مستوطنة جديدة

profile
  • clock 22 مارس 2022, 3:56:37 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بدأت الجرافات الإسرائيلية أعمال الحفريات لإقامة مستوطنة "جفعات همتوس" فوق "تلة الطيار" المشرفة على قرية بيت صفافا جنوبي القدس التي تحاصرها المستوطنات من جهاتها الأربع وتقطع أوصالها.
وكانت إسرائيل احتلت قرية بيت صفافا على مرحلتين، الأولى خلال عام 1948، فيما خضع الجزء الأكبر منها للأردن قبل أن تحتله إسرائيل عام 1967.
وتحاصر المستوطنات القرية التي يعيش فيها أكثر من 17 ألف فلسطيني، وبعض تلك المستوطنات مقامة فوق أجزاء من القرية كمستوطنة غيلو المقامة في قسمها الأكبر فوق أراضي محافظة بيت لحم. 
وعلى تلة في خربة طباليا بقرية بيت صفافا تقع الأراضي التي بدأت إسرائيل بإقامة مستوطنة تضم 2500 وحدة استيطانية على مساحة مئة ألف متر مربع. وتعود تسمية "تل الطيار" إلى سقوط طيّار إسرائيلي بطائرته فوق التلة القريبة من خط الهدنة الذي أقرته معاهدة رودوس عام 1949 بين إسرائيل والأردن.
وبعد عام 1948 بنت إسرائيل جزءاً من مستوطنة "القطمون" ومستوطنة "بات" على أراضي القرية، إضافة إلى مستوطنة تل بيوت.
ومن شأن إكمال بناء مستوطنة "جفعات همتوس" ربط مستوطنات غيلو، وهار حوما، بمستوطنة تل بيوت، وهو ما يعزل جنوب الضفة الغربية عن القدس.
وخلال السنوات الماضية أقامت إسرائيل منازل متنقلة فوق أراضي تل المطار، قبل أن تبدأ منذ أسابيع بحفريات لبناء الوحدات الاستيطانية، وشق طريق  يصل إليها، بحسب ما رصدت "اندبندنت عربية".
وتحتوي تلك الأراضي الصخرية على مبانٍ مهدمة تعود للفلسطينيين الذين تركوها وغادروا القدس إثر احتلالها عام 1967.
وتُصنّف إسرائيل تلك الأراضي بأنها "أملاك للغائبين"، ولذلك استولت عليها بموجب قانون خاص أقره الكنيست الإسرائيلي عام 1950.
وتوصّل أهالي قرية بيت صفافا إلى اتفاق قبل سنوات مع إدارة بلدية القدس الإسرائيلية لإقامة 400 وحدة سكنية للفلسطينيين مقابل الموافقة على بناء وحدات للمستوطنين، لكن الإدارة الحالية للبلدية تراجعت عن ذلك، بحسب مختار القرية "محمد عليان" الذي أشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى "ترحيل الفلسطينيين من القدس لتحقيق أغلبية يهودية فيها".
وفي موقف مغاير لسياسة الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة "دونالد ترامب"، أعلن السفير الأمريكي لدى إسرائيل "توم نايدس"، أنه "يعمل بشكل حثيث على وقف سياسة التوسع الاستيطاني"، ووصف تلك السياسة بـ"الغباء".
وأضاف "نايدس"، أن "الاستيطان يعرقل التسوية السلمية ضمن حل الدولتين"، لكنه أشار إلى "استحالة وقف البناء الاستيطاني كله".
وفي أواخر عام 2020 هاجم مستوطنون على رأسهم نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينغ سفراء وممثلي الاتحاد الأوروبي خلال جولتهم في أراضي تل الطيار، للتعبير عن رفضهم نية إسرائيل إقامة مستوطنة فوقها.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي "سفن كون فون بورغسدورف" خلال جولته، إن إقامة المستوطنة "ستلحق ضرراً جسيماً باحتمالات قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافياً، وستهدد قابلية حل الدولتين بما يتماشى مع المعايير المتفق عليها دولياً بأن تكون القدس كعاصمة مستقبلية لدولتين".
وجدد موقف الاتحاد الأوربي الذي يعتبر المستوطنات "غير شرعية بموجب القانون الدولي، وأن كل النشاط الاستيطاني يجب أن يتوقف".
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت تعهد "استمرار الاستيطان في الضفة الغربية، وأن تكون وتيرته كما كانت في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو".

 

التعليقات (0)