- ℃ 11 تركيا
- 7 مايو 2024
مأمون الشناوي يكتب : الأكل وسنينه !!
مأمون الشناوي يكتب : الأكل وسنينه !!
- 29 يونيو 2021, 4:10:23 ص
- 719
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا أحب الأكل ولا أفهم فيه كثيراً ، ورب ساندوتش من الجبنة الرومي أحب إلي نفسي من الديك الرومي ، والجبنة الرومي علي وجه الخصوص لأن علاقتي بها حديثة ، فنحن تربينا علي أن الجبنة لونها أبيض ، ثم فوجئنا أخيراً بأن هناك لوناً آخر لها ينقلها إلى فصيلة جديدة لا نعرفها !!.
ولكن الناس غالبتها تتكالب علي الأكل وتجعله همها وشغلها الشاغل ، وتنهمك في إشباع ذلك الجسد الذي لايشبع ، وهو في الحقيقة مجرد علبة أو وعاء صاغه الخالق سبحانه لكيّ يحوي بين جنباته الروح والنفس والفؤاد والعقل ، فإذا ما خرجت تلك اللآلئ منه صار قطعة من الجماد يسعي الأقربون إلى التخلص منها ، ويسمونها حينئذٍ جثة!!.
وتتعدد المطابخ في العالم بتعدد الأكلات ؛ فهناك المطبخ الشرقي والأسيوي والهندي والأوربي ، ولخبط الإنسان في تنوع مايأكله ، فعرفنا الأفارقة الذين يأكلون القرود والبشر ، والفلبينيين الذين يدمنون لحم الكلاب مشوية بعد نزع شعرها ، أما المطبخ الفرنسي فيتصدر طبق الضفادع صدر ولائمه الفاخرة ، ثم جاء الصينيون لنراهم يلتهمون كل مايدب علي الأرض من حيوانات وحشرات ، وكل مايحلق في السماء من طيور وجوارح ، وكل مايسبح في البحار ماعدا السفن والمراكب !!.
وغريب أمر هذا الإنسان حقاً ، حين تغاضي إلى حد بعيد عن متطلبات الروح التي هي أساس وجوده ، ولم يسأل نفسه : كم يُنفق علي الطعام مقارنة بما يصرفه علي تنمية العقل وتهذيب النفس وترقيق المشاعر !!.
مَن منا حريص علي سماع الموسيقي ، أو زيارة لمتحف أو دار الأوبرا أو مسرح أو معرض لفنان ، قياساً علي حرصه علي الشاورما والبتلو ولحمة الراس والطواجن والصواني !!.
ياسادة ، إن الطعام يزيد شهوة النَهم ، كما أخبرنا عمنا { البوصيري } في بُرديته المُباركة ، وصدق المتصوفة حين قالوا : إن أكلهم فاقة ، وكلامهم ضرورة ، ونومهم غفلة !!.
وقال { الحُسيّن بن عليّ } في مُعترك ( كربلاء ) لواحدٍ من صَحابته عندما طلب منه طعاماً ، وألحَّ في طلبه ، قال له سِبط رسول الله وحِبه : ( لو كان كل همك مايدخل جوفك ، فإن قيمتك لاتقل عما يخرج منه ) مقولة قاسية حقاً ، ولكنها تلامس الواقع والحقيقة !!.
مَن منا حريص علي اصطحاب أولاده إلى معرض الكتاب كل عام ، قدر حرصه علي اصطحابهم إلى شرم الشيخ والساحل الشمالي والجونة ودهب !!.
نحن بحاجة - ياسادتي - إلى عقول لا عجول ، وأرواح لا ألواح ، ونفوس لا تيوس ، وأحاسيس لا جواميس ، ومشاعر لا حظائر ، وأن نفضل الغناء علي امتلاء الأمعاء ، والموسيقي الكلاسيكية علي اللحمة المشوية ، والكتاب علي الكباب ، وأن نُعلّم أبناءنا أن ابن سينا أهم من جون سينا ، وتوماس اديسون أهم من مايكل جاكسون ، وأن رقة الوجدان تسبق لحمة الخرفان !!.
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
ثلاثاء, 07 مايو 2024
بعد موافقة حماس.. ميقاتي: المطلوب ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل للقبول ثلاثاء, 07 مايو 2024
علاج فعال لتلف الأنسجة و الالتهابات.. دور الليزر في علاج أمراض العظام المستعصية الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس ملفات خاصة
اثنين, 06 مايو 2024
الجاسوسية أسرار والغاز: أسرار الصاروخ "حيتس" تحت أحذية المخابرات المصرية اثنين, 29 أبريل 2024
الجاسوسية أسرار وألغاز: إبراهيم قلب الأسد.. خديعة قاسية بمكافأة مجزية