ما دلالات زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى تركيا؟

profile
  • clock 9 مارس 2022, 10:00:51 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أثارت زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى تركيا انتقادات في الأوساط السياسية التركية، وتسببت في رد فعل شعبي غاضب على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب ما أطلقوا عليه خطوة تطبيعية مرفوضة في ظل انتهاكات إسرائيلية متزايدة بحق الشعب الفلسطيني. وقالت قناة كان العبرية إن الرئيسين بحثا مشاريع الطاقة وعودة سفراء الدولتين ومناقشة الأوضاع الإقليمة ذات الاهتمام المشترك، والارتقاء بالعلاقات، 

واتفقا على وضع آليات لحل الخلافات بين البلدين.واتسمت العلاقات بين تركيا وإسرائيل بالتوتر تحت قيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعروف بمعارضته الشديدة لسياسة إسرائيل نحو الفلسطينيين والأماكن المقدسة، لكن التقارب جاء في وقت تتنافس فيه تركيا، التي تحتاج لمزيد من الطاقة، مع اليونان وقبرص لتأمين ممر في شرق البحر المتوسط لتوصيل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا.

غضب من الزيارة 

ونظمت جمعية "مافي مرمرة" التركية وقفة احتجاجية ومؤتمراً صحفياً في إسطنبول، رفضاً لزيارة هرتسوغ في ظل الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وبينها المجزرة على سفينة مرمرة التركية في عام 2010، خلال توجهها لكسر الحصار عن غزة، كما نظم حزب السعادة التركي وقفة في ميدان "أمينونو" في مدينة إسطنبول رفضاً للزيارة. كما أصدرت حركة المقاومة الفلسطينية حماس إنها تابعت بقلقٍ بالغ زيارات مسؤولي وقادة الكيان الصهيوني لعددٍ من الدّول العربية والإسلامية، وآخرها زيارات رئيس الكيان الصهيوني "يتسحاق هرتسوغ" لعددٍ من دول المنطقة.وعبّرت الحركة في بيان صحفي عن أسفها من تلك الزيارات لأشقائنا في الدّول العربية والإسلامية، التي تعدّها عمقاً استراتيجياً لشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة، داعيةً إلى عدم إتاحة الفرصة للكيان الصهيوني لاختراق المنطقة والعبث بمصالح شعوبها.

وجددت الحركة التأكيد على موقفها المبدئي برفض أشكال التواصل كافة مع عدوّنا الذي ينتهك حرماتنا، ويدنّس ويهوّد القدس والأقصى، ويواصل حصاره وعدوانه على أهلنا في قطاع غزَّة، ويواصل اعتقال الآلاف من الأسرى، ويقتل أطفالنا، ويهدم بيوتنا، ويشرّد شعبنا، ودعت حماس إلى مزيد من التلاحم والتكاتف مع شعبنا الفلسطيني، وتعزيز صموده باعتباره القلعة الأولى في الدّفاع عن قبلة المسلمين الأولى وعن مصالح أمَّتنا، التي تتناقض حتماً مع مصالح الكيان الصهيوني الغاصب.

ردود أفعال متباينة

وفي ضوء الزيارة قال الكاتب والباحث الفلسطيني هلال نصار إنه في الوقت الذي طبّع فيه البعض مع العدو الصهيوني، كانت القضية الفلسطينية تنتظر أملا مرتقباً، فجاء استقبال تركيا لرئيس كيان الاحتلال في هذا التوقيت.وأضاف في تصريحات خاصة لموقع "180 تحقيقات" إن التطبيع مرفوض بكل أشكاله، وتمثل زيارة هرتسوغ إلى تركيا طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية وخيانة لدماء شهداؤنا وشهداء مرمرة الذين ارتقوا لنصرة فلسطين المحتلة.وأوضح نصّار بينما تشكو غزة من انقطاع الكهرباء المتواصل في ظل الحصار المستمر منذ العام 2006، تعقد تركيا اليوم صفقات اقتصادية واتفاقات تزويد الغاز للاحتلال، فما المصلحة المشتركة بين تركيا وإسرائيل في هذا الصدد؟ وهل هذا الوقت مناسبا في ظل الاعتداءات المتكررة في القدس؟ 

وفي المقابل قال المحلل السياسي التركي فراس أوغلوا إن الزيارة جاءت في هذا التوقيت بسبب الظروف الإقليمية المحيطة وهى زيارة مرتب لها مسبقا، وأشار أوغلو في تصريحات خاصة لموقع"180 تحقيقات"أن هناك عدة أساب دفعت تركيا للتقارب مع إسرائيل، أولها الحرب الروسية الأوكرانية، والظروف الاقتصادية التى سوف يمر بها العالم بسبب تلك الحرب. 

وأوضح أوغلو أن تركيا سوف تسعى لإيجاد صيغة تواصل مع إسرائيل للتعاون الاقتصادي خاصة في شرق المتوسط، فالمشكلة بالنسبة لتركيا كانت تكمن في منع خد أنبوب الطاقة عبر إسرائيل ومنها إلى أوروبا واستبداله باليونان وقبرص الرومية، لكن بعد الرفض الأمريكي الأخير لهذا المشروع أصبح هناك فرصة لتركيا لإيجاد موضع قدم في ملف الطاقة. وأضاف أوغلو أن هناك تعاون استخباراتي وأمنى قائم بين البلدين، رغم ما كان بينها من خلافات سياسية، وأردف أوغلو بقوله: إن موقف تركيا ثابت من القضية الفلسطينية ولن تتراجع في دعم الفلسطنيين أن تكون لهم دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمعطيات الأمم المتحدة وليس وفقا لمعطيات إسرائيل. 

التعليقات (0)