مباحثات روسية - تركية حول العملية التي تهدد أنقرة بشنها شمال سورية

profile
  • clock 10 ديسمبر 2022, 10:11:17 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تسيطر حالة من الترقب على مناطق الشمال السوري، في ظل مفاوضات تركية روسية حول هذه المنطقة التي تهدد أنقرة بشن عملية عسكرية برية فيها لطرد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) منها وإبعادها عن حدودها.

وفي أول إفادة رسمية حول المباحثات التي أجراها في إسطنبول وفد روسي برئاسة نائب وزير الخارجية، سيرغي فيرشينين، مع مسؤولين في الخارجية التركية، قالت أنقرة إن "تركيا جددت تطلعاتها إلى تنفيذ بنود مذكرة التفاهم الموقعة مع موسكو" بخصوص تنظيمي وحدات حماية الشعب (واي بي جي)، وحزب العمال الكردستاني (بي كي كي) في سورية.

وأصدرت وزارة الخارجية التركية اليوم، السبت، بيانا حول "المشاورات السياسية التي عقدت في إسطنبول بين مسؤولين من الجانبين برئاسة نائب وزير الخارجية التركي، سادات أونال، ونظيره الروسي، سيرغي فيرشينين، يومي الخميس والجمعة الماضيين".

وأفادت الخارجية التركية بأنه "إلى جانب العلاقات الثنائية، تناول الجانبان إصلاح الأمم المتحدة، وتنفيذ اتفاقية اسطنبول للحبوب، والوضع في كل من أوكرانيا وسورية، وآلية الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية عبر الحدود، وملفات ليبيا والشرق الأوسط وشرقي المتوسط".

 

وذكرت وكالة "الأناضول" الرسمية التركية أنه "تم خلال المحادثات تأكيد أهمية الحفاظ على وحدة سورية السياسية وسلامة أراضيها، وضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في البلاد على أساس خارطة الطريق الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".

من جانب آخر، قالت الخارجية التركية إن الجانب التركي "أكد مجددا حزم أنقرة في مكافحة" تنظيم قوات سورية الديمقراطية التي تعتبرها أنقرة "تهديدا وجوديا ليس فقط لوحدة أراضي سورية، بل وللأمن القومي التركي أيضا".

وفي هذا الإطار، جددت تركيا خلال المشاورات، تطلعاتها إلى "تنفيذ بنود مذكرة التفاهم الموقعة مع موسكو في أكتوبر/تشرين الأول 2019" بخصوص تنظيمي وحدات حماية الشعب (واي بي جي)، وحزب العمال الكردستاني (بي كي كي) في سورية.

وقالت تركيا إنها أكدت أن "تمديد الآلية الأممية لإيصال المساعدات إلى سورية عبر الحدود يلعب دورا مصيريا في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لأكثر من 4 ملايين شخص محتاج في البلاد، وأنه سيكون من المفيد مواصلة العمل بهذه الآلية".

وحول الشأن الليبي، أفادت أنقرة بأنه "تم خلال المحادثات التأكيد على أهمية دفع المسار السياسي في ليبيا إلى الأمام، وجرى الإعراب عن التأييد لإجراء انتخابات نزيهة وحرة وذات مصداقية على أساس أوسع توافق مجتمعي في البلاد".

وبخصوص اتفاقية إسطنبول للحبوب، أشار الجانب التركي إلى "أهمية استمرار المبادرة التي سمحت بشحن أكثر من 13 مليون طن من الحبوب إلى الأسواق العالمية عبر البحر الأسود حتى الآن، وتسهيل تصدير الحبوب والأسمدة الروسية أيضا".

وبحسب أنقرة، فإنه "جرى التأكيد على ضرورة العودة إلى المفاوضات لإيجاد حل عادل ومستدام، من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، وفي هذا السياق جدد الجانب التركي استعداده لتقديم جميع أنواع الدعم للطرفين".

وحول التوترات مع اليونان، قالت تركيا إنه "من المهم تجنب الاستفزازات وإنهاء الأنشطة المتعارضة مع الاتفاقات الدولية، من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في شرق البحر المتوسط ​​وبحر إيجة".

 

من ناحية أخرى، أشارت الخارجية التركية إلى أنه "تناولت المشاورات الحاجة إلى إصلاح الأمم المتحدة، حيث أكدت تركيا ضرورة إعادة هيكلة الأمم المتحدة وآلية صنع القرار، وخاصة مجلس الأمن، من خلال مفهوم أكثر شمولا وعدلا وفعالية".

وعلى صلة، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن العملية العسكرية التي تهدد تركيا في إطلاقها في شمال سورية، "هي مسألة تقنية وتكتيكات وحسابات، اتخذت قواتنا المسلحة وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة في المكان والزمان المناسبين لأمن بلدنا وأمتنا النبيلة".

واعتبر أنه "لا ينبغي لأحد وخاصة البلدان التي تزعزع استقرار المنطقة، أن تتوقع منا بأن نتسامح مع الإرهابيين الذين يعشعشون بالقرب من حدودنا"، وأضاف "من أجل ضمان أمن حدودنا نستخدم أدوات ومعدات تقنية ذات مستوى عال، تتكون من سياج، وخنادق، وجدار اسمنتي، وأنظمة مراقبة.

وقدمت روسيا، بحسب ما نقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر تركية، مقترحًا جديدًا لتركيا في ما يتعلق بالمناطق التي تُسيطر عليها "قسد" شمال شرق سورية، يقوم على انسحاب "قسد" من مدينتي منبج وعين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، وذلك تجنبًا للعملية العسكرية التي هددت بتنفيذها تركيا.

وقالت المصادر إن العرض الروسي "يقترح الإبقاء على قوى الأمن الداخلي التابعة للأكراد (الأسايش) بعد دمجها بالمؤسسة الأمنية للنظام السوري". وأشارت المصادر إلى أن "الوفد الروسي أكد موافقة قسد على المقترح شرط عدم حصول اجتياح تركي"، مضيفة أن أنقرة تدرس المقترحات التي قدّمها الوفد الروسي.

 

 

كلمات دليلية
التعليقات (0)