- ℃ 11 تركيا
- 5 مايو 2024
مجدي الحداد يكتب : إجتماع الأضداد
مجدي الحداد يكتب : إجتماع الأضداد
- 21 يوليو 2021, 2:19:35 م
- 1534
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا يوجد في العالم ، كما لم نسمع في التاريخ ، أن حاكما ، كانت كل قرارته وسياساته وحتى قوانينه ، ومنذ أن تولى الحكم ، و بضؤ أخضر من كفيله ، عدوانية ومعادية تماما لشعبه و رغباته وطموحه في حياة حرة آمنة كريمة مستقرة عادلة رحيمة نظيفة ، كسائر شعوب العالم المتمدن وحتى غير المتمدن ..!
لا يوجد أذن ، "وأتحدى" ، قانون أو مرسوم ، أو حتى لائحة ، أو حتى سياسة واحدة فقط ؛ كانت في صالح هذا الشعب ومنذ أن تولى وحتى الآن ..!
وكأنه جاء وتولى ، ما تولى ، لينتقم من هذا البلد وهذا الشعب ، وكأن هناك " تار بايت " بيننا وبينه ؛ يا أخي ده لو الاستعمار هو الذي كان يحكم البلاد لربما كان أرحم وأكثر عقلا وتعقلا وعقلانية ، و حرصا و رأفة بحالنا منك ، وحتى "باراجماتية" منحازة للبلاد وشعبها ؛ " ما يصحش كدا ..!"
والأنكى من ذلك إنه لم يشغله شيء ، ولم يقلقه شيء ولم يهتم بشيء ، ومنذ أن تولى ، أكثر من اهتمامه وحرصه في البقاء في الحكم و الحفاظ على كرسيه ، ومحاولة توريثه لأحد أبناءه ، حتى ولو اضطره ذلك إلى التنازل عن حتى أكثر من نصف البلاد وهلاك أكثر من نصف العباد - اللى هما الشعب يعني ..!
وهو في سبيله إلى الحفاظ على هذا الكرسي اللعين ، لم يهتم سوى بطوائف وظيفية وجهوية ثلاث - وهي معلومة للجميع بالضرورة ؛ ولكن لا نعدم منها عناصر وربما قطاعات واسعة واعية وطنية حريصة كغيرها من أبناء هذا الشعب على وحدة البلاد و عدم التفريط في مصالحها وإهدار ثرواتها واحترام وتقدير وحتى حب شعبها وليس كره وبغضه والانتقام منه ومن دون أي داع أو مبرر حقيقي ، و حيث تحمل هذا الشعب ، و طوال تاريخه ؛ ذل وهوان وتسلط حكامه ورزائلهم ؛ هم وعيالهم ؛ و استنزافهم جميعا ونهبهم له ، فضلا عن بغيهم وظلمهم وتجبرهم أيضا جميعا عليه - وبجانب هذه الجهات الثلاث السابقة الذكر ، سيطر وأمم - أو بالأحرى خرب وجرف - الإعلام ؛ لا لكي يطوره ليساير حركة وتطور المجتمع و العالم من حولنا ، ويكون ، من ثم ، مرآة صادقة تعكس طموحاته ورغباته في التنمية ، والنمو الحقيقي - و سواء كان أفقيا أو رأسيا - وأداة حقيقية منسجمة ومتوافقه مع دورها الحقيقي في التنوير وليس التضليل . ولكن ، وباختصار ، فما حدث هو العكس تماما من المأمول والمتوقع من جهاز سير وصار على نحو ونهج معادي لمجتمعه أيضا ؛ قولا واحدا .فلقد حرفه هو كذلك عن دوره الرئيسي ، واستخدمه ، وبكل أسف ، وكما هو واضح لكل مراقب ؛ أداة وظيفية طيعة ، وأيضا وسيلة رئيسية من وسائل التضليل والتخدير لا التنوير والتحذير ، والتي لا تكل ولا تمل على مدار الساعة ، ومن بث سمومها وأوبئتها الهالكة والمهلكة ؛ آناء الليل وأطراف النهار ..!
ومن ينظر إلى حال البلاد والعباد الآن ، وأينما ولى وجهه ؛ سيصدمه الغلاء والكساد في كل مكان ، و الذي قد عم كل شيء تقريبا . وتلك لعمري ظاهرة نادرة حتى في عالم الاقتصاد . وحيث يفترض في حالة الركود الاقتصادي أن تهبط الأسعار لتشجيع الناس على الشراء ، وذلك وفقا حتى لقوانين و آلية و"ميكانزم" قوانين اقتصاد السوق . أما أن ترتفع الأسعار وحركة البيع والشراء ، أو بالأحرى الشراء تكاد تكون منعدمة ؛ ما يعنى اجتماع الأضداد ؛ الكساد و الغلاء - ومظاهرهما و أعراضهما الواضحة كثيرة ومتعددة ، ولعل أبرزها الشلل الإقتصادي والإستثماري غير المسبوقين ، و الذين تعيشهما البلاد الآن ، ربما جراء فرض مزيد من القرارات والقوانين العشوائية العدوانية التي لا تستهدف إلا جيب المواطن واستنزاف المستثمر على حد سواء ، كالشهر العقاري ، والتصالح ، وارتفاع أسعار الرسوم والخدمات - مع عدم حصولك حتى على الخدمة المرغوبة ، وفي حالة الحصول عليها لا تكون غالبا بالجودة المتوقعة أوالمأمولة منها ، من جهة ، والتوسع في بناء المدن والقصور والاستراحات و" الكمبوندات " ، والعواصم الأدارية على حساب المصانع التي تنتج وتشغل وتعلم وتصدر ، وتدور بل وتخلق العمل والعملة الصعبة ؛ والأهم من ذلك أن يشمل أنتاجها ، وفي المجمل غطاءا ، آمنا ألى حد ما ومقبولا ، في طبع مزيد من العملات - أما أن تلجأ إلى طبع مزيد من العملة " كدا عمال على بطال " ، وبدون أي غطاء ، فتلك آية و علامة ومؤشر أخر - ضمن مؤشرات أخرى - خطير جدا حتى على المدى المتوسط ..!
أقول لك وبكل أمانة وضمير ، ومن أجل حاضر ومستقبل ما بقي حيا وصالحا في هذا البلد من بشر وحجر ؛ كفاية قوى لحد كدا ، فلقد حان ، بل استحق ميعاد ووقت رحيلك .
فإذا كنت تحمل حقيقة وودا وحبا وتقديرا ودينا في عنقك لهذا البلد فأرجوك أن ترحل .
ويمكن أن نلتمس لك خروجا آمنا على غرار المشير طنطاوي - منه لله ، وله أو عليه ما يستحقه من الخالق الباري سبحانه وتعال - ومجلسه العسكري .
كلمات دليلية
التعليقات (0)
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
أحد, 05 مايو 2024
إعلام عبري يكشف خطة نتنياهو لإفشال صفقة تبادل الأسرى أحد, 05 مايو 2024
عيد الفصح .. الكنائس الشرقية تكتفي بالصلوات الدينية وتلغي الاحتفالات الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس المطبخ
أحد, 21 أبريل 2024
8 طرق طبيعية لخفض مستويات الكوليسترول في الجسم أحد, 31 مارس 2024
طريقة تحضير سلطة البطيخ بالجبنة خميس, 14 مارس 2024
حلويات رمضان.. طريقة عمل حلوى الدقيق التركية.. فيديو