مجدي الحداد يكتب: تداعيات التنكر الأوكراني للأصل السلافي

profile
مجدي الحداد كاتب ومحلل سياسي
  • clock 29 أبريل 2022, 1:11:31 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في تصعيد نوعي وتاريخي ، في حقيقة الأمر ؛ تهدد أوكرانيا ، الأن ، باستهداف مواقع عسكرية واستراتيجية حتى ولو كانت داخل روسيا طالما انها تستغل للحرب ضد الأراضي الأوكرانية ، و أن القانون الدولي يسمح لها بذلك ..! وفي الحقيقة أن أوكرانيا ما كانت تجرأ على إعلان نيتها وعزمها على ذلك إلا بعد تغلغل الناتو ليس في أوكرانيا فقط ، ولكن أيضا ، و على نحو مكثف و عدواني - وتاريخي كذلك - على كامل الحدود الروسية الأوربية ، وفي كل الدول التي كانت حليفة لموسكو من قبل ، إبان الحرب الباردة ، وفي عهد الاتحاد السوفيتي السابق ، وقبل حل حلف وارسو ..!  

وغالبا ، وفي إطار الحرب النفسية التي يشنها الغرب على روسيا ، فربما تكون أوكرانيا قد أُستخدمت " كبيدق شطرنج " لقول ذلك ، وبعد الانتقال من مرحلة " استيل مات" stale- mate - وهو بالمناسبة مصطلح في لعبة الشطرنج أيضا ، و تعني بصفة عامة عدم قدرة طرفي الصراع في أي موقف ، سواء في حرب أو غيرها ، بتحقيق أي تقدم أو أي مكسب - وتحقيق اختراق ما عزز بتحقيق بعض المكاسب على الصعيد العسكري من الجانب الروسي ، خاصة في شرق وجنوب أوكرانيا . بيد أن غباء العالم ، أو تعاميه عن دروس وعبر التاريخ ، لم يساعد القوى المهيمنة ، وصاحبة الحل والربط ، والحرب والسلم ، أو حتى الحب والجفا ، عن استيعاب حادثة "بيرل هاربور " ، غير البعيدة ، والتي حدثت في أربعينات القرن الماضي ، وحينما ظنت الامبراطورية اليابانية قدرتها على مناطحة الولايات المتحدة - ومع الأخذ في الاعتبار طبعا الاختلاف الموضوعي والتاريخي والجو سياسي عن الحالة الأوكرانية - فقُصفت اليابان ، و لأول مرة في التاريخ بقنبلتين نوويتين بعد قصفها لبيرل هاربور ، و أعلنت بعدها الاستسلام دون قيد أو شرط . ومنذ ذلك الوقت تغيرت ، أو انقلبت المعادلة / اللعبة الدولية لصالح الولايات المتحدة ..!

والسؤال هنا ، و مرة أخرى ، ماذا يمنع روسيا من استخدام الرادع النووي إذا تجرأت أوكرانيا - حتى ولو بتخريض من الناتو - في ضرب أهداف داخل روسيا ، مثلما فعلت اليابان وضربت أهداف داخل الولايات المتحدة ..؟! ، ثم ماذا لو سمحت له روسيا لأوكرانيا بقصف أهداف على أراضيها - مع قدرتها على أعتراض أي هجوم بطبيعة الحال ، بما لديها من بطاريات صواريخ اعتراضية حديثة ك S-400 ، أو حتى 300 - و ذلك لكي تتذرع بقصفها بالنووي بعدئذ ، ما يمكنها من سرعة الحسم العسكري ، وانسحاب وتراجع الناتو بعيدا عن حدودها ، باعتبار أن أوكرانيا ذاتها - وتاريخيا - تعد شأن روسي داخلي .. !

ولكن يجب أن نلاحظ بدائية القنبلة النووية التي قُصفت بها اليابان في أربعينات القرن الماضي ، قياسا بالقنابل النووية الحديثة التي تم تصنيعها اليوم ، من حيث القوة التفجيرية والأثر الضار والمدمر التي يمكن أن تتركه ليس فقط في المكان الذي استهدفته ، ولكن على مجمل دول العالم ، أو حتى كوكب الأرض بصفة عامة ..! والسؤال الأخر هنا ؛ هل نحن صرنا على أعتاب شتاء نووي في عز الصيف القادم ..؟!وأخيرا كيف يمكن أن نفهم حرص الغرب على الديموقراطية وحقوق الإنسان ، وحشد العالم كله ضد الديكتاتور والمستبد بوتين ، في حين أنه يدعم ويعترف ، في ذات الوقت بما هو أسوأ منه في مصر - وغيرها - وعلى الرغم من تزايد عدم الرضا والسخط الشعبي المتزايد ضد هذا الحاكم وسياساته ، قياسا حتى بما يجده بوتين من دعم شعبي لا بأس به لسياساته داخل روسيا ..؟!
 

كلمات دليلية
التعليقات (0)