- ℃ 11 تركيا
- 6 مايو 2024
مجدي حداد يكتب: متلازمة الشطرنح
مجدي حداد يكتب: متلازمة الشطرنح
- 11 سبتمبر 2022, 4:28:15 ص
- 578
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا يقبل المجتمع عادة ، و بسهولة ، من يريد أن يصحح له أخطاءه التى اعتاد التعايش معها وحتى ممارستها . بل قد يتخذك عدو ، ولُد في الخصام ، إذا أصريت على تصحيح خطأ ما يتعايش معه ويمارسه بشكل اعتيادي وروتيني ، وحتى بكل أريحية ، مع نفسه ، أو حتى مع الغير . و الأسوأ هنا أن يبادله الغير نفس المشاعر ، وبلا أدنى مراجعة حتى للمواقف !
لذا لم تكن مهمة الأنبياء ، ولا المصلحين ، سهلة على مر العصور . بل منهم من لقي حتفه ، وبعد أن تآمر القوم على قتله ، مع إصرارهم على دعوة قومهم بالتمسك بالحق والابتعاد عن الباطل ، كالنبي زكريا والنبي يحيا مثلا عليهما السلام .
وفي الحقيقة قد تبين لي هذا الأمر عمليا ، و أنا تقريبا في السابعة عشر . ولا زال حتى اللحظة عالقا بذهني ذلك الموقف المرجعي .
وكنت قد مارست إذن لعبة الشطرنج و أنا في الصف الأول الاعدادي تقريبا - وفي تلك السن تقريبا تطرقت لأنشطة عديدة منها القراءة .
وعَلمت تلك اللعبة لأصدقاء وأقارب لي ، حتى منهم من صار يفوز على فيها ، وبعد أن صار مستواهم فيها أفضل مني بكثير - و أنا سعيد بذلك طبعا .
ولكن ما استوقفني حقيقة انني لما علمت اللعبة لأحد معارفي ، سعد بذلك كثيرا ، وعلمها بدوره لأقاربه ، ولكن بطريقه خاطئة تخالف قواعد اللعبة المتعارف عليها ، وقد يكونوا هم من فهموا خطأ تحركات بعض القطع . ويبدو انهم علموا بعضهم البعض بنفس الطريقة الخاطئة ، و مارسوها سنين طوال على ذات المنوال ، و على هذا النحو الخاطئ ، ولكن في الدائرة الضيقة جدا ، و المشكلة لمحيطهم الخاص جدا ، وبدون أية احتكاك مع أى أحد أخر خارج هذا الإطار ، أو المحيط المشكل لمجتمعهم ، ومن دون حتى تتبع الأخبار والبطولات الدولية و أبطال العالم في تلك اللعبة ، فضلا عن محاولة معرفة مبادئ تكتيكاتها و استراتيجيتها .
ولما حدث أن لعبت دورا مع أحدهم ، ووجدته ينقل القطع بطريقة خاطئة ، ووضحت له ذلك فما كان منه ان قال لي - وربما بشئء من التعال والنفور والقرف : " هو ده لعلبنا - يعني إذا كان عجبك - وكلنا بنلعب اللعبة دي مع بعض و بالطريقة دي ، ومن زمان ، و مبسوطين قوي من كدا ، متجيش أنت بقى و تقرفنا ، و تنكد علينا ، وتلبس علينا طريقة لعبنا !" .. وربما ترك الرقعة والدور واللعبة و انصرف غاضبا ، محدثا نفسه قائلا : " ... وبعد السنين دي كلها حتة عيل هيجي يعلمنا أيه الصح و أيه الغلط .. بلا شطرنج بلا قرف ... !"
وتلك في الحقيقة هي آفة من أخطر آفات مجتمعنا ؛ صعب عليه حتى أن يتعايش مع الحقيقة - ناهيك عن اكتشافها ، والتصرف الإيجابي بموجبها - ويتقبلها ، حتى ولو كان في ذلك نجاته ، أو على الأقل تحفيزه على مقاومة الباطل و الظلم والظالم ، بل قد يحدث هنا - وفي المجتمعات التي اختارت أن لا تتعافى أبدا من أمراضها ، ومهما كان ذلك في المتناول - وبكل أسف ، العكس ، فيتعايشوا مع القهر والفُجر والظلم ، حتى ولو وضع أي مجرم أو قزم متحكم فيهم ، ويخدعهم ليل ونهار بحلو الكلام و زيفه ولحنه ، و أيضا " سهوكته " ، السكين على رقابهم وهم في سباتهم و نومهم وحتى يقظتهم يعمهون ، وفي غيهم سادرون ..!
هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)
أخبار متعلقة
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
اثنين, 06 مايو 2024
جيش الإحتلال:إخلاء شرق رفح للقيام بعملية غير محددة الزمن أحد, 05 مايو 2024
صحيفة إسرائيلية: صفقة إيقاف القتال هزيمة جديدة الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس كيف
اثنين, 01 يناير 2024
نهله الدراجي تكتب: صمت الفقر أحد, 24 ديسمبر 2023
نهله الدراجي تكتب: رحلة قطار العمر أربعاء, 08 يونيو 2022
“الجزر يقوي النظر”.. ليست سوى أسطورة أطلقتها المخابرات البريطانية في حربها ضد الألمان!