محادثات التجارة الإماراتية الأوكرانية.. هكذا توازن أبوظبي علاقاتها بين روسيا وأمريكا

profile
  • clock 10 ديسمبر 2022, 5:44:30 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

وافقت دولة الإمارات العربية المتحدة على بدء محادثات تجارية ثنائية مع أوكرانيا في وقت سابق من الأسبوع الماضي، في إطار سعيها لتحقيق التوازن في علاقتها مع روسيا والولايات المتحدة، على الرغم من ضغوط العواصم الغربية.

ووقع وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية "ثاني الزيودي" ووزيرة الاقتصاد الأوكرانية "يوليا سفيردينكو"، الإثنين، بيانا مشتركا بشأن المفاوضات من أجل اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة (CEPA)، من المتوقع أن تختتم بحلول منتصف العام المقبل.

وبينما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تدمير اقتصاد الأخيرة، يأمل المسؤولون الأوكرانيون في استعادته من خلال الاتفاقية، خاصة ما يتعلق منها بالمواد الغذائية.

وتأتي المحادثات في الوقت الذي تتعرض فيه الإمارات لمزيد من التدقيق في الغرب لعدم اعتمادها لخط فرض العقوبات على روسيا، وإعلانها أنها "تلتزم بجميع العقوبات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة"، أي أنها ليست في عجلة من أمرها لقبول العقوبات الغربية أحادية الجانب.

وفي هذا الإطار، قال الباحث المقيم بمعهد دول الخليج العربي في واشنطن "حسين إيبش": "أعتقد أن أبوظبي كانت تحاول منذ بداية الحرب [في أوكرانيا] تحقيق التوازن بين الحفاظ على العلاقات مع روسيا ودعم كييف بطرق تتماشى مع السياسات العامة لدولة الإمارات"، حسبما أورد موقع "ميدل إيست آي".

وأضاف: "على مدى السنوات القليلة الماضية، كانت الإمارات تحاول استخدام التجارة والاستثمار كأدوات لفن الحكم وتخفيف التصعيد في عديد النزاعات الدولية"، مشيرا إلى أن هذا النهج "مربح أيضا" لأبوظبي.

ويعتقد "إيبيش" أن هذا لا ينبغي أن يكون مفاجئًا ويتفق مع نهج الإمارات في الموازنة واستخدام التجارة لتعزيز الأهداف الوطنية والدولية".

ويمثل نهج الإمارات تقييمًا أكثر واقعية للصراع في أوكرانيا وكيفية تأثيره على السياسة العالمية، حسبما يرى "إيبيش"، مشيرا إلى أن الدولة الخليجية "مثل جميع الدول في آسيا وأفريقيا تقريبًا، لا تشارك وجهة النظر الغربية القائلة بأن الغزو الروسي لأوكرانيا هو حدث تاريخي كلي يغير قواعد اللعبة ويعيد تشكيل العلاقات الدولية ويعيد تعريفها خلال العقد المقبل أو لفترة أطول".

وأضاف أن "الإمارات تعتبر الصراع في أوكرانيا حربا حدودية في أوروبا الشرقية البعيدة، ولا تقدم أي سبب لإعادة تقييم وإعادة هيكلة جميع سياساتها الخارجية والأمنية".

وأكدت زيارة دولة، قام بها رئيس الإمارات "محمد بن زايد آل نهيان" إلى روسيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استعداد الإمارات للتحدث إلى جميع أطراف النزاع.

ويلفت "إيبيش"، في هذا الصدد، إلى أن  "الإمارات ليست الدولة الإقليمية الوحيدة التي تتبنى نهجًا متوازنًا تجاه روسيا"، إذ "تجنبت السعودية وإسرائيل اتخاذ موقف متشدد تجاه موسكو".

وأشار إلى أنه "الواضح أنه يمكن أن يتطور هذا النهج إلى علاقة جدية مع دولة الإمارات، باعتبارها مزود محتمل للطاقة وللغذاء في أوكرانيا".

التعليقات (0)