محلل أمريكي: الإمارات أنقذت بايدن من مأزق.. وقدراتها بسياسة اللعب على الجانبين محدودة

profile
  • clock 23 فبراير 2023, 7:51:03 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

"لقد أتقنت الإمارات العربية المتحدة اللعب على الجانبين.. لكن لذلك حدوده".. هكذا سلط المحلل السياسي الأمريكي "جيمس دورسي" الضوء على السياسة الخارجية للدولة الخليجية الصغيرة، مشيرا إلى أنها "حصلت على نقاط مهمة في واشنطن هذا الأسبوع بسحبها مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، يدين النشاط الاستيطاني الإسرائيلي".

وذكر "دورسي"، في تحليل نشره موقع “مودرن دبلوماسي” أن مشروع القرار كان ملزما حال تبنيه، وأدى سحب الإمارات له إلى استبداله ببيان غير ملزم، مدعومًا من جميع أعضاء المجلس، بما في ذلك الولايات المتحدة، ما سمح لإدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بالظهور وكأنها تنتقد إسرائيل دون خلق عاصفة سياسية.

وأضاف أن المناورة الإماراتية "ساعدت بايدن على تجنب تعميق الخلافات حول إسرائيل في حزبه الديمقراطي"، مشيرا إلى أن طرح أبوظبي لمشروع القرار بشأن الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن جاء بعد إعلان إسرائيل عن 9 بؤر استيطانية يهودية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى بناء جماعي مخطط لمنازل جديدة في المستوطنات القائمة، ما وضع بايدن آنذاك في مأزق.

فالولايات المتحدة لم تكن لتخرج من تصويت كهذا في مجلس الأمن دون الامتناع عن التصويت أو استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار، إذ لا يمثل التصويت لصالح القرار خيارا لها أبدا، وكان من شأن استخدام حق النقض أن يسلط الضوء على السؤال بشأن سبب دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا ضد الاحتلال الروسي ورفضها في الوقت ذاته لمعارضة 56 عامًا من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وهو أطول احتلال في تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية.

كما كان من شأن الامتناع عن التصويت أن يثير قلق مؤيدي إسرائيل، ويشير إلى أن إدارة بايدن ستسعى إلى الاستفادة من القلق المتزايد حتى بين أشد مؤيدي إسرائيل حول سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي تهدد استقلال القضاء في الدولة العبرية.

ولذا كان سحب الإمارات لمشروع القرار بمثابة تقديم ليد العون إلى بايدن، الذي كان يقوم بزيارة تاريخية إلى العاصمة الأوكرانية كييف.

وفي المقابل، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بأن طائرات بدون طيار صينية الصنع تُباع إلى روسيا عبر الإمارات العربية المتحدة.

وفي مقطع فيديو، نُشر في يونيو/حزيران الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي، قال بعض المتطوعين الموالين لروسيا في جنوب أوكرانيا، وهم يحملون البنادق، يرتدون ملابس عسكرية، إنهم على وشك تلقي طائرات DJI  مسيرة من الإمارات.

وقال تاجر الأسلحة، كونستانتين كوزنتسوف، الذي يعمل في إمدادات الجيش الروسي، على وسائل التواصل الاجتماعي، إن طائرات DJI متوفرة في الإمارات مقابل 500 ألف روبل روسي (6800 دولار أمريكي).

وجاء الكشف عن مبيعات الطائرات المسيرة بعد 3 أسابيع من زيارة مسؤول بوزارة الخزانة الأمريكية للإمارات ودول أخرى في الشرق الأوسط للتحذير من أنها قد تفقد الوصول إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية إذا تعاملت مع كيانات خاضعة للعقوبات الأمريكية.

وفي الشهر الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة Kratol Aviation ومقرها الإمارات العربية المتحدة لدعم عمليات مجموعة "فاجنر"، وهي قوة مرتزقة روسية مرتبطة بالرئيس فلاديمير بوتين، وتلعب دورًا مهمًا في القتال بأوكرانيا.

وأدى توسيع التعاون العسكري الإماراتي مع إسرائيل إلى تعزيز رأس المال السياسي للإمارات، وفرصتها في أت تتبنى سياسات مخالفة للولايات المتحدة.

وبينما كشفت الإمارات وإسرائيل هذا الأسبوع النقاب عن سفينة مسيرة تم تطويرها بشكل مشترك، وتضم أجهزة استشعار وأنظمة تصوير متطورة للمراقبة والاستطلاع والكشف عن الألغام، استغل وزير الخارجية الإماراتي "عبد الله بن زايد" الزلزال المدمر، الذي وقع هذا الشهر في شرق تركيا وشمال سوريا، لتعزيز هدف الدولة الخليجية، المتمثل في إعادة الرئيس السوري "بشار الأسد" إلى الساحة الدولية، رغم المعارضة الأمريكية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصبح "بن زايد" أول مسؤول عربي رفيع المستوى يزور دمشق بعد الزلزال، وهي ثاني رحلة يقوم بها إلى العاصمة السورية خلال 16 شهرًا، وتبعه خلال أيام وزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي".

ومنذ زيارة "بن زايد" الأولى إلى دمشق، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قام "الأسد" بزيارة الإمارات وسافر هذا الأسبوع إلى عمان.

كما تردد اسم الإمارات في فضيحة فساد مزعومة بالبرلمان الأوروبي، تتعلق بتورط قطر والمغرب في رشوة بعض النواب، إذ تشير تقارير إعلامية بلجيكية وهولندية إلى أن الإمارات قد تكون متورطة أيضًا في الفضيحة، واتهمتها بأنها لم تكن مترددة في استخدام قوتها المالية لإقناع أعضاء البرلمان الأوروبي بالقيام بما تقدمه.

ولم ينكر رادوسلاف سيكورسكي، عضو البرلمان البولندي، أنه تلقى أموالًا من الإمارات، لكنه أصر على أنه أبلغ عن علاقاته بالدولة الخليجية وعن حصوله على الأموال نظير دوره في منتدى "صير بني ياس" بما يتماشى مع لوائح البرلمان الأوروبي.

ويخلص "دورسي"، في تحليله، إلى أن الإمارات نجحت حتى الآن في الاستفادة من رأسمالها السياسي في واشنطن للتحوط من رهاناتها على سياسة خارجية مستقلة وانتهازية في بعض الأحيان، لكنه أكد أن لهذا التوجه حدود، و"قد يكون صعبًا بشكل متزايد مع تشديد الولايات المتحدة لمساميرها" حسب تعبيره.

وأشار إلى أن الأزمة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، التي أثارها الإصلاح القضائي المزعوم لنتنياهو وعدم قدرته المحتملة على إبقاء أعضاء ائتلافه اليميني المتطرف تحت السيطرة، من شأنه أن يحد من قدرة الإمارات على إظهار نفسها كفارس لامع، والاستمرار في سياسات دولية مخالفة للولايات المتحدة.

المصادر

ترجمه “الخليج الجديد” - “مودرن دبلوماسي”

التعليقات (0)