محمد يونس : حكايات مسكوت عنها.. رسائل للوالي

profile
  • clock 9 أبريل 2021, 6:18:26 م
  • eye 907
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كيف تسئ للزي الميري في ثلاثة أيام؟ 

رسالة من شوارع المحروسة الي والي مصر

ورقة و قلم وأكتب معايا خطوات تطبيق القانون في بلدنا

حكاية الظابط الهمام .. والرجل ذو الجلباب الصعيدي

أود في بداية حديثي مع سيادتكم أن يتسع صدركم لنا وأن يكون كلامنا بردا وسلاما علي أجهزتكم .. 

حكاية "١" من أصل مائة حكاية


منذ ثلاثة أيام تقريبا حدثت مشكلة كبيرة في أحد شوارع المحروسة، تحديدا شارع ضياء الكائن جغرافيا في نطاق دائرة قسم شرطة الطالبية التابع لمديرية أمن الجيزة، بين أصحاب محلات تجارية وبعضهم البعض، واستمرت المناوشات وتبادل أطراف الحديث عدة ساعات تقريبا وكل منهم يدلوا بدلوه ويتوعد الأخر.

أثناء هذه المناوشات والتراشق بالألفاظ ومحاولات التهدئة من قبل بعض العقلاء المتواجدين بالشارع، إستوقفني حديث رجل يرتدي جلباب صعيدي ويلتف حوله الكثير من الأشخاص ويبدوا أنه أحد أطراف المشكلة الدائرة، وهو يمتلك مقهي في إحدي الشوارع الجانبية من ضياء، وصوته يعلو السماء ضجيجا ويملئ جنبات الطرقات بأبشع الشتائم، وبعد وصلة كبيرة وعريضة من السباب، يقسم بالله العظيم أنه سيجعل الشارع بأكمله بمحلاته وفروشاته وأهله يناموا من الساعة العاشرة مساء بالدقيقة والثانية، ويبدوا علي ملامحه ثقة كبيرة فيما يقول، وكأنه رجل يمتلك نفوذا كبير، ولكني تصورت أنها زوبعة فنجان وكلام في الهواء وقت الشد والجذب والمناوشات الدائرة بين أطراف المشكلة، وأن العقلاء سينهون الخلاف وكل واحد هيرجع محله في سلام' وقد كان.

وكانت الصدمة بالنسبة لشخصي أن منذ تاريخ هذه المشكلة وقسم الرجل ذو الجلباب صاحب المقهي الشهير بإغلاق المحلات لم يمر عليه سوي ٢٤ ساعة، ووجدنا سيارات الشرطة ماركة المرسيدس والجيب يستقلها ضابط شرطة يدعي "س. ا" وثلاثة من أفراد الأمن، تجوب شارع ضياء في الساعة العاشرة مساء بالدقيقة وتتوجه نحو المحلات التجارية من أجل الإغلاق، وبعد الإنتهاء من إغلاق المحلات التجارية، قامت سيارات الشرطة بالوقوف أمام المكان الخاص بأحد أطراف المشكلة لمدة أكثر من نصف الساعة تقريبا، وكأنهم يوجهون رسالة له "احنا هنا علشانك" ورسالة أخري سلبية، لجميع من يري المشهد أن "الشرطة في خدمة الرجل ذو الجلباب الصعيدي".

تصورت وقتها أيضا أنها مجرد صدفة، وأن عقلي الباطن هو من خيل لي الربط بين تواجد سيارات الشرطة وقسم الرجل الصعيدي ذو الجلباب الرمادي صاحب المقهي.

وفي اليوم التالي وبعد مرور ٢٤ ساعة أخري علي الحدث، تكرر نفس المشهد بتواجد سيارات الشرطة ماركة المرسيدس والجيب ويستقلها ذات الظابط وأفراد الأمن وتجوب الشارع في العاشرة بالدقيقة والثانية، وبدء تعنت الظابط يظهر علي بعض المحلات بعينها وغض البصر عن الاخري وكأن علي رأس أصحابها تاج ملكي، هنا بدأ أصحاب المحلات وقاطني الشارع الحديث فيما بينهم علي هذا المشهد الذي لا يروق أحد، ويتسألون لماذا يتم غلق محلات وترك أخري؟، ليأتي شخصا عبقريا بينهم ويربط بين قسم صاحب المقهي وسيارات الشرطة التي تجوب الشارع بشكل يومي ومنتظم في خلال ال ٤٨ ساعة الأخيرة.

من هنا بدأ عقلي اللاواعي يصدق ربط الشخص الجهبز العبقري الذي ادلي بدلوه، وبدأ يدعم كلامه بمدي علاقة الشرطي بالرجل ذو الجلباب الصعيدي في بعض الأمور السابقة التي حدثت بالشارع ذاته، وعقلي الواعي لا يصدق هذا الربط، من ثقتي الشديدة في إخلاص وتفاني رجال الشرطة، وأنهم يقفون علي مسافة واحدة من الجميع، ولن ينحازوا يوما إلا للحق وتطبيق القانون.

أمس الخميس تكرر نفس سيناريو الاربعاء والثلاثاء، مما أثار حفيظة كل من رآي المشهد من قريب أو بعيد، لأن هذه المرة أصبح الأمر جاليا واضح وضوح الشمس وملحوظا للعامة، ولا يحتاج للشخص العبقري لتفسيره، هو "مفسر نفسه"، والداخلة كانت شديدة، وسط ترقب جميع أصحاب المحلات والماره الدور علي مين، دقت الساعة العاشرة مساء بالدقيقة والثانية دخلت سيارات الشرطة نفسها ولم يتغير أفرادها علي مدار الثلاثة أيام، ويخرج الظابط يده اليمني من شباك السيارة المرسيدس مطالبا من أحد أصحاب المحلات التجارية إغلاق أنواره وغلق أبوابه، فقال له صاحب المحل النهاردة الخميس ياباشا المفروض الميعاد حتي الحادية عشرة مساء، قال له الظابط بالنص خميس جمعة هتقفل الساعة ١٠ بالدقيقة، صاحب المحل رضخ وقفل محله، وتبدوا عليه الحسرة والانكسار هو والكثير من أصحاب المحلات التي أغلقت أنوارها وأبوابها، وتري بعض المحلات الأخري بنفس النشاط التجاري تفتح أبوابها للساعة ١١ مساء، وسط تعنت واضح وصريح، وإستخدام السلطة في غير محلها. 

هذه الأفعال الغير مسؤولة وإستخدام الزي الميري بشكل خاطئ، من شأنه الإساءة لمؤسسة كبيرة وعريقة والنيل من سمعتها، ومن رصيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لدي المصريين.

عفوا سيادة الظابط الهمام لابد أن يطبق القانون علي الجميع، بلا  استثناءات أو مجاملات لشخص علي حساب الاخر، حتي لا نخلق فجوة بين أفراد المجتمع الواحد.

سيادة الرئيس هل تعلم أن نفوذ المسجلين خطر وأصحاب المقاهي والكافيهات، وتليفوناتهم العامرة بأرقام السادة الظابط والأفراد، بتتحكم مين يركب المرسيدس ومين ينزل منها ومين يفتح محله ومين يقفل؟ 

لم أذكر في حديثي إسم الظابط إحتراما للمؤسسة الكبيرة الذي ينتمي إليها.

ولم أذكر أسم الرجل الصعيدي ذو الجلباب الرمادي، والشخص الأخر صاحب ضفيرة الشعر الأسود الداكن الذي ينتمي لفئة المسجلين خطر وفرض السيطرة علي المواطنين، تحت مرآي ومسمع من الجميع، حتي لا يتم التنكيل بشخصي وبأسرتي.


حققها  محمد يونس

التعليقات (0)