- ℃ 11 تركيا
- 19 مايو 2024
مريم السويطي تكتب: الصائمُ المُشتبك
مريم السويطي تكتب: الصائمُ المُشتبك
- 25 مارس 2023, 9:36:01 ص
- 237
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"الخميس اليوم الأول من شهر رمضان في فلسطين " خبراً كان بمثابة العلاج النفسي يجردُ الفلسطيني من ثوب الحزن ويبعث البهجة في روحه ، تزينت الطُرقات بالأضواء ، بألوانٍ زاهية تجعل كل من يشاهدها مُنكباً على جمالياتِ ألوانها وتفاصليها ، المساجدُ تصدحُ بالتكبيرات ، وأناشيدُ الأطفالِ تملأ الأرجاء .... ولكن في غضون ساعات سرعان ما يتحول المشهد إلى مشهدٍ تراجيدي ، في صورٍ تقترب وتبتعد لترصد معاناة وألم عائلة فلسطينية ، فتكون مدينة " طولكرم " مسرحاً لجريمةٍ جديدة يقترفها السفاحين الصهاينة فيتعمدوا فلسفة الانتقام من الفلسطينيين وإراقة دمائهم ، نستيقظ رويداً رويداً في السابعة صباحاً وينتابنا شعوراً صارخاً بمجرد رؤيتنا لمحاصرة قوة خاصة إسرائيلية للمقاوم " أمير أبو خديجة " في مدينة طولكرم اقتحام ، واشتباكٍ مُستمر ، أزيزُ الرصاص يصدحُ إلى كل المسامع ، سحورٌ مغمسٌ بالدماء ، مقاومٌ يتحصنُ داخل منزلاً يحلم بنيلِ الحرية ويستمر بالتصدي للعدو الإسرائيلي حتى الرمق الأخير ، صائماً ، مشتبكاً ، يرفض التسليم والخضوع حتى لا تكون مدينته لقمة سائغة للصهاينة ، اقتنص الشهادة من فوهة بندقيته ويرتقي شهيداً ويرتوي تراب الوطن بدماءه ، وتعانقُ نعشهُ أغصان الزيتون .
" شجاعٌ كأنَّ الحربَ عاشقةٌ لهذا زارها فدته بالخيلِ والرَّجْلِ " كلماتٌ تحاكي الموقف الذي عايشهُ أمير خلال مجابهته العدو ، شابٌ في مقتبل العمر ، صقرٌ أَبيّ مضى بعزيمةٍ قوية ، واستطاع تأسيس مجموعةٍ مسلحة تحت عنوان " طولكرم للرد السريع " أقلق مضاجع الاحتلال وهز الترسانة الصهيوني ، ليرتوي بنيل الشهادة في سبيل الله بعد سنواتٍ من ظمأ الملاحقة ، وكانت وصيتهُ الأخيرة " " لم تعد هذه البلاد تتسعُ للجميع ، فهي إما لنا ، وإما لنا ، وأنتم منها بإذن اللّه خارجون " .
المُقاتلون لا يستسلمون
ترسخت المقاومة في عقول الفلسطينيين جيلاً بعد جيل راسمةً طريق التحرير من قبضة العدو ، بالرغم من الأساليب الدعائية التي يمارسها الاحتلال في محاولةٍ لإضعاف روح المقاومة للفلسطيني ، وخلق حالة من التشرذم السياسي، وكي الوعي ، والخضوع ، باتت المقاومة المسلحة النهج الاستراتيجي الوحيد للشعب الفلسطيني ، و تصعيدات الاحتلال في الضفة الغربية في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة قائمة على سياسة القتل والإرهاب , وارتكاب المجازر في " جنين ، نابلس. ، أريحا " ، فجميع ما ترتكبهُ من محاولات غير مجدية في سبيل إضعاف روح المقاومة الفلسطينية وكسر صمود ونضال الشعب الفلسطيني باءَ بالفشل ، مما يطرح عدة تساؤلات حول المشهد السياسي ، فبعد اغتيالِ قادة المقاومة ل " عرين الأسود " في مجزرة بالثاني والعشرين من فبراير أسفرت عن عشرات الشهداءِ والإصابات، تشكلت مجموعات للمقاومة في جميع أنحاء الضفة الغربية مثل " كتيبة الرد السريع " تحت قيادة الشهيد " أمير أبو خديجة " لتستمرَ مسيراتُ النصرِ جيلاً بعد جيل .
هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)
أخبار متعلقة
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس اقتباسات
اثنين, 12 فبراير 2024
"كثيرون حول السلطة قليلون حول الوطن".. قصة تجارب غاندي مع الحقيقة اثنين, 15 مايو 2023
انفراجة في حل أزمة سقف الدين في الولايات المتحدة أحد, 17 يوليو 2022
الدولة بيروكي تكتب.. الانقلاب المهزوم