- ℃ 11 تركيا
- 28 أبريل 2024
مريم السويطي تكتب: مجزرةٌ تنزفُ في فؤادِ البلدِ العتيق
مريم السويطي تكتب: مجزرةٌ تنزفُ في فؤادِ البلدِ العتيق
- 27 فبراير 2023, 3:46:31 ص
- 252
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في وضح النهار ، رائحةُ الدم تتدفقُ في كل مكان ، اجتياحٌ وحصار ، و مروحيات تحوم في السماء ، مسنٌّ مضرج بدمائه في أزقة الحواري , وأزيز الرصاص يصدح إلى كل المسامع ، لتكون مدينة نابلس مسرحاً لجريمة جديدة يقترفها السفاحين الصهاينة برصاصاتِ غدرهم وقذائف حقدهم ، ١1 شهيداً ومئات الاصابات ، عجزت الكلمات والحروف الأبجدية عن وصف المشهد توشحت المدينة بالسواد ، ممرضٌ يحاول انعاش شهيد فتعتليه الدهشة والجمود ليفجعَ بأن ذلك الشهيد هو والده يصرخ بأعلى صوته مُنادياً " أبي أبي" ، الطواقم الطبية في حالةِ تخبطٍ وارباك، أمهاتُ الشهداء تذرفُ الدمعات حزناً على فراق فلذات اكبادهم , وفخراً بنيلهم الشهادة في سبيل الله والدفاع عن الوطن , فقد أضاءوا بدمائهم قنديل الحرية , وعلم فلسطين يرفرف والتكبيرات والهتافات تملأ الأرجاء , شاشات التلفاز تنقل الأنباء وتعرض صور الشهداء .
أبطال اقتنصوا الشهادة من فوهة البنادق .
داخل اروقة منزلٍ قديم يتحصنُ المقاومون ( حسام إسليم , ومحمد الجنيدي ) يقاتلون ببسالةٍ وشجاعة بين زخات الرصاص ويشتبكون مع العدو حتى الرمق الأخير, والصواريخ تنهمر عليهم كالمطر من الغيوم البليدة يحمون بأجسادههم وسواعدهم المدينة كي لا تكون لقمة سائغة للسفاحين الصهاينة , رافضين الخضوع والتسليم مستمرون في الاشتباك .
" يا أخوي.. تأكد أن ابن السرايا ما هرب وبضل زلمة، ولساته محاصر وما رح يسلّم حاله " أخر ما تفوه به الشهيد محمد الجنيدي كلماتٌ تحاكي الموقف الذي عايشه خلال مجابهتهِ العدو ، شابٌ في مقتبل العمر استطاع أن يسطر اسمه بين أمجاد التاريخ ،
صلباً وحازماً ، متمرداً ، ثابتاً على مبادئه ، كرس جلّ حياته في الدفاع عن الوطن ، عنواناً لإمداد المقاتلين بالذخيرة والسلاح ، واستطاع تأسيس مجموعات مسلحة لمقاومة المحتل " سرايا القدس ، كتيبة نابلس ، عرينُ الأسود ) استطاع أن يوقف الكيان الهش على قدمٍ واحدة وبندقيته الشريفة وضحت مدى هشاشة العدو , فأرعب الصهاينة ووضعوه المطلوب الأول في قائمتهم , لأن سلاحه , واجهة ترسانة الصهاينة العسكرية , وهز خططهم الأمنية .
المُساومة على الألم
12 رصاصة استقرت في جسده أصيب محمد بجراحٍ خطيرة خلال محاولة اغتياله من قبل قوات الاحتلال ، تكسرت جمجمة رأسه واستبدلها الأطباء بطاقيةٍ طبية ، انتزع الحياة من رحم الموت ، وعاد إلى طريق النضال محملاً بالجراح وجسدٍ مثخن بالآلام استمرت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مطاردته في محاولاتٍ غير مجدية في سبيل إضعاف نضاله صادروا سلاحه واعتقلوا شقيقهِ .
في الوقت الذي يفترض أن يكون الطب مهنة الإنسانية الأولى هناك من استباحوا حياة محمد " العلاج مقابل التسليم " فلم يتقن الطبيب المؤتمن على الأرواح عمله ، ولم يلتزم بيمينٍ عقده مع الله ( سبحانه وتعالى ) رفض محمد الخضوع استمر بالوقوف في وجه العدو وظلمه ، ليرحل برفقة صديقه " حسام إسليم " ليصنعوا من أجسادهم جسراً يعبروا به نحو العلياء ويحفروا أسماءهم على جدار الزمن ومساكن الذاكرة .... فما أجملُ حياة الثوارّ عندما تصبحُ قصصاً تروىّ .
هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
كلمات دليلية
التعليقات (0)
أخبار متعلقة
إقرأ أيضا
أحدث الموضوعات
الأكثر قراءة
جمعة, 08 أكتوبر 2021
مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام سبت, 18 سبتمبر 2021
د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي خميس, 30 سبتمبر 2021
طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين اثنين, 01 نوفمبر 2021
تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج جمعة, 28 مايو 2021
تعرف على مدينة المقاومة تحت أرض غزة ودورها في معركة سيف القدس تكنولوجيا
خميس, 25 أبريل 2024
الكشف عن عمليات ابتزاز للأطفال بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي سبت, 20 أبريل 2024
منها ماك بوك وآخر إصدار من سويفت.. أفضل إصدارات اللابتوب لسنة 2024 خميس, 18 أبريل 2024
اعتقال موظفين في “جوجل” عارضوا التعاون مع إسرائيل