مفكرون وكتاب لـ"180 تحقيقات": الدول العربية تقاعست عن نصرة غزة.. وعليها الرد على الاستهانة الأمريكية

profile
عبدالرحمن كمال كاتب صحفي
  • clock 9 نوفمبر 2023, 9:39:44 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

طالب مفكرون وكتاب عرب الدول العربية بتشكيل جبهة عربية موحدة في أسرع وقت، وتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب العربي الفلسطيني، بدلا من حالة العجز التي تغرق فيها الجامعة العربية، التي من المقرر أن تجتمع في قمة "طارئة" بعد 34 يوما من العدوان على غزة!
الجامعة العربية عاجزة
وقالت د. سنية الحسيني، الكاتبة والأكاديمية الفلسطينية، إنه من المنتظر أن تُعقد دورة غير عادية (طارئة) لمجلس الجامعة على مستوى القمة في الرياض، التي ترأس الدورة الحالية، في 11 نوفمبر بعد مرور 34 يوماً على العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وسقوط أكثر من 10 آلاف شهيد، جلهم من المدنيين، وإصابة عشرات الآلاف، وحصار 2.5 مليون إنسان، مؤكدة أن هذا وحده يعكس مدى عجز الجامعة العربية في مواجهة الأزمات العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً. 
وأوضحت "الحسيني"، في تصريحات خاصة لـ"180 تحقيقات" أن الجامعة العربية لم تكن طوال تاريخها بحال أفضل، خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحلها، وهي قضية الإجماع العربي وكل العرب. كانت الدول العربية قد اكتفت بعقد اجتماعٍ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، في دورة غير عادية بمقر الأمانة العامة، في 11 أكتوبر الماضي، بعد 5 أيام من الهجوم الإسرائيلي على غزة، وتوصلوا فيه لمشروع قرار لم يقر، بسبب الخلافات العربية حول صيغته، ذهب العرب على إثر ذلك لمجلس الأمن. 
وأشارت الكاتبة الفلسطينية إلى أنه من المعروف أن المنظمات الإقليمية لها الدور الأول في حل خلافات إقليمها، ولا تعود لمجلس الأمن إلا عند عجزها، خصوصاً وأن صدور قرار من قبل مجلس الأمن فيما يخص القضية الفلسطينية، محكوم عليه سلفاً بالفشل، بفعل الفيتو الأمريكي بالإضافة للبريطاني والفرنسي عند الحاجة. منوهة إلى صدور بيان عن اللجنة التنفيذية للمنظمة التحرير الفلسطينية في 28 أكتوبر، أي بعد ثلاثة أسابيع من أحداث 7 أكتوبر، يدعو الرياض، بصفتها رئيسة القمة العربية بالدعوة لاجتماع طارئ، إلا أن الرياض طلبت تأجيل ذلك الاجتماع ليوم 11 نوفمبر تزامناً مع القمة الإسلامية، وهي كلها مواقف تدعو للتساؤل.

الرد على الاستهانة الأمريكية

وأضافت "الحسيني": "في العموم، وأمام جرائم الإبادة الجماعية التي تُقترف من قبل سلطة الاحتلال بحق أبناء قطاع غزة لا يكفي أن تتوافق الدول العربية في هذه القمة الآتية على قرار يدين أو يدعو فقط لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ووقف جرائم الإبادة، بل لابد أن يقترن بإجراءات عملية عقابية، في حال عدم التنفيذ، توجه في الأساس للولايات المتحدة، التي باتت شريكة مع الاحتلال في هذه الجرائم. أي أن على الولايات المتحدة أن تدفع ثمن دعمها المطلق لإسرائيل ومشاركتها في ارتكاب جرائمها ضد الفلسطينين من خلال المخاطرة بمصالحها، عبر سياسات عربية عقابية سياسية واقتصادية وأمنية موجهة لها، لأن هذه الاستهانة الأمريكية بدماء العربية ليست جديدة وهو ما يثبته تاريخها وجودها في المنطقة، كما أن حمايتها ودعمها المطلق لحليفتها إسرائيل في ارتكاب جرائمها بحق الفلسطينيين يجب ألا يمر بدون ثمن، على واشنطن أن تدفعه إذا استمرت في سياستها تجاه دول المنطقة عموما والفلسطينيين حصوصاً."
وشددت "الحسيني" على ضرورة تشكيل جبهة عربية موحدة، ما سيمثل قوة إقليمية ودولية سياسة سيعي العرب حدودها، عندما يتفقوا على موقف موحد ثابت وقوي، وقد يكون خطوة في طريق التحرر من أي تبعية سياسية او اقتصادية أو عسكرية، في عالم ما بعد القطبية المتفردة للولايات المتحدة.

أقسى درجات العجز العربي

أما الدكتور صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، فقد أكد أن الشعب الفلسطيني يشعر بالخدلان جراء العجز العربي والدولي عن وقف العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية.
وقال "عبدالعاطي"، في تصريحات خاصة لـ"180 تحقيقات" إن أقسى درجات العجز تمثلت في عدم القدرة على ضمان فتح ممرات إنسانية لضمان إجلاء الجرحى، وإدخال المسلتزمات الطبية والمساعدات الإنسانية والوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية للمستشفيات ومحطة الطاقة لضمان وصول مياة الشرب للناس وعدا عن تأخير انعقاد القمة العربية وغياب قيادة تحركات دولية جادة لمحاسبة دولة الاحتلال الإسرائيلي وفرض العقوبات عليها ومقاطعتها وطرد السفراء احتجاجا علي جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين والتزاما بقواعد القانون الدولي الإنساني، وعدم حتي التلويح باستخدام أوراق القوة العربية في المعادلة الدولية. 
وأوضح "عبدالعاطي" أنه في الوقت الذي يقدر فيه الفلسطينيين الحرك الشعبي العربي والدولي وموقف بعض الدول العربية الرافضة التهجير، إلا أن الشعب الفلسطيني كان يتوقع دور عربيا أعلى لضمان حماية الفلسطينيين والمصالح العربية والأمن القومي العربي، في مواجهة قوة احتلال غاشمة مسنودة من الولايات المتحدة والدول ذات الخلفية الاستعمارية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، لضمان توزان القوى.

المنتظر من قمة الرياض

وأكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن المنتظر من القمة العربية بالحد الأدنى عدم الاكتفاء بإدانة جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري والعقوبات الجماعية، وإنما اتخاد مواقف دولية لتشكيل تحالف إنساني دولي مع روسيا والصين وباقي دول العالم لتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والإغاثية وإرساليات الوقود وإجلاء الجرحى، وضمان تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني ومتابعة فرض عقوبات على دولة الاحتلال ومقاطعتها وطرد السفراء وضمان التحرك لمحاسبة قادتها وجنودها كمجرمي حرب، وتحديد العلاقات مع الدول الداعمة للعدوان وتقديم الدعم للفلسسطتين وقيادة حرك سياسي يفضي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي المسبب تهديد الأمن والسلم العربي والإقليمي والدولي.
وأضاف أن المطلوب عربيا التحرك لوقف قتل المدنيين واستهداف الأطفال والنساء والمنشآت المدنية وضمان احترام قواعد القانون الدولي الإنساني وأعراف الحرب، وإدارك أن فلسطين سلطة وشعب تحت الاحتلال والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وضمان متابعة لجهود لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والإغاثية وإرساليات الوقود وتوليد أوسع الضغوط العربية والدولية لإدانة الاحتلال الإسرائيلي ومطالبة دول العالم لوقف تصدير السلاح والدعم السياسي لقوة احتلال ولاحقا المساهمة في إعادة الإعمار ودفع جهود المصالحة الفلسطينية وضمان متابعة التحركات الدولية لضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإنفاذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة واتخاذ خطوات فردية وجماعية لحماية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار "عبدالعاطي" إلى أن  المكسيك وتشيلي وكولمبيا وهندروس والأردن والبحرين وتركيا وجنوب أفريقيا قد سحبوا سفراءهم من دولة الاحتلال ودول مثل روسيا والصين ودول أوروبية مثل وايرلندا وبلجيكا وإسبانيا ومسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل وحماية المدنيين، منوها أنه عدا عن تحرك كل المنظمات الدولية وعربيا يحب توظيف كل العلاقات العربية لبلورة تحالف إنساني مضاد التحالف الاستعماري الأمريكي الإسرائيلي المهدد لأمن المنطقة العربية، فلا أمل من هذه الدول إلا مزيدا من الجرائم بحق العرب، ولا خيار إلا حماية الأمن العربي عبر تفعيل اتفاقيات العمل العربي المشترك، وإلا سوف تبقى الدول العربية دول تابعة وعاجزة عن حماية المدنيين.

أوراق الضغط العربية

فيما قالت الكاتبة والباحثة الفلسطينية، تمارا حداد، إنه فيما يتعلق بالدور المطلوب عربيا في ظل العدوان على غزة، كان لابد أن يكون بالفعل دورا عربيا أكثر تقدما من المواقف العربية في الوقت الحالي، نظرا لأن أغلب المواقف كانت تتحدث عن عملية وقف إطلاق النار وترسيخ الهدنة الإنسانية، ولكن لم يتم استخدام كل الأوراق الضاغطة التي تستطيع الدول العربية استخدامها، وبالتحديد دول منطقة الخليج، فيما يتعلق بعملية الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية ثم إسرائيل.
وأوضحت "حداد" في تصريحات خاصة لـ"180 تحقيقات"، أن دول منطقة الخليج وأيضا دول الشرق الأوسط لديها أوراقا تضغط بها على الولايات المتحدة الأمريكية حتى تضغط فعليا على إسرائيل لوقف إطلاق النار، وكل هذه الأوراق لدى هذه الدول، وبالتحديد قطر والإمارات والسعودية التي تستطيع أن تضغط في سياق الورقة الاقتصادية، ورقة النفط والغاز، تستطيع أن تضغط بها على واقع الولايات المتحدة وحتى على إسرائيل. 
وأشارت "حداد" إلى أنه حتى على مستوى الواقع السياسي والدبلوماسي لم تضغط الدول العربية على المنظمات الحقوقية والسياسية من أجل أن ترسخ تواجدها بشكل فعال وحيوي أكثر حتى تضغط على الولايات المتحدة لتحرك الشارع والمواطن الغربي، منوهة أنه وجود تحركات شعبية في الولايات المتحدة نقطة إيجابية ملحوظة وتغير جوهري بأن أصبحت الشعوب بالفعل سواء في المجتمعات العربية أو الدولية هي من تتحرك للمطالبة بوقف إطلاق النار، لكن في نهاية المطاف كان لابد من تحريك كل المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية التي لها علاقة كي تضغط على الولايات المتحدة وأيضا المؤثرين في مجلس النواب والشيوخ في الولايات المتحدة  من أجل تخفيف تقديم الدعم المالي واللوجيستي والتسليحي لإسرائيل.
وأضافت "حداد" أن الورقة الأخرى هي الإطار القانوني، كان لابد -وهذا بالتحديد هو المأمول من أن يخرج من القمة العربية التي ستعقد في المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل- أن تستخدم ورقة الإطار القانوني لتوثيق الجرائم التي حدثت في قطاع غزة ضد المدنيين، وان توثق الجرائم وترفعها إلى محكمة الجنايات الدولية حتى يتم بالفعل معاقبة إسرائيل عن هذه الجرائم.
وتابعت: "أيضا يجب أن يكون للدول العربية موقف موحد، فهذا الموقف الموحد سيتحول إلى ورقة قانونية وورقة تفاوضية قوية حيث تستطيع الدول العربية وقتها أن تتحدث بلسان موحد من أجل الضغط على إسرائيل لوقف هذه المجازر ووقف إطلاق النار.
وحول المنتظر من القمة، قالت إن القمة العربية من المهم جدا أن تخرج الدول ببيان موحد وليس أن تخرج ببيانات ومواقف متناقضة، لأن هذا التناقض سيؤثر سلبا على خروج بيان وموقف موحد مشترك، لذلك من المهم جدا التوافق قبل انتهاء انعقاد القمة على استخدام كل الاوراق الضاغطة فيما يتعلق بالواقع السياسي والدبلوماسي والقانوني والاقتصادي واستخدام كل أساليب الضغط التي تمتلكها هذه الدول كون أن بعض الدول تستطيع ان تغضط بالفعل في هذه السياقات.

القمة العربية.. أن تأتي متأخرا

وأضافت: "صحيح ان القمة العربية تأخرت وباعتقادي أن هذا التأخر كان له أثر سلبي على بعض الدول العربية، لكن أن تأتي متأخرا أفضل من أن لا تأتي، لذلك انعقادها يبقى في الموضع الإيجابي، فأن تنعقد أفضل من أن لا تنعقد رغم تأخرها، لكن المنتظر منها هو أن تخرج بورقة تفاوضية قوية بمعنى إخراج بيان مشترك قوي يكون عبارة عن ورقة تفاوضية قوية تضغط على الولايات المتحدة ثم على إسرائيل لوقف إطلاق النار وتعزيز الواقع الإنساني وتعزيز الدعم للإعمار بشكل كبير وواقعي".
وأكدت "حداد" أن الموقف العربي هو نتيجة عدم وجود موقف موحد وهو ما يضعف الدفاع عن القضية الفلسطينية والدفاع عن المدنيين في قطاع غزة.
كما ألمحت إلى أنه قد يكون هناك هدنة إنسانية قبل القمة لكن هذه القمة العربية سيكون لها علاقة بالبعد المالي والاقتصادي والإعمار وتحديدا في المنطقة الجنوبية لا الشمالية، الخبراء والمفكرون يتحدثون عن عودة الحرب بعد الهدنة ولكن ليس بنفس طريقة القصف الجوي، وإنما إعادة تموضع للمناورات البرية والتوغل البري وإعادة تموضعهم بشكل يعزز لهم واقعهم الأمني كما يريدون، بمعنى تشكيل مناطق أمنية عازلة وبالتالي هم سيستمرون في تحقيق هذا التموضع ضمن سياق المناورات البرية أو التوغل البري، اما فيما يتعلق بالقصف سيتم تخفيف وطأة القصف الجوي مع القيام بعملية التجريف بالتحديد في المناطق التي يحاولون السيطرة عليها.

فك الحصار ضرورة  عاجلة

أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه لا يمكن لأي دولة عربية تطمح الى قيادة العالم العربي أن تصمت عما يجري حاليا في غزة. دعم نضال الشعب الفلسطيني، وكبح جماح الأطماع التوسعية الاسرائيلية، شرطان ضروريان لقيادة العالم العربي. فمن يتقدم الصفوف؟
وقال "نافعة"، في تغريدات له على حسابه بمنصة "إكس" إن قرار بوليفيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وقرار كل من كولومبيا وشيلي سحب سفيريهما في تل ابيب، احتجاجا على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة، يعد بصقة في وجه الأنظمة العربية المطبعة مع إسرائيل والتي لا تجرؤ حتى على مجرد التفكير في اتخاذ خطوة مماثلة.
كما شدد "نافعة" على أنه لا يكفي أن تعلن مصر رفضها تصفية القضية وتوطين الفلسطينيين في سيناء، ولكن أقل ما ينبغي عليها ان تقوم به في هذه اللحظة تحديدا ان لا تترك اهالي غزة يموتون جوعا وعطشا او بسبب نقص الدواء والرعاية الصحية، وان تعمل على كسر  الحصار المفروض على غزة بكل الوسائل الممكنة.
وتابع: "وصلت البجاحة الاسرائيلية الى حد قيام احد مراكز الدراسات الاستراتيجية بمهاجمة الامام الاكبر شيخ الجامع الازهر واتهامه بدعم الارهاب ، بل ومطالبة الحكومة الاسرائيلية بالضغط على الحكومة المصرية لاجراء تعديلات تشريعية تسمح باقالته وتعيين شخص اخر مكانه. هل بلغ الاستخفاف بمصر هذا الحد؟"
وأضاف: "لا تتركوا الشعب الفلسطيني يموت جوعا او عطشا في غزة، فهذا عار لن تتحمله ضمائر الشعوب العربية. اذا لم تكن النظم العربية الحاكمة قادرة على حماية الشعب الفلسطيني فيجب عليها على الاقل الا تتامر ضده او تشترك مع اسرائيل في اغتياله"
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أنه عندما يطالب وزير إسرائيلي مسؤول وعضو في الحكومة  الحالية بضرب غزة بالقنبلة النووية يجب ان تصل رسالته الى كل الحكومات العربية. فالسلاح النووي الإسرائيلي هو للاستخدام وليس للردع وأن الكيان الصهيونى ولد لكي يهيمن على المنطقة باسرها وبالتالي لا يمكن التعايش معه مطلقا.
وتساءل: "ما تزال المحكمة الجنائية الدولية صامتة ولم تتحرك لمعاقبة مجرمي الحرب في غزة، رغم أن إسرائيل قطعت الماء والكهرباء والغذاء والدواء والنفط عن اكثر من ٢ مليون إنسان، وكلها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. لقد جرؤت المحكمة على إصدار مذكرة توقيف ضد بوتن لكنها لا تجرؤ على المساس بنتنياهو!"

التغلغل الصهيوني في العرب

قال المفكر السياسي الكويتي وأستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله النفيسي، إن التغلغل الصهيوني داخل العرب بات كارثياً، وستجد من العرب اليوم وفي هذه الظروف الحارقة من يشيطن حماس ويبرر لإسرائيل. 
وأوضح "النفيسي" في سلسلة تغريدات على حسابه بمنصة "إكس" أن التغلغل إياه عملية قديمة للغاية بدأت منذ أن قرر الصهاينة تسمية شارع في إسرائيل باسم المغنية أم كلثوم فكسبوا بذلك مساطيل المغنية، مضيفا: "صهاينة العرب كارثة". 
وأكد "النفيسي" أنه من الطبيعي خلال الأزمات أن ترتفع وتيرة الجدل وتنشط عملية الفحص للموقف، وسنلاحظ أن (القيادة) العربية رهينة (الإرتباط الدولي) وأن (النخبة) العربية رهينة (الرهاب السياسي) وأن (الجماهير) العربية رهينة التنشئة السياسية الخاطئة.
وأضاف: "أزماتنا مع الكيان الصهيوني منذ  1948 متكررة وفي بعض الأحيان متشابهة ومما يؤسف له لا. تخرج الأمة ( قيادة ونخبة وجماهير ) بخلاصات سياسية أو فكرية  تحدد الثغرات وتفحص الحال فحصاً موضوعياً يدفع الأمة ( قيادة ونخبة وجماهير ) للخيار الصحيح .  حصل هذا عدة مرات ونعود للمربع الأول . ما الحل ؟"
وحذر المفكر الكويتي من تطرف حكومة نتنياهو، قائلا: "عندما سئل وزير التراث الإسرائيلي : ما الحل لموضوع غزة ؟ أجاب : أن نلقي عليها قنبلة ذرية .  هذه الإجابة من وزير مسؤول في حكومة نتنياهو تعكس التوحش المكنون في كيان العدو الذي تتسابق الأنظمة العربية في التطبيع معه. كيف تفكر إسرائيل في العيش بسلام مع شعوب المنطقة وهي تقوم بما تقوم به في غزة."
وعن الموقف الغربي، أشار إلى أن الغرب في العموم يعاني من عقدة ذنب guilt complex عندما يذكر موضوع اليهود، فالغرب هو أول من اضطهد اليهود وأخرجهم من أوروبا وأحرقهم في أفران الغاز ومارس ضدهم كل أشكال العنصرية والنبذ. لذلك بذل جهودًا كبيرة لتأسيس الكيان الصهيوني لتجميعهم فية وتطهير أوروبا منهم. وأخوف ما يخافه الغرب اليوم هو عودتهم إلى أوروبا موطنهم الأصلي.
وحول مواقف الدول العربية، قال "النفيسي" إن قطر تقوم بدور محوري في متابعة على مدار الساعة للعدوان الإسرائيلي على غزة ومتابعة يومية لأخبار معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر وذلك بهدف وقف العدوان على غزة وفتح المعبر لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني المصاب، لافتا أن إحتضان قطر لكل الاتصالات والمفاوضات الدولية لوقف إطلاق النار في غزة خطوة مباركة ومميزة للغاية.
وتساءل "النفيسي": "دخول اليمن وحزب الله على الخط هل هو مؤشر لاحتمال توسع حرب غزة؟ بيان الجيش اليمني وتحركات حزب الله هل ذلك مؤشر  لإنخراط إيراني مباشر في حرب غزة؟ على إعتبار علاقة إيران بالجيش اليمني وحزب الله علاقة push -button؟ في حال توسع الحرب ماذا سيكون موقف دول مجلس التعاون الخليجي؟"

التعليقات (0)