شريف حلمي يكتب : عن موكب المومياوات .. المسكنات ساعة والآلام أبد الدهر

profile
شريف حلمي كاتب صحفي
  • clock 4 أبريل 2021, 12:12:38 ص
  • eye 991
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الفرعونية هي الصورة الأقرب والمحببة للعالم عن مصر؛ لأن العالم - عاشق الحضارة المصرية القديمة شرقا وغربا - يرى أن الملابس العربية بالية ولا تليق بمصر الفرعونية، وهذا رأي يحتاج للضبط، ولا يأخذ على عمومه. 


ونظام الحكم الحالي في مصر يجيد الرمزية السياسية، ويعتمد عليها مع الغرب والعرب منذ بدايات تكوينه؛ لكن انفعالاته مع جماعة الإخوان تقف مانعا له أمام العالم الإسلامي. ونفس الأمر مع الخطاب الإفريقي غير المقنع حتى الآن، ودلالات ذلك في أزمة السد واضحة. 


ومع الانبهار الكبير لحفل ملوك وملكات مصر القديمة - وتلك حقيقة كاملة - وعزف أوركسترا القاهرة الرائع، بقيادة نادر عباسي، لمقطوعتي ترانيم الإلهة إيزيس، ونصوص الأهرامات،  أرى فرعون جديد يجري تنصيبه مع كل مناسبة تقتطع تكلفتها  من أموال المصريين. 


ويظل موطن الضعف الأكبر في تنظيم مثل هذه الحفلات؛ رغم كل مساعي تنشيط السياحة في وقت كورونا!!، وتغطية الإعلام الأجنبي الجيد، أو تعزيزا لثقة المصريين في تاريخهم، وتذكيرهم بماضيهم المشرق، وحث العالم على النظر إلى مصر وأزمتها مع إثيوبيا عالقة؛ هو غياب المصريين عن الحدث،  أصحاب هذا التاريخ. 


وأخشى أن يكون الهدف الأهم لهذه الأضواء والحفلات - ولا اتكلف إن قلت إنه لم يمر على ضحايا قطار سوهاج أيام - هو تلميع الفرعون. خاصة وأن العالم لن يهرول إليك الآن في ظل إغلاق كورونا الذي يحاصر البلدان؛ أما شكل الحفل عظيم، وأنا لست متخصصا في الجوانب الفنية، لكني كمواطن أراه(شو مبهر). 


ولكن هل كتب على مصر (الفقيرة) من وقت لآخر، أن تنفق الملايين المقترضة من الخارج على ألعاب الدعاية السياسية المبهرة، وأنت تعلم مثلي حاجاتنا إلى وإلى وإلى... 


.. اليوم صباحا أبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، احتفل برفقة مسؤولين من الإمارات، بالتنفيذ الناجح لمشروع الحوسبة السحابية للمساهمة في توليد الطاقة والري. 


وفي المساء تحتفل مصر بعظمة أجدادها الذين صنعوا حضارة عظيمة تتبدد الآن في احتفالات صاخبة، وشعارات تاريخية، وعظمة فردية لا أجدها مستحقة. 


لا أكره الفرح، وتابعت الحفل وكدت أبكي من شدة الفخر، لكن ذهب تأثير الحدث عندي بانتهاء العزف؛ هكذا يا سادة تعمل المسكنات ساعة وتبقى المشكلات دهر.

التعليقات (0)