نصير العوام يكتب: العراق بين الاتفاق السياسي "الكونكريتي" والمقاطعات الفوضوية

profile
نصير العوام اعلامي عراقي
  • clock 26 يونيو 2023, 1:40:08 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

منذ أكثر من عشر سنوات، وانا أوكد على الشراكة السياسية والتكامل الاقتصادية، وخلق ثقافة التسامح، بالإضافة حاجة جيل كامل الى ثقافة نوعية في العديد من القضايا المختلفة، ولابد من انسجام سياسي يسبق الشراكة السياسية " الكونكريتية، مع إزالة العقول التي لا تفكر فقط بأثارة الازمات.


وعلى المستوى السياسي قد يكون الاتفاق الأخير بين القوى السياسية التي تحالفت لتشكيل الحكومة العراقية (حكومة محمد شياع السوداني)، هو بداية لاتفاق سياسي كبير، الى ان المؤشرات بدءاً من خلافات حول الموازنة الاتحادية، وقانون العفو العام، وتعطيل الماة 140 من الدستور العراقي، وقضايا خلافية ......... اخرى والتصريحات الإعلامية المتشنجة، ومزاجية البعض بتطبيق الاتفاق السياسي، قد تكون السبب  لانهيار الاتفاق، خصوصا ان القوى الكردية وتحديداً الحزب الديمقراطي الكردستاني اصبح لا يثق كثيراً ببعض القوى السياسية، وقد لا تتحمل هذه القوى المسؤولية لوحدها كون الجميع في مركب واحد، وغرق المركب" قد تغرق هذا القوى السياسية ، والبقاء للأقوى، والاقوى هو من يمتلك علاقات داخلية متوازنة وعلاقات خارجية مميزة، بل قوة مؤمنة بهذه العلاقة، وعلى سبيل المثال علاقة إقليم كوردستان وتحديداً أربيل مع المجتمع الدولي، الذي يثق كثيراً بالتوجهات السياسية والاقتصادية للإقليم، مما دفع العديد من الدول الى مساعدة كوردستان اثناء حرب "داعش" الإرهابي، والان يفكرون بتزويد الإقليم بمنظومة الدفاع الجوي، لاعتقادهم ان أربيل معقل مهم للعراق وللديمقراطية التي أيضا أصبحت مهددة في العراق، مع فكرة الدول الصناعية الكبرى بأن تكون كوردستان "القلب الصناعي" للشرق الأوسط في حال فشلت الحكومة الاتحادية بتدارك الازمات ومنها الازمة الاقتصادية سواء الحالية او القادمة، مع غياب واضحة لرؤية العراق الاقتصادية سواء في الداخل او اقليما وعالميا.


ولو أجرينا مسح للفروقات بين أربيل وبغداد على المستوى السياسي والاقتصادي لوجدنا أربيل تتقدم كثيراً على بغداد على الرغم من ان بغداد العاصمة وهي "العقل المفكر" للعراق ، فنشاهد النمو الاقتصادي في كردستان بفارق كبير عن بقية المحافظات العراقية، بالإضافة الى هجرة الكفاءات من بقية المحافظات  الى خارج العراق والى إقليم كوردستان، وقبل ان اتحدث عن بعض القطاعات المهمة، انا من المتحمسين، لعقد صفقة سياسية لا يهمني أطرافها وأتمنى ان تشارك فيها جميع القوى الماسكة للسطلة والمعارضة والمدنية والناشئة ، الأهم ان تنتهي باتفاق "الشراكة والتعاون"، كون الانهيار في العراق قد يكون في لحظات مالم تتدارك الأمور، مع امنياتي بإزاحة الأغلبية من هذه الطبقة السياسية التي ساهمت بتراجع العراق بشكل كبير وهو أساسا كان من الدول التي ستنهار قبل عام 2003، كما ان هذه القوى السياسية ماتزال تعتقد هي الأقوى وقد تسيطر على السلطة لـ(100) عام وهذا دليل "وهم وعدم ادراك"، لان المصلحة  الاقتصادية في العالم تتعامل الان مع من يمتلك رؤية لعراق يختلف  عن السنوات الماضية، اذا "التغيير الديمقراطي" للإزاحة فعال، مع ضرورة ان يدرك الجميع ان القوى والاحزاب والتيارات المدنية والمستقلة والناشئة تريد ان تنافس هذه المرة وبقوة لإزاحة الأحزاب التقليدية، وأصبحت تمتلك علاقات دولية.


في قرية عراقية، كان شيخ عشيرة يزور الناس في بيوتهم كنوع من الشعبوية، الى ان الأغلبية غير مقتنعة بما يقوله، والجميع كان يريد ان يحصل على ماء الشرب، وان يتحول من بيوت الطين الى "بيت بلوك" حلم بسيط مؤجل، فشل شيخ العشيرة، وأهالي القرية مازالوا بالانتظار.


الفوارق بين إقليم كوردستان وبعض المحافظات العراقية، تبدأ من تدهور التعليم في كل المراحل وشيوع ظاهرة التسرب وانخفاض مستوى التعليم، مع ظاهرة هجرة العقول بأعداد كبيرة، بينما في إقليم كوردستان سنوياً تفتح فيه جامعات جديدة وكليات مميزة، ويرتفع مستوى التعليم.


صناعياً بدأت المصانع والمشاريع التجارية تغلق أبوابها تاركة الشعب بدون عمل، بينما تزداد المعامل والمصانع في الإقليم، وهو الحال في القطاع الصحي، ينهار وفي كردستان ينتعش، أبناء الوسط والجنوب ما بين الهند ولبنان وكوردستان للعلاج، اما الخدمات لا تقارن، والقانون يطبق على الجميع. 


مازالت خائفاً، على العراق ان يتحول الى مقاطعات مسلحة وفوضوية بسبب التفكير بالسلطة والابتعاد عن التفكير بعقل الدولة، مع تفكير كل عراقي بمستقبل ابناءه وحماية عائلتي، قد لا يبقى لنا سواء كوردستان وبعض المحافظات نلجئ اليها، في ظل عدم التحول من التفكير بالسلطة الى إدارة الدولة، العراق للجميع وسيبقى لا بناءه ولابد ان نعيش بسلام.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)