نول الزمن لروبرت كابلان.. تحولات الشرق الأوسط الهائلة تحركها قوى خارجية

profile
  • clock 26 أغسطس 2023, 11:44:24 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كان الشرق الأوسط غارقاً في الآونة الأخيرة في المبادرات الدبلوماسية التي تحركها قوى خارجية، ولعل أبرزها كان توسط الصين في صياغة اتفاق بين الخصمين اللدودين السعودية وإيران، وسعي الولايات المتحدة الحالي لصياغة اتفاق تطبيع للعلاقات بين السعودية وإسرائيل مقابل ضمانات أمنية ومطالب أخرى للرياض.

وبدلاً من الإشارة إلى الاستقرار المتنامي، تعكس عمليات إعادة التنظيم هذه صعود عالم متعدد الأقطاب غير منظم، حيث تشهد قوة الولايات المتحدة انحداراً نسبياً.

وتوفر هذه التحولات الموضوع الرئيسي للكاتب الجيوسياسي والمحلل الأمريكي المخضرم روبرت د. كابلان في كتابه "نول الزمن The Loom of Time"، وهو كتاب يدرس القوى الجبارة التي تعيد تشكيل الشرق الأوسط.

ويستعرض المحلل السياسي البريطاني جيمس كرابتري، في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" فلسفة  الكتاب الجديد لكابلان.

 

أفول الامبراطوريات

ويرى كابلان، في كتابه، إنه لم لم تعد هناك أي إمبراطوريات عالمية للحفاظ على النظام، بما فيها الامبراطورية الأمريكية، إن صح القول، حيث اختفت قبلها الإمبراطوريات الآشورية والرومانية والفارسية والبيزنطية والعثمانية والبريطانية والسوفييتية.

لكن الشرق الأوسط لم يجد بعد حلاً مناسبًا لانهيار الإمبراطورية العثمانية، ويعتبر كابلان أن هذا يعد أمرا مستفزا.

ويطرح كابلان مجموعة من الحجج الأخرى المثيرة للاهتمام، أحدها هو الدعوة إلى تسمية المنطقة بـ "الشرق الأوسط الكبير"، وهو المصطلح الذي يستخدمه لوصف "العالم الإسلامي في الصحراء والسهول" الممتد من إثيوبيا والبحر الأبيض المتوسط إلى مقاطعة شينجيانج غرب الصين.

ويشير إلى أن إعادة التوصيف الجغرافي هذه يمكن أن تكون مفيدة، لأنها تعطي إحساسًا أوضح بالقوى الخارجية التي تشكل مستقبل المنطقة.

والواقع أن توسعاً مماثلاً في الآفاق حدث مؤخراً في شرق آسيا أيضاً، والتي يطلق عليها كثيرون الآن اسم "المحيط الهادئ الهندي".

 

نموذج ممالك الخليج

ويرى كابلان أن ممالك الخليج، بالإضافة إلى الأردن والمغرب تبرز باعتبارها معاقل للاستقرار النسبي.

وكان كابلان معجبا منذ فترة طويلة بالسلطان قابوس، الذي حكم عمان لمدة نصف قرن حتى وفاته في عام 2020، حيث مزج الحكم المطلق مع قدر من احترام الحريات المدنية والمؤسسات السياسية المستقلة.

ويرى كابلان أن هناك خط وسط (ظلال رمادية ناجحة) بين الديمقراطيات المستقرة والمثالية على أحد طرفي الطيف، أو طغاة وحشية وخانقة على الجانب الآخر، ويقول إن فكرة وجود معركة عالمية بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية - وهي نقطة المناقشة المفضلة للرئيس الأمريكي جو بايدن – أمرا غير مفيد

ومع ذلك، تظل فكرة كابلان الأكثر إثارة للجدل هي إعجابه بالإمبراطوريات، ويشير إلى أن الحكم الإمبراطوري غالبًا ما خلق سياسات مستقرة. حتى أن السلالات الحاكمة مثل العثمانيين سمحت بفترات من التسامح النسبي، خاصة بالمقارنة مع الدول القومية التي خلفتها.

وكثيراً ما يشير كابلان إلى أن الولايات المتحدة لابد وأن تلعب شيئاً أقرب إلى الدور الإمبريالي الجديد، فتعمل على جلب الاستقرار إلى المناطق المضطربة.

التعليقات (0)