"نيويورك تايمز": مجازر إسرائيل في غزة لا مثيل لها إلا الإبادة الجماعية في رواندا

profile
  • clock 7 ديسمبر 2023, 1:39:26 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أكد الكاتب الأمريكي نيكولاس كريستوف، أن وتيرة قتل المدنيين في غزة أكبر بكثير مما كانت عليه في معظم الصراعات الأخيرة، وأن المثال الوحيد الذي يعرفه لهكذا وتيرة هو الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا في عام 1994.

وقال "كريستوف" في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز"، نيكولاس كريستوف، إن قطاع غزة هو أخطر مكان يمكن أن يعيش فيه أي طفل في العالم اليوم، بحسب تقييم المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، كاثرين راسل.

وأشار الكاتب الحائز على جائزتي بوليتزر إلى أن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي يزيد عن ضعف عدد الأطفال الذين ماتوا في جميع الصراعات في جميع أنحاء العالم عام 2022، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.

ونقل عن رئيس منظمة الإغاثة "ميد جلوبال"، زاهر سحلول، بأن "واحدا من بين كل 150 طفلاً فلسطينياً في غزة قُتل خلال شهرين فقط"، وحذر من أن كثيرين آخرين قد "يموتون بسبب الالتهابات أو الأمراض المنقولة بالمياه أو الجفاف، بينما سيعاني آخرون من إعاقات جسدية مدى الحياة".

يأتي ذلك فيما واصلت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الدفاع عن إسرائيل حتى في ظل تسببها في مقتل أعداد هائلة من المدنيين في غزة.

وعلى النقيض من إدعاءات إدارة بايدن بأن إسرائيل تتلقى رسالة لإظهار ضبط النفس، تفيد تقارير الأمم المتحدة بأن هذا الأسبوع "شهد بعضًا من أعنف عمليات القصف في غزة" وأنه "إذا أمكن، فإن سيناريو أكثر جهنمية على وشك الظهور".

وقال مارتن غريفيث، كبير مسؤولي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: "لا يوجد مكان آمن في غزة. مثل هذا التجاهل الصارخ للإنسانية يجب أن يتوقف".

وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 16,248 شخصًا قتلوا في القطاع حتى الآن، 70% منهم نساء وأطفال، وهو ما وثقه مراقبو حقوق الإنسان.

بل إن مسؤولا كبيرا في إدارة بايدن قال للكونجرس إن الأرقام المبلغ عنها قد تكون أقل من الواقع على الأرجح "بسبب عدم انتشال الجثث تحت الأنقاض"، ما يعني أن امرأة أو طفلاً يُقتل في المتوسط كل 7 دقائق تقريباً على مدار الساعة منذ بدء الحرب.

وتساءل الكاتب الأمريكي في مقاله: "كيف يمكن لإسرائيل تعزيز أمنها من خلال تسوية مناطق واسعة بالقنابل التي تزن 2000 رطل؟ مشيرا إلى أن الولايات المتحدة نصحت إسرائيل، مرارا وتكرارا، باستخدام قنابل أصغر حجما وتوجيه المزيد من الضربات الجراحية، لتجنب تحويل الانتصارات التكتيكية إلى هزيمة استراتيجية.

وأوضح "كريستوف" أن أقصى ما يمكن قوله في حرب إسرائيل على قطاع غزة أنها "أضعفت بشكل متواضع القدرة العسكرية لحماس"، مشيرا إلى أن متحدث عسكري إسرائيلي أعلن أن عدة آلاف من مقاتلي حماس قتلوا، وهو ما قد يصل إلى 10% أو أقل من قوة الحركة.

وأشار كريستوف إلى أن حماس اكتسبت شعبية ومصداقية في الضفة الغربية، إذ كانت أعلام حماس في كل مكان عندما زارها مؤخراً، وتحول الدعم العالمي لإسرائيل إلى "طوفان من التعاطف مع الفلسطينيين"، حسب تعبيره، مضيفا: لقد نجحت حماس في تحقيق أحد أهدافها، وهو إعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية".

ونوه كريستوف إلى أن الاشمئزاز من الخسائر في الأرواح الفلسطينية أدى إلى تعريض استقرار الدول المجاورة، مثل الأردن، للخطر، كما أحبط أي أمل في التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، وتزايدت مخاطر اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية، إلى جانب مخاطر اندلاع حرب أوسع مع لبنان.

وتساءل الكاتب: "هل جعل هذا إسرائيل أكثر أمنا؟ هل هذا يكفي لتبرير قتل امرأة أو طفل كل 7 دقائق على مدار الساعة؟ لقد قمت بتغطية الكثير من الصراعات، وأحد الأشياء المدهشة حول القصف على غزة هو مدى شدته. فنحو نصف المباني في شمال غزة تظهر أضرارا هيكلية، وفقا لتحليلات صور الأقمار الصناعية".

التعليقات (0)