هل "اغتيل" رئيسي ليكون كبش فداء للنظام؟

profile
  • clock 22 مايو 2024, 2:59:06 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تساءل محرر الشؤون الدفاعية والدبلوماسية ماركو بصحيفة "ذا ديلي إكسبريس" البريطانية، جيانانجيلي، عن مدى إمكانية استغلال وفاة إبراهيم رئيسي لمنح النظام الإيراني شريان حياة؟

وأشار الكاتب، في مقال نشرته الصحفة، إلى أن العديد من الخبراء يرون أن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يمكن أن توفر شريان حياة لا يقدر بثمن للنظام الذي تراجعت شعبيته في الداخل والخارج.

وقالت كاثرين بيريز شاكدام المديرة التنفيذية لمنتدى العلاقات الخارجية "يستطيع المرشد الأعلى علي خامنئي الآن استخدام رئيسي ككبش فداء للطريقة المروعة التي تعاملت بها الدولة مع احتجاجات مهسا أميني، أو هجمات 7 أكتوبر الماضي، والضغط من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد".

ولقي رئيسي الملقب بـ "جزار طهران" لدوره في إعدام 30 ألف من نشطاء المعارضة عام 1988، عندما كان رئيسا للقضاة في العاصمة الإيرانية، مصرعه مع وزير خارجيته ومرافقيه في حادث تحطم مروحية تعرضت "لهبوط صعب" في منطقة ديزمار، عائدا من أذربيجان، حيث افتتح هو والرئيس الأذري إلهام علييف مشروع سد تعاوني، كما نجت مروحيتان أخريان كانت ترافق مروحية رئيسي على الرغم من سوء الأحوال الجوية.

ويطرح الكاتب تساؤلات هل تعرض رئيسي لعملية اغتيال داخلية مدبرة؟ ولماذا اختار ركوب مروحية في طريق غير آمن وسط ضباب كثيف بينما ذكرت تقارير سابقة أنه كان اختار الذهاب إلى تبريز لأنها كانت "أكثر أمانا"؟

ويقول الكاتب إذا كان الأمر كذلك، فقد يشير كثيرون بإصبع الاتهام إلى إسرائيل، التي تتهم إيران بضلوعها في التحريض على هجمات 7 أكتوبر التي شنتها حماس على جنوبي إسرائيل العام الماضي، لكن هناك احتمال آخر.

ويضيف الكاتب أن هذا، في الواقع، قد يكون من عمل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في محاولة محسوبة وذات نفع متبادل لتنقية الأجواء بين النظام وتزايد عدم الشعبية الداخلية والخارجية.

وتقول كاثرين بيريز شاكدام: "هناك الكثير من الأسئلة، هل اختار رئيسي حقا ركوب مروحية في رحلة محفوفة بالمخاطر في طقس متقلب؟"

وتضيف: "لماذا لم يستطع رجال الإنقاذ تحديد الموقع الجغرافي لهاتفه وهم قادرون على التقاط إشارات من هواتف الأقمار الصناعية الأخرى في المنطقة؟"

وتقول: "من المستفيد من موته ؟"

وتؤكد كاثرين أن إحدى الإجابات عن تلك الأسئلة هو النظام نفسه، مضيفة أنه "سواء اغتيل رئيسي أم لا، فإن وفاته تمثل فرصة للمرشد الأعلى لينأى بنفسه عن تزايد تراجع شعبيته".

وتقول: "قد يكون رئيسي كبش فداء للطريقة المروعة التي تعاملت بها الدولة مع الاحتجاجات الجماهيرية التي أعقبت وفاة مهسا أميني في الحجز، والتي لم تهدأ بعد بشكل كامل، أو يمكن استغلالها لتصفية الأجواء بين طهران وعلاقتها بهجمات 7 أكتوبر".

ويختتم ماركو جيانانجيلي مقاله لافتا إلى أنه في كلتا الحالتين، حسبما أوضحت كاثرين، تستطيع إيران أن تتظاهر بأن الحادث يمثل بداية صفحة جديدة مع شعبها البائس في الداخل وعلاقاتها مع الغرب، فضلا عن "بداية جديدة في المحادثات النووية".

التعليقات (0)