وثائق أمريكية: فاجنر تحاول تأسيس رابطة لدول أفريقية معادية للغرب

profile
  • clock 24 أبريل 2023, 7:49:20 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تفيد وثائق استخباراتية أمريكية مزعومة ومسربة بأن مجموعة "فاجنر" المرتزقة الروسية، المرتبطة بالكرملين، تعمل على إنشاء "اتحاد كونفدرالي" من الدول المعادية للغرب في إفريقيا، بحسب جريج ميلر وروبين ديكسون في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" (The Washington Post) الأمريكية

ميلر وديكسون أضافا أن "فاجنر تثير عدم الاستقرار أثناء استخدام قدراتها شبه العسكرية والمعلومات المضللة لدعم حلفاء موسكو" في القارة السمراء، وفقا للوثائق.

وتابعت الوثيقة أن "التوسع السريع للنفوذ الروسي في أفريقيا كان مصدر قلق متزايد لمسؤولي الاستخبارات والجيش الأمريكيي، مما دفع على مدار العام الماضي إلى إيجاد طرق لاستهداف شبكة فاجنر من القواعد وجبهات الأعمال عبر ضربات وعقوبات وعمليات إلكترونية".

وأردف ميلر وديكسون أنه "في الوقت الذي كان فيه زعيم فاجنر يفغيني بريغوزين (حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) منشغلا بالصراع الداخلي في الكرملين بشأن تورط المجموعة المتعمق في الحرب الروسية في أوكرانيا (منذ 24 فبراير/ شباط 2022)، يصف المسؤولون الأمريكيون توسع فاجنر العالمي على أنه نقطة ضعف محتملة".

 

خيارات غربية

و"تسرد إحدى الوثائق نحو 12 خيارا حركيا وخيارات أخرى يمكن إتباعها كجزء من جهود الولايات المتحدة والحلفاء المنسقة لتعطيل فاجنر، منها تقديم معلومات لمساعدة القوات الأوكرانية على قتل قادة المجموعة، كما تفيد باستعداد الحلفاء الآخرين لاتخاذ إجراءات قاتلة مماثلة ضد قادة فاجنر في أفريقيا"، وفقا لميلر وديكسون.

واستدركا: "لكن لا يوجد الكثير مما يشير إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية (الأمريكية) أو (وزارة الدفاع) البنتاغون أو الوكالات الأخرى تسببت في أكثر من انتكاسات بسيطة لفاجنر على مدى ست سنوات اكتسبت خلالها المجموعة موطئ قدم استراتيجي في ثماني دول أفريقية على الأقل من بين 13 دولة عمل فيها بريغوزين".

واستطردا: "الضربة العسكرية المباشرة الوحيدة المذكورة في الملفات تشير إلى "هجوم ناجح في ليبيا دمر طائرة لوجستية لفاجنر". ولا توفر الوثيقة تفاصيل أخرى حول العملية ولا سبب استهداف تلك الطائرة، وهي جزء من أسطول فاجنر".

وزادا بأن "الهجوم الأمريكي الأكثر أهمية على فاجنر كان بالقرب من (مدينة) دير الزور بسوريا، في فبراير (شباط) 2018، عندما قتلت غارات جوية أمريكية مئات من مقاتلي فاجنر كانوا يهاجمون العشرات من جنود دلتا فورس ورينجرز والقوات الكردية بجوار مصنع للغاز". ومنذ سبتمبر/ أيلول 2015، تدعم روسيا عسكريا رئيس النظام السوري بشار الأسد ضد ما تعتبرها جماعات إرهابية في بلد قمع نظامه الحاكم احتجاجات شعبية اندلعت في 2011 للمطالبة بتداول سلمي للسلطة، مما زج بسوريا في حرب أهلية مدمرة.

 

منافسة واستبداد

وتخلص إحدى الوثائق الأمريكية المسربة إلى أن "لدى فاجنر طموحات للتوسع في أفريقيا، ومن المحتمل أن يزيد بريغوزين من ترسيخ شبكته في بلدان متعددة".

وقال مدير معهد صادق للأبحاث ومقره العاصمة الليبية طرابلس أنس القماطي إن "صعود فاجنر ينذر بموجة جديدة من المنافسة بين القوى العظمى في أفريقيا ومعها عودة الاستبداد".

ووفقا لوثيقة "لم تسَّرع كيانات بريغوزين العمليات في أفريقيا خلال العام الماضي فحسب، ولكن يبدو أنها تعمل بطموح وسلطة موسعة، وتحَّول نهجه من الاستفادة من الفراغات الأمنية إلى تسهيل عدم الاستقرار عن قصد".

وأفادت بـ"وجود خطط لدى فاجنر من أجل مواجهة النفوذ الأمريكي والفرنسي في بوركينا فاسو وإريتريا وغينيا ومالي ودول أخرى، بالإضافة إلى دعمها المباشر لمؤامرة انقلاب في تشاد عبر تدريب متمردين".

وقال ميلر وديكسون إن "تشاد لطالما كانت محورا لعمليات فرنسية وأمريكية لمكافحة تمرد الجماعات الإسلامية المسلحة في منطقة الساحل".

وتذكر وثيقة أن فرنسا "أعربت عن استعدادها لضرب فاجنر إذا دعمت انقلابا في تشاد".

ولم يرد بريغوزين على طلب من "واشنطن بوست" للتعليق على تلك الوثائق، لكنه سبق وأن قال للصحيفة، ردا على أسئلة حول تشاد، إن أي تلميح إلى أن له دورا  في زعزعة استقرار الحكومة الانتقالية هو "هراء".

وتحاكم الولايات المتحدة العنصر في سلاح الجو بالحرس الوطني الأمريكي، جاك تيشيرا (21 عاما)، بتهم بينها "سحب وتخزين ونقل وثائق أو مواد سرّية متعلّقة بالدفاع الوطني دون تصريح".

وتلك الوثائق عبارة عن تقارير استخباراتية عالية السرية كشفت عن كيفية تجسس الولايات المتحدة على الحلفاء والأعداء على حد سواء، مما أثار قلق المسؤولين الأمريكيين من أن تهدد تلك المعلومات مصادرهم السرية الحساسة وتقوض علاقاتهم الخارجية المهمة.

التعليقات (0)